* بنمقان حرير شمال العراق واشنطن الوكالات:
تشهد جبهة شمال العراق نشاطاً مكثفاً يتمثل بصفة خاصة في دعم الولايات المتحدة القوات التي انزلتها فجر الخميس في المنطقة بمزيد من الاليات بينما اعلن المقاتلون الاكراد انهم يحققون تقدما باتجاه مدينة كركوك، لكن الامريكيين لا زالوا يعربون عن الحسرة لرفض تركيا فتح اراضيها امام قواتهم الامر الذي كان سينعكس ايجابيا على تمتين الجبهة الشمالية.
واعلنت مصادر عسكرية كردية ان المقاتلين الاكراد حققوا تقدماً كبيراً وباتوا على بعد عشرين كيلومترا من كركوك المدينة الاستراتيجية الغنية بالنفط في شمال العراق.
واكد عدد من مقاتلي الاتحاد الوطني الكردستاني انهم وصلوا الى بلدة قرهانجير بعد تمشيط المنطقة التي زرعت فيها القوات العراقية الغاما مضادة للاشخاص والدبابات قبل الانسحاب من مواقعها.
ويأتي تقدم قوات الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يسيطر على جزء من كردستان بعد انسحاب جنود عراقيين من مواقعهم على سلسلة جبلية تشرف على مدينة جمجمال التي تبعد اربعين كلم شرق كركوك اثر غارات جوية اميركية.
وقد حركت الولايات المتحدة مزيدا من القوات الى شمال العراق خلال ليل الخميس/الجمعة وسرعت خططها لفتح جبهة ثانية في الشمال في الحرب التي تقودها للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
وشاهد مراسلو رويترز لدى وصولهم الى مدرج للطائرات في حرير نحو الساعة السابعة صباحا من يوم امس الجمعة طائرات نقل مروحية وعربات وجنودا وصلوا خلال رحلة ليلية اضافة الى الموجة الاولى من 1000 مظلي وصلوا في الساعات الاولى من صباح اول امس الخميس.
وتقع حرير على بعد نحو 70 كيلومترا من مدينة اربيل اكبر المدن الكردية العراقية الواقعة وسط الجبال. وكان هناك ما يتراوح بين 50 و60 عربة جيب واقفة قرب المدرج ونحو 150 جندياً منتشرين حوله كانوا يتحصنون وينشرون مدافع المورتر لحماية المدرج من اي هجوم غير مستعدين لاي مجازفة رغم ان هذه المنطقة منطقة «صديقة» يسيطر عليها الاكراد.وشوهدت اربع طائرات نقل هليكوبتر على المدرج مقارنة باثنين يوم الخميس.
وكان من المتوقع ان تفتح الولايات المتحدة جبهة شمالية في حربها ضد صدام وخططت في بادئ الامر الى الدفع بما يصل الى 62 الف جندي الى العراق عبرالاراضي التركية.
لكن البرلمان التركي رفض السماح بنشر قوات امريكية في الاراضي التركية مما اضطر واشنطن الى تغيير خططها وارسال مظليين من اللواء 173 المحمول جوامن ايطاليا الى شمال العراق أول امس الخميس.
وهبط المظليون الامريكيون وواجهوا بعض المشاكل منها هبوطهم في منطقة ابعد من التي استهدفوها.
وصرح ضابط امريكي في حرير وكان من بين مجموعة الطلائع التي وصلت اولا بانه توقع ان تستغرق المسيرة من نقطة الانزال الى النقطة المستهدفة ساعتين استنادا الى الخرائط.
وقال انها في الواقع «ست ساعات من الترحال» في مستنقعات والظهور محملة بالعتاد، ولدى بزوغ فجر امس الجمعة بدا كثيرون منهكين.
وفيما يتصل بالموقف التركي وتأثيره على جبهة الشمال اعتبر المسؤول الثاني في وزارة الدفاع الاميركية بول وولفوفيز امام الكونغرس يوم الخميس ان تركيا ارتكبت «خطأ كبيراً» برفضها مرور القوات الاميركية عبر اراضيها لفتح جبهة من شمال العراق.
واوضح وولفوفيتز امام لجنة تخصيصات الميزانية في مجلس النواب «لا شك ابدا انه لو كان لدينا فرقة مصفحة في شمال العراق لكانت نهاية الحرب اقرب».وقال مساعد وزير الدفاع الاميركي ان البرلمان التركي رفض بفارق اصوات قليلة الطلب الذي يسمح للقوات الاميركية بالمرور عبر تركيا للتدخل في العراق.
وشدد ايضا على ان تركيا تبذل جهودا لمساعدة الولايات المتحدة خصوصا عبر منح القوات الجوية الاميركية حق استخدام مجالها الجوي لشن عمليات في العراق.
ودافع وولفوفيتز عن قرار منح تركيا مساعدة اميركية قدرها مليار دولار كما طلب الرئيس الاميركي في اطار الميزانية الاضافية البالغة 74 ،7 ملياردولار التي عرضها على الكونغرس اخيرا.
واقترح احد النواب في اللجنة معاقبة تركيا لرفضها السماح للقوات الاميركية باستخدام اراضيها لمهاجمة العراق.واوضح وولفوفيتز في هذا الاطار ان «الاقتصاد التركي يواجه صعوبات وهذا لا يصب في مصلحتنا».
ويدير الاكراد شمال العراق بشكل مستقل عن بغداد منذ انتهاء حرب الخليج عام 1991 تحت حماية الحظر الجوي الذي تفرضه الطائرات الامريكية والبريطانية بعد قمع القوات العراقية لانتفاضة كردية قصيرة ضد صدام.
|