* واشنطن واس:
أكدت المملكة العربية السعودية انها بذلت وما زالت تبذل كل ما بوسعها سواء منفردة أو بالاشتراك مع الاشقاء العرب والمسلمين والمجتمع الدولي كافة للوصول إلى تسوية سلمية بالنسبة للوضع في العراق.
وبينت انها طرحت افكارا واضحة ومنطقية تتصف وتتسم بالعدالة وتستند على حتمية الالتزام المطلق للعراق بقرارات مجلس الأمن والتعاون الشامل مع المفتشين الدوليين ومنح المساعي الدبلوماسية الفرصة الكاملة لحل النزاع سلميا.
جاء ذلك في الكلمة التي القاها امس المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة فوزي بن عبدالمجيد شبكشي أمام الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن المسألة العراقية.
وفيما يلي النص الكامل للكلمة..
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس
يمرالعالم اليوم بظروف بالغة الخطورة وتواجه منطقتنا العربية والاسلامية حربا تنذر بتداعيات خطيرة وانعكاسات سلبية على النظام الدولي وعلى العلاقات الدولية والحرب دليل على فشل الدبلوماسية وعجر الأمم المتحدة ومجلس الأمن بصورة خاصة عن أداء مهامه في حفظ الأمن والسلم الدوليين وستؤدي هذه الحرب إلى اذكاء العداء والكراهية وتأجيج نار العنف والتطرف وتجر إلى كوارث مختلفة العالم في غنى عنها.
ومنذ ان بدأت نذر الحرب في الأفق بذلت المملكة العربية السعودية وما زالت تبذل كل ما بوسعها سواء منفردة أو بالاشتراك مع الاشقاء العرب والمسلمين والمجتمع الدولي كافة للوصول إلى تسوية سلمية وتحركت في كل اتجاه عربيا واسلاميا ودوليا وطرحت افكارا واضحة ومنطقية تتصف بالعدالة وتستند على حتمية الالتزام المطلق للعراق بقرارات مجلس الأمن والتعاون الشامل مع المفتشين الدوليين ومنح المساعي الدبلوماسية الفرصة الكاملة لحل النزاع سلميا.
وللاسف فمع كل الجهود التي بذلت من اجل التوصل إلى حل سلمى ومنطقي للازمة وبالرغم من المعارضة الدولية لشن حرب قد لا تبقي ولا تذر وقعت الواقعة وقامت الحرب وادرك الطرفان المعنيان ومنذ الايام الاولى لهذه الحرب الخسائر الهائلة التي ستلحقهما من هذه الحرب.. فالحرب يخسرها المنتصر والمهزوم.. واصبح واضحا حجم الدمار الفظيع الذي سيلحق بالعراق وسقوط آلاف الضحايا الابرياء ذلك ان اسلحة الفتك والدمار تنطلق لا تفرق بين محارب ومسالم ولا تتجنب اصابة الاطفال والنساء والشيوخ.
ان الحقيقة المأساوية أصبحت واضحة لكل ذي بصيرة والحاجة إلى تغليب الحكمة والتعمق في ابعاد الازمة وانعكاساتها اقليميا ودوليا جلية لكل ذي بعد نظر والعقلانية تتطلب وقف العمليات العسكرية ضد العراق والعودة مجددا إلى لغة المساعي السلمية وإلى دعم الجهود الدبلوماسية والمضي قدما نحو الأمم المتحدة للعمل على حل المشكلة في اطارها الدولي المشروع بما يحفظ للعراق امنه الوطني ومؤسساته المدنية من تداعيات الحرب وما تحملة من كوارث انسانية وبيئية فضلا عن فداحه ثمنها السياسي واعباء تكاليفها الاقتصاديه.
ان المملكة العربية السعودية انطلاقا من موقفها الثابت والذي يرفض الاحتلال بصورة مطلقة ترفض احتلال العراق وتؤمن بان الشعب العراقي يستطيع ان يتدبر أمره ويتولى شؤونه ولا يحتاج إلى جهات خارجية لادارتها.. ان اخطاء الحكومة العراقية وعدم التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن خلال الاثني عشر عاما الماضية لا يجب ان يعاقب عليها الشعب العراقي الشقيق الذي طالت معاناته واشتدت كربته ويتطلع كغيره من الشعوب المحبة للسلام إلى حل سلمي يجنبه ويجنب العالم حربا لا يريدها احد.
تتمسك المملكة العربية السعودية بوحدة العراق واستقلالة وسلامة اراضيه واحترام سيادته وتطالب بوقف الحرب وسحب القوات الأجنبية إلى خارج الحدود الدولية للعراق.
والمملكة العربية السعودية في اطار مسؤوليتها في خدمة الجهود الانسانية وتمشيا مع توجيهات قيادتها قامت بتجهيز مساعدات انسانية شاملة لما يغطي عدد اربعة وعشرين الف نازح من معونة غذائية وطبية ومخيمات وذلك كمرحلة أولى تتبعها عدة مراحل تحسبا لأي احتياجات عاجلة وتخفيفا للمعاناة الانسانية التي قد يتعرض لها المواطنون العراقيون نتيجة للعمليات العسكرية.. ويجري تجميع هذه المساعدات الانسانية في منطقة عرعر المتاخمة للحدود العراقية والتي سبق وان اعلنت المملكة تخصيصها لهذا الغرض.. كما تم الاتصال بهيئات الاغاثة الدولية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الاحمر بمشاركة الهلال الاحمر السعودي للتنسيق بينهم لضمان ايصال هذه لمساعدات إلى مستحقيها وذلك بعد الانتهاء من الاجراءات القانونية اللازمة بشأنها عبر الأمم المتحدة.
وتؤمن المملكة العربية السعودية بان مجلس الأمن هو الجهة التي تحدد ما إذا كان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل من عدمه.. ولابد من احترام مبادئ القانون الدولي التي حكمت عالمنا على مدى اكثر من نصف قرن ذلك ان هذه المبادئ والشرعية الدولية هي التي تحمي المجتمع الدولي من تقوض أسس العلاقات الدولية.
السيد الرئيس..
ان منطقة الشرق الأوسط لا يمكنها ان تتحمل اوزار حرب جديدة مدمرة بل هي في حاجه إلى اقتلاع بؤر التوتر فيها والعمل على استتباب الأمن والسلم في ربوعها وتشجيع التعاون ودعم التنمية والاخذ بأسباب التقدم.. لذلك فاننا نطالب بأن تشهد الفترة المقبلة تحركا فعالا جديا للوصول إلى تسوية عاجلة وعادلة لمشكلة فلسطين والاراضي العربية المحتلة على اسس المبادرة العربية المرتكزة على مبدأ الارض مقابل السلام والانسحاب الاسرائيلي من جميع الاراضي العربية المحتلة وقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة اسرائيل. وشكرا..
|