* بغداد - الوكالات :
قصفت طائرات حربية أمريكية وبريطانية وصواريخ كروز بغداد أمس الجمعة فيما وصفه سكان بأنه أعنف حملة قصف منذ بدء الحرب من تسعة أيام.
وقال الجيش الأمريكي ان طائرة قاذفة من طراز بي 2 ستيلث «الشبح» تستخدم صواريخ موجهة بدقة بالغة أصابت مركز اتصال رئيسيا في شبكة الاتصالات العراقية في غارة قبل فجر أمس فوق المدينة.
ودوّت أصوات الانفجارات واستمر هدير نيران المضادات الأرضية أمس .
واندلع حريق هائل على ضفاف نهر دجلة وتصاعدت سحب دخان كثيف في الأفق بعد عشرات الانفجارات في المشارف الشرقية والجنوبية للعاصمة العراقية.
وأطلقت المواقع الدفاعية العراقية على الضفة الغربية من نهر دجلة نيران مضاداتها الأرضية من على أسطح المباني فيما أصابت الصواريخ الأمريكية مباني حكومية تشمل وزارات الإعلام والتخطيط والشؤون الخارجية.
وقال الجيش الأمريكي ان صاروخين موجهين بدقة بالغة من إحدى قاذفات بي 2 ستيلث التي يمكنها تفادي أجهزة الرادار دمرت برج اتصالات رئيسيا على الضفة الشرقية لنهر دجلة.
وقال مراسل رويترز نديم لادقي ان صاروخا واحدا على الأقل أصاب الطابق الأرضي من مبنى اتصالات ضخم في شارع الرشيد بوسط المدينة.
وقام افراد من قوات الامن برفع انقاض من مركز العلوية للاتصالات الذي تفحم. ويقع هذا المركز في شارع السعدون.
وقال أحد السكان «انه مركز مدني للاتصالات فلماذا ضربوه».
وأضاف «يبدو ان العمل العسكري الخطير في بغداد يقترب».
وأدت هذه الغارات الى تعطيل العديد من خطوط التليفون في أول أضرار تلحق بالبنية الأساسية المدنية.
واشعلت القوات العراقية حرائق عملاقة في خنادق ضخمة وضع فيها نفط مما نشر سحابة سوداء قاتمة فوق بغداد على أمل ان توفر سحب الدخان حماية لبغداد من الغارات الجوية. لكن غالبية الذخيرة الأمريكية التي توجه بالأقمار الصناعية لا تتأثر بهذا الدخان.
وقام مئات من ميليشيات حزب البعث الحاكم المسلحين ببنادق ايه كيه 47 بحراسة المباني الحكومية والميادين العامة.
وبدا ان الانفجارات تأتي من كل جانب أثناء مرحلة القصف المركز في ساعات الصباح مما أدى الى ارتفاع سحب متوهجة برتقالية اللون فوق سماء العاصمة.
ومع بزوغ الفجر في المدينة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة ترددت أصوات الانفجارات على بعد ربما على مشارف بغداد حيث يعتقد ان وحدات الحرس الجمهوري التابعة لصدام تتمركز هناك.
ولحقت اضرار جديدة في الليلة الماضية بقصر السلام الرئاسي الذي ضرب أول مرة في الاسبوع الماضي فيما تردد صوت المؤذن في مسجد قريب وهو يدعو للصلاة ويردد عبارة «الله أكبر» عبر مكبرات الصوت في تحد.
وفي وقت سابق أمكن سماع دوي الانفجارات أثناء مقابلة حية لوزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف الذي قال ان بلاده لن ترهب.
وقال الصحاف بينما كان يشاهد خلفه وهجاً في سماء بغداد انه سيتضح للعالم ان القوات الأمريكية والبريطانية دخلت العراق بنوع من الغباء الذي يستند الى فكرة ساذجة مفادها ان «الصدمة والرعب» ستجعل العراقيين يركعون.
واستهدفت الغارات الجوية مدنا أخرى مثل الموصل وكركوك في شمال العراق.
وأفاد مصور لوكالة فرانس برس على الأرض ان القوات الأمريكية والبريطانية قصفت صباح أمس الجمعة مدينة الناصرية (جنوب العراق) مما اسفر عن تدمير مركز قيادة عراقي.
وسمعت نحو 10 انفجارات في المدينة الواقعة على بعد 350 كلم جنوب غرب بغداد.
وقال ضباط ان طائرات القت قنبلة على الأقل زنتها 900 كلغ وان الغارات في وسط الناصرية وشمالها دمرت مركز قيادة عراقي دون الاشارة الى سقوط ضحايا.
|