*رام الله - نائل نخلة:
اجبرته ظروف الحياة الصعبة التي تعيشها اسرته في حارات مدينة الخليل القديمة على ترك المدرسة في سن مبكرة من طفولته والعمل كبائع متجول في احياء واسواق البلدة القديمة في الخليل .
تربى «س. م» - وفق اللوائح الداخلية للمؤسسة العالمية للدفاع عن الاطفال فرع فلسطين لا يسمح بكشف اسماء من تجرى معه مقابلات من الاسرى الاطفال في السجون - وسط أسرة فقيرة مستورة.
وذات يوم وبينما كان متوجهاً لعمله في حوالي قرابة الساعة السادسة والنصف صباحا، استوقفه عدد من جنود الاحتلال الذين يقومون بأعمال الدورية في المدينة، وطلبوا منه بطاقته الشخصية فأخبرهم أنه صغير ولم يبلغ السن القانونية التي تمكنه من الحصول على بطاقة الهوية- ينص القانون الاسرائيلي على اصدار بطاقة هوية لمن يتجاوز عمره الستة عشر عاما-.
وبينما كانوا يحتجزونه يقول الأسير الطفل: سمعت جنود الذين كانوا يحتجزونني يتكلمون بواسطة جهاز الاتصال اللاسلكي مع أحد الجنود الموجودين على الأبراج في المنطقة، حسب ما أعتقد أن الحديث كان عني وبعدها جن جنون الجنود لا أعلم لماذا.
وفجأة وفي ظل حالة «الاستنفار» التي أخذوا يصطنعونها وجدت أحدهم يشد بيدي إلى الخلف ويكبلني بالأغلال البلاستيكية، فيما قام آخر بإعصاب عيني بشريط أسود لم أعد بعدها أرى شيئاً.
وبعد ذلك وضعوني في جيب عسكري ومن خلال حركتهم شعرت أن هذا الجيب يحوي أربعة جنود، وكنت أجلس بينهم وكانوا يوجهون إلي الضربات والشتائم واللكمات بشكل متواصل، وهددوه بقتله واستمر ذلك إلى حين توقفت سيارة الجيب العسكرية.
بعد قرابة نصف ساعة توقف الجيب العسكري، ولحظة توقفه قاموا بإلقائه من الجيب إلى الأسفل ليقع على الأرض، ولاحقا علم أن المكان الذي ألقوه فيه هو مستوطنة «كريات أربع» اليهودية المقامة في قلب مدينة الخليل، وجروه على مكتب قريب، وبعد ذلك قاموا بفك عينه ويديه.
وفي المكتب شاهد شخصاً يقول انه كان يرتدي لباس شرطة إسرائيلية وأخبره أنه سوف يحقق معه، وطلب منه أن يعترف أنه قام بإلقاء الحجارة على قوات الاحتلال في الخليل، وأخبره أنه سوف يفك أسره إن اعترف وسيعتقله إن رفض.
وبعد أن رفض الإقرار بعمل لم يقم به استدعى الجندي أربعة جنود من قوات الاحتلال حسب رواية الطفل، قام أولئك الجنود بربط رجليه بحبل طويل وسحب الحبل بشكل فجائي الأمر الذي أوقعه أرضا، وبعد ذلك قام بشبح الطفل من رجليه بحث أصبح رأسه للاسفل ورجليه للاعلى.
ويضيف الطفل استمرت هذه العملية قرابة 10 دقائق شعر خلالها بخوف شديد، وكانوا خلالها يقولون له ان عليه أن يعترف وإلا استمروا في شبحه حتى يموت.
بعد ذلك تم إنزاله وبنفس الحبل قاموا بربط يديه للإمام وطلبوا منه أن يجلس على الأرض ويقلد الكلب، ويقوم بالنباح مثل الكلب، وهم يجرون به في الغرفة. استمرت هذه العملية قرابة ساعة كان يتعرض خلالها للضرب بشكل متواصل خلال ذلك هددوه بالقتل والاغتصاب، بعد ذلك أجبروها بالإكراه التوقيع على ورقة مكتوبة باللغة العبرية لا يدري ما كتب بها.
في الساعة السادسة مساء فكوا الرباط من يديه وأخرجوه إلى بستان قريب وقاموا بعصب عينيه وطلبوا منه السير وهو معصوب العينين، وأثناء السير كان يصطدم بالأشجار بشكل مستمر وبالممرات الموجودة هناك.
وفي حوالي التاسعة قاموا بوضعه في غرفة وأغلقوا الباب عليه، كان منهكا من كثرة عمليات التعذيب التي مر بها، لم يستطع النوم بالرغم من حالة الإعياء الشديدة التي كان يمر بها، والسبب هو أن جنود الاحتلال كانوا يقومون بالطرق على باب الغرفة بأعقاب البنادق الأمر الذي سبب له خوفا شديدا وحرمه من النوم، وقد استمرت هذه العملية حتى الصباح.
وفي الصباح اقتيد إلى التحقيق، واستمرت عملية التحقيق معه حتى الساعة الثانية بعد الظهر.
بعد ذلك تم تقييده وعصاب عينيه وسارت به سيارة عسكرية صهيونية قرابة الساعة، بعدها أنزلوه وأخبروه أنه موجود في المحكمة في بيت إيل وهناك مدد اعتقاله لمدة شهر دون وجود محام.
سجن بعدها ثمانية شهور وسط ظروف غير إنسانية وتنكيل مستمر به، وعندما كان يطالب تحسين وضعه كان يتعرض للقمع من قبل السجانين هناك.
بعدها نقل الأسير الطفل إلى سجن تلموند، وهناك وضع مع الأسرى الجنائيين اليهود الذين اعتدوا عليه بالضرب المبرح بشكل متواصل.
بعد ثمانية أشهر حكم عليه بالسجن الفعلي لمدة سنة ونصف، وغرامة مالية مقدارها ألف شيكل وأمضى 18 شهراً في السجن لم يرى أهله خلالها إطلاقا.
|