* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد العجمي:
تشهد العملات العالمية والعربية تذبذباً شديداً في الأسواق العالمية والمصرية فمنذ بداية الغزو على العراق في 20 مارس الحالي وحتى الآن وعودة العديد من المصريين الذين كانوا يعملون في العراق وبعض دول الخليج زاد المعروض من العملات العربية في الوقت الذي انخفض الطلب عليها مما دفع بالعملات إلى الانخفاض والتراجع.
فبعد يومين من الغزو تأثرت أسعار غالبية العملات العربية في سوق النقد المصري فقد سجل الدينار الكويتي 17 ،14 جنيه للشراء و 14 ،18 جنيه للبيع وتراجع الريال السعودي بنحو 10 قروش دفعه واحدة ليصل سعر الشراء إلى 141 قرشاً للشراء مقابل 152 قرشاً للبيع.
أكد مصدر مسئول باحد البنوك ان بعض البنوك وشركات الصرافه رفض قبول التعامل على الدينار الكويتي انتظارا لانخفاضه خلال الايام القادمه خاصة في ظل انتظار المزيد من المصريين العائدين من الخارج والذي يصل تعدادهم ما بين 80 إلى 150 ألف مصري عامل في منطقة الخليج وخاصة العراق وتوقع نتيجة لزيادة العائدين زيادة كميات العملات العربية خلال الأيام القليلة المقبلة مما سيؤدي إلى انخفاض العملات العربية هذا في حين تشهد العملات الأجنبية وخاصة الدولار استقرار أمام الجنيه المصري.
زيادة المعروض
ابراهيم المندلاوي رئيس إحدى شركات الصرافة يرى أن المعروض من الدينار الكويتي والريال السعودي زاد خلال الأيام الأولى من الغزو على العراق نتيجة لللتدفقات الكبيرة الواردة من الكويتين والمصريين العاملين خلال الأيام القادمة خاصة في ظل اشتداد الأزمة.
ويتوقع الدكتور محمود الموجي مدير عام السياسات المالية بالبنك الأهلي أن ينخفض سعر العملات العربية خلال الأيام القادمة خاصة الدينار الكويتي والريال السعودي نتيجة لزيادة العائدين المصريين وزيادة العرب القادمين إلى مصر إلى جانب عدم وجود طلب على هذه العملات للتوقف النسبي لحركة التجارة.
وعدم وضوح الرؤية الآن للأوضاع في منطقة الخليج وقد شهدت التعاملات داخل البنوك وشركات الصرافة استقرارا عقب الهجوم الأمريكي على العراق ولم تحدث أي تعاملات غير عادية ولم يشهد السوق المصرفي أي اضطرابات فقد سجل شراء الدولار في البنك 567 ،5 قرش ووصل سعر البيع 570 ،5 قرش في حين استقر قي شركات الصرافة عند 571 ،5 للشراء و 574 قرشا للبيع ولم تزد حركة الشراء والبيع عند معدلاتها الطبيعية.
توقف التعامل
وغالبا ما تصاب أسواق الصرافة في التعامل خلال الساعات الأول من الصباح وهذا ما شهده الدولار الأمريكي أول أمس وذلك انتظارا لوضوح الرؤية خاصة أن هناك غيوما على التعاملات بالدولار فهناك خبراء يؤكدون انخفاضه خلال الايام القادمة في حين يؤكد البعض الآخر أنه سيظل في وضعه ان لم يرتفع نتيجة للطلب المتزايد على الدولار هذا وقد أصدر الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزاء قرارا بتنظيم التصرف في موارد الوزرات والجهات الحكومية من النقد الأجنبي ويسري القرار على الوزارات والهيئات العامة الاقتصادية والخدمية وشركات قطاع الأعمال والقطاع العام وشركات وأفراد ومنشآت القطاع الخاص التي يستحق عن نشاطها مدفوعات بالنقد الأجنبي تضمن القرار الزام الجهات بامساك سجلات منتظمة لتعاملاتها من النقد الأجنبي ألزم القرار الجهات ببيع 75% من مواردها بالنقد الأجنبي إلى البنوك الوطنية لمواجهة التزاماتها وهذا القرار يؤمن تدفق 8 مليارات دولار حصيلة الصادرات السلعيه والخدمية الى البنوك العامله في مصر بعد الزام جميع المصدريين وشركات السياحة والفنادق وشركات الخدمات بتحويل 75% من حصيلة صادراتها إلى البنوك.
عقوبات رادعة
وهذه الاجراءات تأتي في إطار سياسة الحكومة نحو الحد من ارتفاع أسعار الدولار في السوق المصري ووضعت عقوبات رادعة للمخالفين تشمل الشطب من السجلات وإيقاف النشاط والالتزام بتحويل المبالغ التي لم يتم تحويلها وهذا النظام ثم تطبيقه في 20 دولة نفذت نظام تحرير سوق الصرف وقد أكد تقرير اقتصادي أسبوعي لمركز ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري تدهور قيمة الجنية المصري مقابل العملات الأجنبية بعد تطبيق النظام الجديد المصري مقابل العملات الأجنبية بعد تطبيق النظام الجديد لتحرير سعر الصرف فقد انخفض الجنية المصري أمام الدولار بنسبة 19 ،5% وأمام اليورو 24 ،7% والجنية الاسترليني بنحو 22 ،8% كما انخفض الجنية المصري مقابل الين الياباني بنحو 22 ،3%.
تراجع الدولار
ورغم ارتفاع الدولار في السوق المصري إلا انه وسط حالة الترقب هبط الدولار في الاسواق العالمية ليصل إلى 120 ين في الأسواق الآسيوية بسبب عمليات بيع قامت بها شركات تصدير يابانية وانخفض أمام اليورو والفرنك السويسري بعد ان سجل أعلى مستوياته خلال الشهرين الماضين وتوقع رئيس البنك المركزي في هولندا تقلص النمو الاقتصادي العالمي بنسبة 2% في حالة استقرار الحرب في العراق لمدة تزيد على ثلاثة شهور.
|