هيئة المساحة الجيولوجية تنظم دورة معالجة المعادن الصناعية

* جدة- عدنان حسون:
اختتمت هيئة المساحة الجيولوجية مؤخراً الدورة التدريبية الأولى من نوعها في المملكة في معالجة المعادن الصناعية والتي استمرت 4 أسابيع تحت رعاية معالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور محمد بن أسعد توفيق، وقد نظمتها الهيئة بالتعاون مع هيئة المساحة البريطانية وقام مدير برنامج التنمية التعدينية الدكتور عبدالله بن محسن العطاس نيابة عن معالي رئيس الهيئة بتوزيع الشهادات على المتدربين.
هذا وقد شارك في الدورة بعض الجيولوجيين من هيئة المساحة اليمنية بجانب زملائهم السعوديين عاكساً عمق العلاقة والتعاون الفني القائم بين هيئتي المساحة الجيولوجية السعودية وشقيقتها اليمنية.
وقد صرح المشرف على الدورة الخبير البريطاني/ كلايف ميتشل المتخصص في الجيولوجيا الصناعية لدى هيئة المساحة البريطانية بأن هيئة المساحة البريطانية تتعاون فنياً مع نظيرتها السعودية منذ أكثر من عام حيث قامتا بالتعاون بتنظيم وعقد ورشة عمل في المعادن الصناعية في جدة. ولكنها المرة الأولى التي تنظم فيها دورة تدريبية علمية متخصصة في المملكة. وقد اشتملت الدورة على المحاضرات اليومية والتدريب العملي في مختبرات الهيئة المجهزة بأحدث المعدات لهذا الغرض كما كان هناك تقييم يومي مستمر للمتدربين للتأكد من استفادتهم منها.وقد طلب من المتدربين القيام ببعض الأبحاث والدراسات عن العديد من المعادن الصناعية ومن ثم تقييم نتائجها.كما اشتمل برنامج الدورة على زيارات حقلية حيث تتوفر الخامات المعدنية في بعض المواقع بالمملكة وكذلك زيارة المصانع المستخدمة لهذه المعادن.وقد أفاد الدكتور ميتشل الذي يعمل مع هيئة المساحة البريطانية منذ 14 سنة واشترك في العديد من المشاريع الدولية لتقيم المعادن الصناعية، بأن البرنامج الذي نفذ في المملكة كان مفيداً للجيولوجيين المحليين من ناحية إيجاد قاعدة صلبة من الجيولوجيين والخبراء في هذا الفرع الهام من علوم الأرض.والجدير بالذكر أن هذا النوع من العلوم والطرق التقنية هو ما تفتقده صناعة التعدين حالياً في المملكة وهو جزء من سياسة توطين التقنية التي تسعى المملكة لتحقيقها، كما أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية يمكن أن تبرز نتيجة معالجة أو ترقية بعض الخامات المعروفة والتي لم يتم استثمارها نظراً لضعف المواصفات الفنية إضافة إلى ذلك فإن طرق التعامل مع الخامات الأولية لاحتياجات المصانع المحلية معدومة تماماً في السوق السعودي، فجميع الخامات الأولية تأتي إما جاهزة للاستخدام «نصف مصنعة» أو مصنعة بحيث لا يستطيع المصنع تغييرها وإما استبدالها قبل أن يتمكن من معرفة كيفية تهيئتها بهذا الشكل.وتعتبر عمليات تعدين المعادن الصناعية حالياً في المملكة ضعيفة حيث لم تتعد عمليات التكسير والطحن والغسل في نصف الأحيان، وتأمل الهيئة من خلال بناء خبرات فنييها أن يتم تصميم خطوط انتاج جديدة أكثر تقدماً لخدمة الأسواق المحلية والعربية والعالمية وهو أمر ليس صعباً إذا ما نظرنا إلى موقع المملكة الجغرافي وبنيتها التحتية وانتشار توزيع الخامات المعدنية فيها.