تحقيق : عبدالرحمن المصيبيح
يتم ظهر اليوم توقيع عقد مشروع سوق الجملة للخضار والفاكهة في جنوب مدينة الرياض وسيقوم بتوقيع العقد مع الشركات المنفذة سمو أمين مدينة الرياض ورئيس مجلس ادارة شركة الرياض للتعمير الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن وذلك في مقر الشركة بمركز التعمير.
أوضح ذلك ل«الجزيرة» سعادة مدير عام شركة الرياض للتعمير الدكتور خالد بن عبدالله الدغيثر والذي عبَّر في حديث شامل ل«الجزيرة» عن سعادته وسروره البالغين لتنفيذ هذا المشروع الكبير الذي يضاف الى المشاريع الحيوية الهامة في مدينة الرياض، مثمناً دعم واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه نحو تنفيذ مثل هذه المشاريع ذات النقلة الحضارية المميزة.
كما قدم شكره لسمو أمين مدينة الرياض على اهتمامه وحرصه على هذا المشروع وقال الدغيثر في حديثه ل«الجزيرة» ان هذا المشروع وعقب اكتماله سوف يحقق خدمات نوعية متميزة تمكن الجميع من الحصول على حاجياتهم بيسر وسهولة وفق أحدث طرق التقنية المتبعة في هذا المجال ولكي نتعرف على هذا المشروع العملاق يستعرض الدكتور الدغيثر في هذا الحديث كل جوانب هذا المشروع وأهميته البالغة.
فتح باب الاستثمار في المجالات الخدمية
* د. خالد تنفيذ هذا المشروع امتداد لنجاحات الشركة نود الحديث عن هذا المشروع؟
- ويبدأ الدكتور خالد الدغيثر حديثه قائلاً: تحرص الدولة حفظها الله على فتح باب الاستثمار في المجالات الخدمية للقطاع الخاص السعودي، وشركة الرياض للتعمير احدى الشركات التي تحملت المسؤولية واقتحمت هذا المجال وضخت العديد من استثماراتها في المشاريع ذات الخصوصية والنفع العام، كمشروع مركز النقل العام ومشروع سوق الخضار واللحوم وسوق الجملة للخضار والفاكهة المؤقت.
ونجاح الرياض للتعمير في تحمل مسؤولية تقديم خدمات حضارية تتناسب مع حجم مدينة الرياض العاصمة، يعتبر أنموذجاً مشرفاً للقطاع الخاص السعودي يستحق الاحترام. وعلى نفس التوجه تعتزم الشركة البدء بتنفيذ مشروع سوق الجملة للخضار والفاكهة الدائم بالرياض.
أهمية مشاركة القطاع الخاص
* الاقتصاديات الحديثة باتت تراعي أهمية مشاركة القطاع الخاص في مشاريع الخدمات والنفع العام، والرياض للتعمير احدى شركات القطاع الخاص التي وضعت لها بصمة في هذا المجال من خلال المشاريع التي باشرتها، فهل يدخل ضمن استراتيجية الشركة الاستمرار على هذا النهج بعد خوض التجربة؟
- ويواصل الدكتور خالد الدغيثر قائلاً: لم تعد مشاريع الخدمات والنفع العام في عالم الاقتصاد الحديث حكرا على الدول، فالقطاع الخاص أصبح يساهم في المشاريع الحكومية بحيوية وكفاءة، ولقد جاء تأسيس شركة الرياض للتعمير تجسيداً لهذا المفهوم من خلال قراءة اقتصاديات السوق واستشرافاً لتطلعات المستقبل. واعتبر أن من أهم أهدافها المشاركة في المشاريع الحكومية والتي تمثل اطارا شموليا لمشاريع الBOT حيث اقتحمت الشركة هذا المجال رغم ضبابية العلاقة وافتقاد الآليات المتكاملة بين القطاعين العام والخاص في هذا الخصوص، مفضلة مواجهة عناصر المخاطرة المحسوبة على الركون الى الفرص المواتية وفاتحة المجال أمام القطاع الحكومي لدفع هذا المفهوم وتذليل عقباته، ويأتي هذا النجاح للشركة نتيجة لاهتمام ودعم سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس شرف مجلس الادارة وسموه خلف نجاح الشركة في الدخول الى المشاريع الخدمية والنفع العام وعلى رأسها هذا المشروع ومشروع مركز النقل العام وخلافهما كما تأتي متابعة سمو رئيس مجلس الادارة سمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن وما يبذله من جهد ويطرحه من رؤى وكذلك السادة أعضاء مجلس الادارة حيث يأتي هذا الزخم من العمل المشترك كعامل دفع ونجاح لتوجهات الشركة وسعيها لتحقيق أهدافها وأشير هنا إلى ان للشركة خطاً استثمارياً آخر يتمثل بزيادة تفعيل برنامج تخطيط وتنمية وتطوير المناطق السكنية.
خطوات ريادية لشركة الرياض
* كان لشركة الرياض للتعمير خطوات ريادية في تخفيض تكاليف مشاريعها السابقة كمركز النقل العام وحي تلال الرياض النموذجي. هل خضع مشروع سوق الجملة الدائم للخضار والفاكهة الى دراسة تفصيلية متخصصة من أجل تخفيض تكاليف تنفيذه؟
- نعم قمنا بذلك بدقة، مع التشديد على عدم المساس بالغرض والوظائف التي أنشىء من أجلها المشروع، كما راعينا عدم الاخلال بالمواصفات الأساسية والنظم الهندسية التي تعكس المستوى المتميز للسوق مع المحافظة على وظائف المشروع والجودة التشغيلية له.
* وما هي الخطوات التي اتخذتموها في هذا الاتجاه؟
- قامت اللجنة الفنية المكلفة بهذه المهمة بدراسة الهندسة القيمية لتخفيض التكاليف بالعمل على ثلاث مراحل:
الأولى وقد توصلت الى حصر تكلفة تنفيذ سوق الجملة شاملة تكاليف التصميم والاشراف ورسم ايصال التيار الكهربائي وبخفض اجمالي نسبته 55 ،30% من التكلفة الأساسية المباشرة.
أما المرحلة الثانية فقد شهدت اجراء دراسة هندسية قيمية لوظائف المشروع وأنشطته ونظمه، على أمل الخروج بتصورات نهائية حيال امكانية تخفيض تكلفة التنفيذ مع المحافظة على وظائف المشروع الأساسية في التشغيل. وقد أمكن من خلال ذلك رفع مستوى التخفيض الاجمالي للجولتين ليبلغ 47 ،54% من التكلفة الأساسية المباشرة للمشروع.
ثم قامت الشركة باعداد نطاق عمل جديد للاستشاري المصمم للمشروع بغرض اعادة تصميم المشروع بالكامل على ضوء ما ورد في الدراسة، وقد قام الاستشاري بالاستعانة بخبير متخصص في الهندسة القيمية، وتشكيل فرق عمل من مهندسي الاستشاري ومهندسي الشركة، وقد توصلت هذه المرحلة الى خفض تكلفة المشروع التقديرية لتصل نسبة التخفيض الاجمالي من المراحل الثلاث لأكثر من 82%. وعلى الرغم من الانجاز الكبير في تخفيض النفقات فقد حافظ المشروع على كامل عناصره الأساسية ووظائفه ويقام على نفس المساحة ذاتها.
* كم بلغت قيمة تنفيذ مشروع سوق الجملة الدائم للخضار والفاكهة بعد اخضاعه للهندسة القيمية؟
- بلغت قيمة العقد الموقع مع شركة الراشد للمقاولات من أجل تنفيذ المشروع «340 ،701 ،66» ريال.
* أين يقع المشروع؟ وهل تم اختيار الموقع على أسس تخدم التاجر والمتسوق على حد سواء؟ وما هي المدة الزمنية لاتمام المشروع؟
- المشروع يقع على المخطط الحضري للشركة بمنطقة العزيزية الواقعة جنوب الخط الدائري الجنوبي بالرياض الذي يشمل بالاضافة الى السوق مركز النقل العام والعديد من المواقع الاستثمارية المخصصة لخدمة المشروعين الرئيسين في المخطط وسيخدم المشروع منطقة الرياض مستفيدا من موقعه المتميز على الطريق الدائري الجنوبي وامكانية الوصول اليه بدون الحاجة للدخول الى وسط المدينة خصوصاً أن جميع البضائع المسوقة داخل السوق تأتي من خارج مدينة الرياض وعلى شاحنات كبيرة ربما تؤثر على الحركة المرورية كما ان مجاورته لسوق الرياض الذي يتمركز فيه أبرز أسماء شركات وتجار المواد والآليات الزراعية يقع في نفس المنطقة حيث سيكون من السهل على المزارع الاستفادة من الموقع من جميع الجوانب، ومن المقرر ان يستغرق التنفيذ ثمانية عشر شهراً إن شاء الله.
* لكن سوق الجملة للخضار والفاكهة المؤقت يقاسمه نفس الموقع تقريباً، فهل سيتوقف العمل في ذلك السوق خلال مراحل التنفيذ؟
- أخذت في الحسبان هذه النقطة، حيث تم التنسيق مع المقاول على ان يتم العمل وفق جدول متفق عليه يحافظ على انسياب العمل في سوق الجملة المؤقت، وسيلتزم المقاول المنفذ بأخذ جميع الاحتياطات الأمنية والبيئية خلال فترة التنفيذ لتلافي أي سلبيات قد تنعكس على سوق الجملة المؤقت، إذ سيقوم بتنفيذ الأسوار المؤقتة والحواجز الأمنية، كما سيعمل على ضمان دخول المعدات والشاحنات وكذلك خروجها بشكل آمن، وضمان رش الموقع بالمياه باستمرار للحد من تطاير الغبار وغيرها من الوسائل والاحتياطات الأخرى التي تكفل استمرار أنشطة السوق المؤقت أثناء فترة التنفيذ بالسوق الدائم.
* حافظتم خلال الفترة الماضية على مناهج تصميمية مبتكرة لكل مشروعات الشركة، الى أي مدى التزمتم بهذه المنهجية المتميزة في مشروع سوق الجملة الدائم للخضار والفاكهة؟
- سعينا في المحافظة على ذات المنهجية التي أشرتم اليها وهي منهجية تراعي الحاجات الآنية والمستقبلية التي يجب ان يلبيها المشروع واعتمدت الهندسة القيمية كعنصر أساسي من عناصر عقود التصميم للموازنة بين الحاجة الفنية من جانب وتعظيم أرباح المشروع من جانب آخر، وقد حافظ مشروع سوق الجملة على ايجاد أكبر حد من المرونة في التصميم بحيث يسمح بالتطوير في المستقبل على المدى القريب والبعيد، كما حافظت الرؤية التصميمية والتشغيلية على جعل الناقلات التي ترتقي بأنشطة السوق تدرجية وتسهل على المستخدمين بجميع فئاتهم استيعابها والتأقلم معها لحين الوصول الى مستوى التطوير المأمول.
* متابعة تنفيذ المشروع تتطلب جهداً إضافياً، ماذا عملتم في هذا الشأن؟
- نعم ان هذه المتابعة تشكل عملا تخصصيا آخر لابد من تنفيذه وفقا لأدق المعايير، لذلك قامت الشركة بابرام عقد آخر مع مكتب «سعودي كونسلت - للاستشارات الهندسية» بمبلغ 000 ،558 ،1 ريال نظير الاشراف على متابعة التنفيذ، وتشمل عمليات الاشراف المتابعة الفنية لكل مراحل العمل وتقديم التقارير الدورية اللازمة للشركة لضمان اطلاعها بشكل مستمر ودقيق على سير خطوات العمل وفق الجدول الزمني المقرر وتلافي أي تأخير في عمليات التنفيذ للمشروع وقد خفض هذا العقد بنسبة 65% بعد خفض المشروع من خلال الهندسة القيمية.
المشروع بالأرقام
* مساحة المشروع: 000 ،300 متر مربع تقريباً.
* مستودعات تبريد لبيع المنتجات المستوردة بمساحة اجمالية «615 ،20» متر مربع تحتوي على 96 مستودعاً، مساحة المستودع «162م» مربع بأطوال «5 ،7م*6 ،21م» بمواقف شاحنات تتسع لعدد 120 شاحنة.
* ساحة بيع البصل والبطاطس تتسع لعدد «126» شاحنة.
* ساحة بيع المنتجات المحلية تتسع لعدد «234» شاحنة.
* ساحة التوليف تتسع لعدد «180» شاحنة.
* ساحة بيع المنتجات المحلية الموسمية تتسع لأكثر من «700» سيارة.
* مبنى لادارة السوق ومكاتب للأمانة بمساحة اجمالية «1200» م مربع.
* مبنى المطعم بمساحة إجمالية «530»م مربع.
* مواقف سيارات تخدم مبنى الادارة والمطعم تتسع لعدد «78» سيارة.
* مواقف سيارات المتسوقين تتسع لعدد «488» سيارة.
* تم تخصيص مواقع استثمارية في المشروع لاستيعاب الأنشطة المساندة لعناصر السوق الرئيسية بحيث يتم تطويرها بشكل تدريجي حسب احتياجات ومتطلبات التشغيل مثل مبنى الفرز والتغليف ومبنى مختبر فحص العينات وبنك ومحل تموينات وبوفيهات بالاضافة لثلاجات التخزين المساندة.
* تم الأخذ بعين الاعتبار عملية التوسع المستقبلي في أنشطة السوق من خلال توفير مساحة اضافية جنوب السوق تقدر بحوالي «700 ،38» م مربع.
* يوجد بالسوق جامع رئيسي كما تم توفير عدد كاف من دورات المياه وزعت بشكل منظم لتلبية احتياجات المستخدمين في جميع أجزاء المشروع.
* يوجد بالسوق شبكة متكاملة من الطرق لاستيعاب جميع أنواع الشاحنات والسيارات التي تدخل للسوق، وقد تم فصل حركة شاحنات التجار عن حركة سيارات المتسوقين مما يعطي سلاسة في الحركة المرورية. وقد تم تطوير آلية العمل بالسوق بشكل يحفظ جودة المنتج وسلامته، كما تم تصميم المشروع ليعطي أكبر درجة ممكنة من المرونة في التعديل والتطوير ليلبي احتياجات التشغيل المستقبلية.
|