* الرياض- بندر الرشودي:
أكد الدكتور/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الدهش، الأمين العام لإدارات التعليم بالمملكة على أهمية اللقاءات السنوية للقادة التربويين حيث تنبثق منها العديد من التوصيات التي من شأنها تطوير الأداء التربوي للمؤسسات التربوية والتعليمية وقال ان لقاءات قادة العمل التربوي تأتي في إطار اللقاءات السنوية والدورية التي تنظمها الوزارة منذ نشأتها للتشاور فيما يخدم العمل ويطوره، وازداد تفعيلها في السنوات الأخيرة إيماناً بأهميتها، حتى جعلتها الوزارة إحدى فعالياتها الأساسية، وكلفت الأمانة العامة لإدارات التعليم بتنظيمها وتطويرها، وحول تاريخ هذه اللقاءات أوضح قائلاً: من خلال رصد الأمانة العامة لإدارات التعليم لتاريخ هذه اللقاءات تبين أنها سنة حسنة صاحبت إنشاء الوزارة، وبدأت منذ كان صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز أول وزير لها عام 1373هـ فكان أول المؤتمرات لقادة العمل التربوي هو المؤتمر التعليمي الأول لمديري التعليم والمفتشين بالمناطق والذي عقد في الرياض في المدة من 7-17 رجب من عام 1377هـ، تلاه المؤتمر الثاني لمديري التعليم الذي عقد في الرياض في المدة من 14-23 شعبان من عام 1381هـ، ثم اجتماع مديري التعليم ومحاسبي المناطق الذي عقد في الرياض في المدة من 1-8 ربيع الثاني من عام 1392هـ، وكانت تلك المرحلة تمثل النمط الأول لتلك اللقاءات.
تلا تلك المرحلة نمط آخر من لقاءات قادة العمل التربوي حيث عقدت ندوة مديري التعليم الأولى في الرياض في المدة من 6-9 جمادى الأولى من عام 1405هـ 1407هـ، واختمت المرحلة الثانية بندوة مديري التعليم الثالثة التي عقدت في الرياض في المدة من 16- 18 شوال من عام 1414هـ تحت عنوان «الطالب.. قبوله- تحصيله- تقويمه».
أما بعد التشكيل الوزاري الأخير والذي تولي فيه معالي الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد مهام وزارة المعارف فقد أخذت لقاءات قادة العمل التربوي نمطاً آخر- لكنه امتداد للتواصل بين الوزارة والميدان-، فقد تقرر أن تعقد تلك اللقاءات بشكل سنوي، وبالتناوب بين مناطق المملكة العربية السعودية ومحافظاتها، فكان أن عقدت ندوة مديري التعليم الرابعة في تبوك في المدة من 22- 23 ذي القعدة من عام 1416هـ، ثم عقد اللقاء الخامس لمديري التعليم في القصيم في المدة من 23-25 ذي القعدة من عام 1417هـ تحت عنوان «التعليم مشروع استثماري مربح»، تلاهما عقد اللقاء السادس لمديري التعليم في عسير في المدة من 18-22 ذي الحجة من عام 1418هـ تحت عنوان «استشراف مستقبل التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية»، ثم اللقاء السابع لمديري التعليم في الرياض في المدة من 10-11 شوال من عام 1419هـ تحت عنوان «العمل التربوي.. تطوير وتفعيل»، ثم اللقاء الثامن لمديري التعليم في الشرقية في المدة من 9-11 ذي القعدة من عام 1420هـ تحت عنوان «الإدارة التربوية»، ثم اللقاء التاسع لمديري التعليم في المدينة المنورة في المدة من 16-18 محرم 1422هـ تحت عنوان «التربية الأخلاقية وتحديات العصر»، ثم اللقاء العاشر لقادة العمل التربوي في جدة في المدة من 25-28 محرم من عام 1423هـ تحت عنوان «تطوير التعليم.. المسؤولية المشتركة»، وأخيراً عقد اللقاء الحادي عشر لقادة العمل التربوي في جازان في المدة من 1-3 محرم من عام 1424هـ تحت عنوان «المعلم.. في عصر متجدد»، وشرف المشاركون بافتتاح فعاليات اللقاء برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، وبحضور معالي وزير المعارف وتحدث للمشاركين في حفل الافتتاح د. طارق بن علي الحبيب استشاري وأستاذ الطب النفسي المشارك ورئيس قسم الطب النفسي في كلية الطب والمستشفيات الجامعية بجامعة الملك سعود باعتباره المتحدث الرئيس في اللقاء.
وقد تم اختيار موضوع «المعلم.. في عصر متجدد» بناءً على استبانة وزعت في لقاء سابق لقادة العمل التربوي، حيث اشتمل على خمسة محاور علمية أولها:«إعداد المعلم واختياره» وهي ورقة قدمها فريق برئاسة الدكتور محمد بن حسن الصائغ وكيل الوزارة لكليات المعلمين، وثانيها:«تطوير المعلم» وهي ورقة عمل تتحدث عن الإشراف على المعلم وتدريبه وتقويمه، وقدمها فريق برئاسة الدكتور أحمد بن سعد آل مفرح مدير عام الإشراف التربوي في الوزارة، أما ثالثها:«حقوق المعلم وواجباته» فقد قدمها فريق برئاسة الأستاذ محمد بن دخيل الحميضي مدير عام تعليم البنات في منطقة الرياض، وقدم المحور الرابع:«اختبارات الكفايات للمعلمين» فريق برئاسة الدكتور علي بن صديق الحكمي وكيل الوزارة المساعد للتطوير التربوي، واختتمت المحاور الخمسة بمحور «تجارب من الميدان التربوي» قدمها فريق برئاسة الدكتور عبدالرحمن القحطاني مدير إدارة التجريب التربوي في الوزارة.
إضافة لكل ذلك عقدت عدة جلسات إجرائية كان من أبرزها: اجتماع معالي النائب لشؤون تعليم البنات وسعادة وكيل الوزارة للتعليم بمديري تعليم البنين والبنات، واجتماع سعادة وكيل الوزارة لكليات المعلمين بعمداء الكليات، والاجتماع الثاني والعشرين لمجلس الكليات برئاسة معالي الوزير، وجلسة عملية ميدانية بعنوان «أركان العملية التعليمية»، شارك فيها مدير مدرسة ومشرف تربوي ومعلم وطالب وولي أمر طالب، واختتمت فعاليات اللقاء بالجلسة الإجرائية الختامية التي رأسها معالي الوزير.
كما اشتمل اللقاء على عدد من الفعاليات الاجتماعية والسياحية، واستضافت المشاركين عدة جهات حكومية وأهلية، كما نظمت المنطقة المستضيفة وإدارة تعليم البنين في صبيا والإدارة العامة لتعليم البنات وكلية المعلمين في المنطقة جولات سياحية للمشاركين في جزيرة فرسان وسوق الخوبة وجبال فيفا وبني مالك للتعرف على طبيعة المنطقة وإمكاناتها.
وعن أهداف لقاءات القادة التربويين أشار الدكتور الدهش إلى أن أهداف هذه اللقاءات التي تتبناها الوزارة، وتحرص على تنظيمها، لا تقتصر على إشباع المحاور- محل البحث- في الجلسات وأوراق العمل فقط، أو حتى الوصول إلى قرارات تصب في مصلحة العمل الميداني، ويجمع عليها المشاركون عن قناعة وبعد نقاش جماعي تستحضر فيه عملياً كافة أسباب المشكلات وآثارها، بل تتجاوزها إلى تبادل الخبرة والتجارب بين المشاركين، والتعاون في بحث المشكلات المتماثلة التي تواجهها إدارات التعليم وكليات المعلمين، وتقوية أواصر المحبة والتعاون والتآزر بين المسؤولين في جهاز الوزارة وأولئك القادة الميدانيين، وتوفير فرص الحوار فيما بينهم، فضلاً عن تطوير عدد من المهارات لدى العاملين كإدارة الاجتماعات فيما بينهم، فضلاً عن تطوير عدد من المهارات لدى العاملين كإدارة الاجتماعات وبحث المشكلات، وإدارة الأزمات، مبيناً أن الوزارة تتوفر لديها قاعدة بيانات توضح مدى استفادتها من هذه اللقاءات.
|