لم تعد ورطة أمريكا وبريطانيا مقصورة على مسرح العمليات العسكرية في العراق.. فقد برزت وبوضوح ورطة سياسية تحاصر كلا البلدين في أكبر محفل دولي دبلوماسي، فالذي استمع الى كلمات ثمانين دولة في النقاش العلني الذي أجراه مجلس الأمن الدولي لاحظ التقريع الشديد للخرق الذي أقدمت عليه أمريكا وبريطانيا لميثاق الأمم المتحدة ولدور مجلس الأمن الدولي في الحفاظ على الاستقرار والسلم الدوليين، إذ ركز المتحدثون عن خرق فاضح لدولتين منحتا امتيازاً دائماً بالحفاظ على السلام بإعطائهما حق النقض ومع هذا ينقضان السعي الانساني لحماية البشرية من ويلات الحرب فيشنان بقواتهما هذه الحرب المدمرة التي أخذ العالم يتابع مآسيها، فمئات العراقيين يقتلون، في داخل منازلهم.. في المستشفيات.. وفي الأسواق الشعبية..!!
هذه الحرب الظالمة التي أدانها ويرفضها المجتمع الدولي من خلال ما قاله ممثلو ثمانين دولة تصبح جريمة إنسانية إذا ما عجز مجلس الأمن الدولي عن إيقافها بسبب ما يمنحه ميثاق الأمم المتحدة من «حق اعتراض» لأعضاء يتمتعون بحق النقض.. والذين هم من يشنون حرباً تدمر السلام.. حرباً عدوانية على دولة عضو يرفض أغلب الدول الأعضاء استمرارها، فبالاضافة الى الدول الثمانين التي شجب ممثلوها استمرار الحرب وطالبوا بوقفها فوراً، فإن هناك أكثر من مائة وعشر دول أعضاء دول عدم الانحياز يرفضون الحرب، اضافة الى نسبة كبيرة من الدول الأوروبية الغربية.. وهو ما يعني ان أغلبية الأسرة الدولية ترفض هذه الحرب الظالمة التي أكدت الأحداث الجارية سواء على ساحة المعارك أو على الساحة السياسية إن الأمريكيين والبريطانيين ارتكبوا حماقة ليس ضد العراقيين فحسب بل ضد البشرية.. فمن كانوا يدَّعون حماية السلام هم الذين يهدمون السلام..!!
|