سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
إشارة الى ما نشر في صحيفتكم في العدد رقم «11127» وتاريخ 14/1/1424هـ تحت عنوان «وماذا عن الطلاب الذين ولدوا بعد التاريخ المحدد بيومين؟؟» وقد تساءل فيه الكاتب عن تحديد موعد القبول بست سنوات في المرحلة الابتدائية.
إن وزارة المعارف حين اقرار هذا النظام، بحثت عن المصلحة التربوية للطلاب والطالبات، فقد أجرت الوزارة دراسة مقارنة لسن القبول المناسبة في المرحلة الابتدائية، وذلك لتحديد بداية سن القبول المناسبة لهذه المرحلة والتي حددت بست سنوات، وذلك لكي يحقق الطفل في نهاية طفولته المبكرة الأمور التالية التي أكدتها الدراسة:
1- نضجاً جسمياً ملائماً، ونمواً حركياً، وادراكياً، وعقلياً، وانفعالياً، ولغوياً، واجتماعياً مناسباً، يمكنه من البدء في التعليم في المدرسة الابتدائية بيسر وسهولة بعيداً عن التعثر الدراسي ومشكلات التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي.
2- استمتاعاً بكامل طفولته المبكرة، التي تنتهي في سن السادسة، نظراً لما تتسم به هذه المرحلة من الميل الى الحركة، واللعب، وما تمثله من أهمية نمائية، وتربوية في تعلم واكتساب كثير من المهارات والمعايير الفردية، والاجتماعية السوية لما لها من دور مهم في بناء شخصية الطفل، وتعزيز توافقه النفسي، والاجتماعي، وهي مطالب تربوية على جانب كبير من الأهمية في بدء الدراسة في المرحلة الابتدائية.
3- اشباعاً لحاجاته النفسية، ومطالب نموه الأساسية في نهاية مرحلة طفولته المبكرة، مما يساعده على الانتقال الى المرحلة العمرية التالية «الطفولة الوسطى»، أو ما يعرف «بسن الدراسة في المرحلة الابتدائية» وهو أكثر توافقاً في تفاعله مع الجو المدرسي بيسر وسهولة.
وإن الوزارة تدرك المحبة التي يكنها الآباء لأبنائهم، والرغبة الشديدة، والصادقة في تعلمهم، والحرص على تفوقهم، والسرور بما يمتلكونه من قدرات ومهارات في القراءة والكتابة والحفظ، وهي تقدر ذلك الاحساس ولا تقل حرصا من أولياء الأمور على أهمية الأمر، لكن هناك حقائق تربوية ونفسية يجب علينا أخذها في الحسبان قبل التفكير في الحاق الطفل بالمدرسة قبل بلوغ السن النظامية ومن هذه الحقائق:
1- اقحام الطفل في الدراسة قبل ان يتوفر لديه الاستعداد المناسب جسمياً، وعقلياً، واجتماعياً للبدء في التعلم قد يقوده الى الحرمان من فرصة النمو الطبيعي في طفولته المبكرة مما يترتب عليه ضعف في شخصيته.
2- احتمال تعثر الطفل تحصيلياً، ونفسياً في وقت مبكر من حياته الدراسية، وعدم قدرته على اكتساب المهارات الأساسية للتعلم بأسلوب تربوي مناسب، مما قد يحدث لديه تأخر دراسياً وصعوبات في التوافق الاجتماعي.
3- قصور قدراته عن التوفق السوي مع بيئة المدرسة قد يتسبب في ضعف شخصيته وحدوث مشكلات سلوكية لديه، مثل الخجل، والانطواء، وعدم الثقة في النفس وغيرها.
4- تعرضه لبعض المواقف الطارئة داخل المدرسة ممن يكبره سناً، قد يكسبه خبرات سيئة، لقصور قدرته على التفاعل معها ايجابياً، قد يعوق تعلمه، ويولد لديه كراهية لمعلميه ومدرسته، وقد ينتج عن ذلك تسربه المبكر من المدرسة.
5- قصور قدرته على اكتساب المهارات الاجتماعية المناسبة التي تساعده على التعبير عن آرائه وفهم ما يطلبه الآخرون منه، والاستجابة لها بأسلوب سوي ومتوافق.
وأود أن أشير أيضا الى ان ما نسبته 91% من دول العالم تتفق مع هذا التوجه، وهو تحديد سن القبول بست سنوات، وقد استثنت الوزارة ثلاثة أشهر كحد أقصى للقبول، ولا يمكن تجاوز ذلك حرصاً على مصلحة أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات.وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري
عبدالله بن صالح الحسني مدير الإعلام التربوي
|