تعقيباً على ما ينشر في الجزيرة حول التعليم الفني اقول ان تطوير التعليم الفني يعد الآن أحد الاساليب الناجحة التي يجب ان يأخذ بها مجتمعنا في مواجهة تحديات المستقبل.
فجميع المجتمعات الآن اصبحت ترى في التعليم الفني المستقبل الحقيقي في نهضتها وتحقيق وثبتها الحضارية نحو آفاق العلم والتكنولوجيا ليس لان التعليم الفني اقل تكلفة من التعليم العالي لاقتصاره على عدد سنوات اقل فحسب بل لانه يقدم خريجين هم بالأحرى حرفيون يحتاجهم المجتمع وعلى الرغم من اهمية التعليم الفني فانه مايزال ينظر اليه في مجتمعنا بتلك النظرة التي تضع العمل اليدوي والمهني في مرتبة اقل امام العمل المكتبي، ومن الصعب تصور مجتمع يخرج الاف الآلاف من الاكاديميين والمتخصصين مقابل قليل من الفنيين والمساعدين، وبالطبع ستكون النتيجة غير ايجابية ولن تستطيع مواجهة تحديات القرن الجديد بجيوش الموظفين والكتبة ولكن بالافراد المزودين بالتأهيل الفني الجيد.
ومادمنا نسعى الى تخريج اجيال من الشباب لتحقيق طموحات الوطن وسط هذا السياق التكنولوجي الرهيب الذي من المتوقع ان يخوضه العالم مع هذا القرن فعلينا ان نولي المزيد من العناية والاهتمام بالفروق الفردية لدى طلابنا وبشكل اكثر تحديداً علينا ان نقدم لكل طالب نوعية التدريب والتعليم التي تتناسب مع قدراته وخلال مدة زمنية محددة في ضوء احتياجات المجتمع الفعلية، ولا مانع من ان يخطئ الطالب ولكن عليه ان يتعلم كيف يصحح خطأه تحت مراقبة معلميه واشرافهم ومتابعتهم.
جلوي عبيد بن براك
|