هل شن بوش الحرب على العراق من أجل حماية أمريكا؟
هل شنها من أجل نزع السلاح من العراق أم كان هدفه الإطاحة بالرئيس العراقي؟
أم قام الرئيس بوش بالحرب على العراق من أجل تأمين مصادر النفط؟
هل كان سبب الحرب تخليص الشعب العراقي من الظلم الواقع عليه وإحلال الديمقراطية في المنطقة؟
أم كانت الحرب من أجل إعادة رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط وإزالة جذور الإرهاب الموجودة في المنطقة؟
أم أن هذه الحرب تأتي من أجل الحماية ودفع الأخطار عن إسرائيل؟
لقد اتحدت كل هذه الدوافع التي تبناها المسؤولون في الإدارة الأمريكية قبل الحرب منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر من أجل إيجاد الظروف المناسبة لشن هذه الحرب على العراق.
كانت هناك ثلاثة من العوامل الرئيسية والتي دفعت الإدارة الأمريكية لخوض هذه الحرب: الرئيس بوش والخبراء الاستراتيجيون أمثال ديك تشيني بالإضافةإلى المحافظين المسيحيين دعنا نتحدث أولا عن الرئيس بوش قبل توليه الرئاسة لم يكن الرئيس بوش يلتزم بشؤون السياسة الخارجية ولكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بدأ الرئيس بوش في اتخاذ أسلوب خاص به في التعامل مع أمور السياسة الخارجية ولم يكن ذلك الأسلوب صعبا إذ أنه كان يتلخص في عدة مبادئ صغيرة منها: إما أن تكون معنا أو ضدنا، أي دولة في العالم يكتشف أنها تأوي الإرهاب تعتبر من الدول المعادية وأيضا تطبيقه لمبدأ الاحتلال من أجل الحماية حيث ان بوش يعمل بنظرية العمدة المسؤول عن منطقة ما ولن يسمح بأي خطر من الاقتراب إليها وبالرغم من أن الرئيس بوش في تصريحاته كان يرى أن الخطر الذي يسببه صدام غير متحقق بقدر ما هو محتمل إلا أنه يرى أن اتخاذ الإجراء اللازم ضد صدام للتأكيد على أن أي تهديد من أي نوع على الولايات المتحدة وعلى حد قوله غيرمسموح به أو بظهوره المفاجئ ولا عجب في ذلك إذ أن مجرد احتمال وجود تهديد في عالم بوش يعني وقوعه بالفعل والحقيقة أن سياسة بوش تلك يمكن تفهمها إلى حد ما وذلك من عدة أوجه فبعد أحداث نيويورك كان على بوش أن يحمي الدولة الأمريكية من أعداء قد يكونون مجهولين إلى حد كبير وقد كانت القاعدة العدو الأكثر وضوحا إلا أنه لا يزال غير واثق من أين ستأتيه الضربة القادمة وهذا ما يجعله يتصرف بهذا الشكل حيال قضايا الإرهاب في العالم بل ويجعله يتخذ الإجراءات التي يراها ملائمة لتجنب وقوع حوادث مماثلة حتى ولو اضطر إلى تصفية ما يعتبره عدوا للدولة قبل أن يشكل ذلك العدو خطرا على الولايات المتحدة وبالفعل فإنه بالرغم من إلحاح مستشاري الإدارة الأمريكية للرئيس بوش وعلى الأخص وزير الدفاع بشن هذه الحرب إلا أن بوش كان ينتظر الحصول على دليل قاطع يفيد تورط العراق في أحداث الحادي عشر من سبتمبر والسؤال الآن هو: ما الذي جعل بوش يقدم على شن هذه الحرب بالرغم من عدم وجود الدليل حتى الآن؟بعد أحداث الحادي عشر كانت مسألة القضاء على مرتكبي ذلك الحادث والحكومات التي تؤويهم هو الشاغل الأكبر للسياسة الأمريكية.
من ناحية أخرى لا يجب أن ننسى سياسة النفط التي وإن كانت غير معلنة إلى الآن إلا أن أحدا لا يستطيع أن ينكر أن الهدف الأكبر لسياسة بوش التوسعية في الشرق الأوسط هو النفط ومصادرالطاقة المتوفرة في هذه المنطقة أما ثالث العوامل فهو الجناح المسيحي المحافظ والذي يطالب بهيمنة أمريكا ونشر قيمها في بقية العالم كما أن أنصار هذا الرأي هم من يدافعون عن حماية إسرائيل وصالحها في المنطقة.
والحقيقة أن كلا من الخبراء الاستراتيجيين والمحافظين قد تضافرت جهودهم من أجل سيادة أفكارهم في العالم منذ عدة سنوات إلا أن مسألة شن الحرب على العراق في الآونة الأخيرة قد ألبست ثوبا جديدا من الديمقراطية والتحرير للشعب العراقي وبالرغم من أن مسألة الديمقراطية تشغل بال المحافظين بالفعل إلا أن أحدا لا يتوقع أن يدعم كلاً من ديك تشيني ودونالد رمسفيلد الحرب لتحقيق الديمقراطية.
(*) عن «لوس انجلس تايمز»
|