«اللوموند»
كتبت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان:«المدنيون يدفعون ثمن النزاع» تقول «ليس من السهل تحمل الصور البشعة واللا إنسانية بحجة أنها الحرب، ربما هذه الحرب مختلفة جدا، لأنها ببساطة حرب على المواثيق الدولية،إننا إن نصمت أمام صاروخ ينزل على بيت مدني ليقتل سكانه، ان نصمت أمام صور الجثث التي بدأنا نتقزز من فظاعة تشوهها، أن نصمت أمام خيار القوة العمياء، معناه التواطؤ بشكل ما في هذه الكارثة الإنسانية العظمى»..
وتتطرق الافتتاحية إلى اللقاء الثنائي بين «جورج بوش» و«توني بلير» قائلة:«يمكننا الجزم الآن بالذات، أن الرجلين في مأزق حقيقي، لأنهما التقيا كي لا يقولا شيئا، إنما ليظهرا أمام العالم بكل ذلك القلق، وبابتسامات تقول: إن الحرب تسير نحو الأسوأ بالنسبة إليهما..
وتتابع:«الفرنسيون قلقون جدا أمام الوضع الهمجي الذي بدأت تأخذه هذه الحرب، فرنسا قلقة أمام عراق سوف يخرج من الحرب بأمراض مزمنة، و تلوث حقيقي من الصعب تجاوزه، ما حدث بعد حرب الخليج الثانية أبسط دليل حين نتذكر أن نصف مليون طفل عراقي ولدوا بتشوهات وبأمراض سرطانية أدت إلى وفاتهم، أكثر من مليون عراقي أصيب بالسرطان أيضا نتيجة الأسلحة التي استعملت آنذاك لتدمير هذا البلد، ما الذي سيحدث اليوم ؟ أكيد سوف تكون الكارثة أقسى من سابقته الآن الولايات الأمريكية تعد باستعمال ثلاثة أضعاف تلك الأسلحة «ذات الدمار الشامل !» نذكر فقط أن هذه الكلمات تقريبا استعملتها الناطقة باسم قصر الايليزيه لقراءة بيان الجمهورية الفرنسية التي أكدت من خلاله عن مخاوف فرنسا نتيجة استهداف المدنيين العراقيين في عمليات عسكرية يقال عنها «انها تصيب المدنيين» خطأ» !
************
«لوفيغارو»
تحت عنوان «المأزق السياسي والعسكري» تكتب «لوفيغارو»، متسائلة عما بعد:«لنحاول تحليل ما جرى أمس..» توني بلير، وجورج بوش يتبادلان الابتسامات أمام الصحافيين، ويتكلمان عن الحرب التي «لا يهمنا مدتها إنما يهمنا الانتصار فيها» يقول الرئيس الأمريكي، هل يمكن توقع شيء أكثر من ملامحهما الواضحة، كانا في مأزق حقيقي، والصحافيون يمطرونهما بالأسئلة، الصحافيون يتهمون «بوش» بأنه كذب على العالم بمن فيهم الشعب الأمريكي نفسه ، كان «بوش» مكفهرا يحاول أن يبدو هادئا و طبيعيا لكنه لم يستطع ! «وتؤكد أنه بالطبع ليس بإمكانهما أن يكونا سعيدين، جورج بوش وتوني بلير شكلا دائما ثنائيا «للتهريج» باسم السياسة، و ها هما يقودان بلديهما إلى الكارثة، يريدان قتل العراقيين لأجل التخلص من نظام صدام حسين، الآن تبدو الحرب أقرب إلى الجريمة حتى لو تكللت بالنصر !
************
«لونوفيل أوبسورفاتور»
كتبت تقول: إن حرب الابادة التي بدأها جورج بوش، ربما ستنتهي إلى النصر كما يعد به شعبه، ولكن الهزيمة بدأت من الآن.. من القفز فوق هيئة الأمم المتحدة ونزع المصداقية منها بنفس الإصرار الذي أراد به أن ينزع الأسلحة المدمرة التي اتهم العراق بأنه يمتلكها ، الرئيس الأمريكي أراد أيضا أن يجعل فرنسا «شماعة» سياسية يعلق عليها كل أخطائه، لهذا انتهى به الأمر إلى الحرب، ثم إلى المأزق الذي يتخبط فيه دوليا أمام الأيام التي تبدو جهنمية على الأمريكيين، لكنها الحرب التي أرادها الرئيس الأمريكي من البداية حربا على الطريقة الأمريكية، على طريقة أفلام الحرب الأمريكية المعروفة..
************
«الكورييه انترناسيونال»
تقول الصحيفة:«ما زلنا لا نفهم إلى الآن لماذا غامرت الولايات الأمريكية بسمعتها في العراق؟ ربما اقتنع الأمريكيون جدا أن الشعب العراقي لا بد أنه يكره رئيسه إلى درجة استقبالهم كما لو كانوا فاتحين، ومحررين»..المشكلة انه الآن لا يمكن لجورج بوش أن يتراجع، حتى لو حمل كل جنوده إلى العراق، حتى لو أفرغ الولايات الأمريكية من الجيوش، المسألة لم تعد صدام حسين فقط ، بل صارت سمعة الأمريكيين، لو خسرت أمريكا أمام العراق فلن ترفع رأسها دوليا بعد الآن، ولهذا نتوقع مزيدا من الدموية، و الكثير من الضحايا الذين سيسقطون لأجل أن تشعر أمريكا أنها «القوة الوحيدة في العالم»!
************
«لومانيتي»
تتمنى الصحيفة أن تلقى أمريكا هزيمة على يد العراقيين، تقول تحت عنوان «الدرس العراقي»:«لم يعد هنالك شيء اسمه» الغزو لأجل التحرير، الأمريكيون غزوا العراق و عليهم أن يتحملوا نتيجة غزوهم، حتى لو انتصروا بعد أسابيع قادمة، فلن يخرجوا من هذه الحرب سالمين.. سيقول الشعب الأمريكي«يا الهي لقد خسرنا الكثير من الجنود و خسرنا معهم تعاطف العالم معنا، تماما كما سيقولها البريطانيون،غدا لن يكون سهلا، بإمكاننا انتظار كل شيء ما عدا السلام المنشود !»
|