لم يؤيد الأستاذ جاسم ياقوت رئيس نادي القادسية أن تتحول القناة الرياضية السعودية «الثالثة» إلى فضائية وبرر رأيه ذلك الذي جاء في سياق تحقيق صحفي أجراه الزميل أحمد العجلان ونشر في هذه الصحيفة الأسبوع الماضي بأن الوضع الحالي للقناة لا يشجع بأن نقدمها للمشاهد الرياضي العربي في كل مكان كمنتج إعلامي سعودي إذ ان مستواها مازال متدنياً بل وضعيفاً ولا يؤهلها للظهور إلى جانب قنوات فضائية عربية عملاقة وكبرى وستجد قناتنا نفسها في وضع حرج ومخجل.
والأستاذ جاسم ياقوت عندما يبدي رأيه ذلك لا ينطلق من كونه رياضياً ورئيس ناد فقط بل هو أيضاً متخصص في الإعلام ومسؤول إعلامي حيث يتسنم منصب مدير عام الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام، وهذا ما يجعل لرأي الياقوت قيمة وثقلاً وقبولاً أيضاً.
وفي تقديري انه رأي شجاع أيضاً فكون الأستاذ جاسم ياقوت أحد منسوبي ومسؤولي وزارة الإعلام فإن ذلك لم يمنعه من قول الحقيقة وإبداء رأيه بكل صراحة وشفافية، كما انه لم يجامل أو يداهن «زملاءه» فقد كان صادقاً وأميناً في قول الحقيقة.
وأنا شخصياً اتفق تماماً مع رأي الياقوت فالقناة الرياضية مازالت للأسف دون المستوى المطلوب والمأمول فهي حتى الآن مازالت عاجزة عن تقديم برامج ذات مهنية إعلامية محترفة، فعدا برنامجي «المواجهة» الذي يعده الأستاذ سعد المهدي ويقدمه الرائع بتال القوس و«القضية» الذي يعده ويقدمه د. حافظ المدلج فكل ما يقدم في القناة من برامج هو أشبه ما يكون بملء الفراغ ببرامج يغيب عنها النهج المهني والعمل الاحترافي الإعلامي فمن خلال متابعتي لهذه القناة لاحظت ان كثيراً من برامجها معد من قبل أسماء ليس لها علاقة بالعمل الإعلامي المتخصص وبالذات التلفزيوني فهم مجموعة من الهواة الذين لا يتوفر لديهم الحد الأدنى من المواصفات والمعايير المهنية الإعلامية ولا يملكون أي خبرة أو معرفة بالعمل التلفزيوني المحترف والمتخصص.
لذلك فمن الطبيعي ان تكون برامج القناة بمثل تلك الركاكة والضعف وان لا تحظى بالتأييد والقبول والمتابعة من قبل شريحة كبرى من المشاهدين والمتخصصين والرياضيين حسبما أوضحه التحقيق الذي نشرته «الجزيرة» الرياضية على حلقتين كما ان من جملة الملاحظات على غياب المهنية الإعلامية عن القناة الرياضية ظهور مذيع الربط بعد نهاية بعض البرامج معلقاً على ما دار في ذلك البرنامج ومبديا لوجهة نظره في موضوع البرنامج، وهذا ما يؤكد ان «ثقافة» برنامج الرياضة مازالت هي المسيطرة على فكر المسؤولين والمذيعين في القناة حيث يتعاملون مع البرنامج كفقرات في برنامج واحد وليس كبرامج مستقلة ومنفصلة في قناة تلفزيونية قائمة بهيكلها البرامجي الواضح هذا فضلاً عن ان ظهور مذيع الربط يعتبر عملاً مهنياً قديماً حيث استغنت كل القنوات الفضائية الحديثة عما يسمى بمذيع الربط حيث أصبح يكتفى أثناء الفواصل بين البرامج بصوت المذيع مع خلفية مكتوبة أو صورة متحركة لما يتحدث عنه المذيع دون ان تظهر صورته هو.
والمجال هنا لا يتسع لذكر المزيد من الملاحظات التي لولا حبنا لهذه القناة ورغبتنا في ظهورها كمنافسة ومتفوقة بين القنوات التلفزيونية المماثلة ما أوردناها فكل الأماني ل«الثالثة» والقائمين عليها بالتوفيق وان تكون عند اطلاقها فضائياً مغايرة تماماً لوضعها الحالي ولما تعرضه من برامج لا ترقى أبداً لمستوى طموح وقبول المشاهد.
|