لتحديد الطرف الثاني في نهائي مسابقة كأس ولي العهد
قمة الجماهير والتكافؤ تجمع الزعيم بالعميد

  * كتب سالم الدبيبي:
يتحدد مساء اليوم الطرف الثاني لنهائي كأس ولي العهد عبر المواجهة الثانية للدور نصف النهائي والتي تجمع الهلال والاتحاد على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض.. وتنتظر الجماهير الرياضية من الفريقين الكبيرين كما هي العادة تقديم لقاء ممتع وشيق يعيد للمنافسات المحلية المستويات المفقودة التي غابت كثيراً هذا الموسم.
ولا شك ان الهلال والاتحاد كمتصدر ووصيف لقائمة الأبطال في مختلف الألقاب المحلية والخارجية طرفان ثابتان في المنافسات الكبرى، حيث من النادر ان يمر موسم لا يشهد إضافة بطولة أو أكثر إلى سجلاتهما الغنية.. وفي الطريق إلى محاولة تحقيق ذلك يلتقي الفريقان مساء اليوم في الخطوة ما قبل الأخيرة.
ولم يكن المشوار السابق مفروشاً بالورود بل حفته بعض المخاطر التي كادت ان تؤدي إلى عرقلة مسيرتهما خصوصاً الهلال الذي واجه تحدياً قوياً في بداية المسابقة التي تدخلها فرق بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين في دورها ثمن النهائي، حيث لعب الهلال أمام أحد أبرز الفرق هذا الموسم واستطاع الأزرق ان يقصي القادسية على أرضه وبين جماهيره بعد مباراة عصيبة امتدت إلى وقت اضافي سجل خلاله الهلال الهدف الذهبي منهيا المباراة لصالحه «2/1»، وواصل الفريق طريقه بالفوز على الشعلة في الدور ربع النهائي بهدفي الخثران عبدالعزيز واندريه بينما حافظت شباك الدعيع على نظافتها.
في حين سهل الوصول بالنسبة للاتحاد الذي واجه بعض المشاكل في مباراته الثانية أمام الرياض الذي تقدم بالنتيجة عبر مامون ديوب إثر أداء جيد أحرج به العميد على أرضه وبين جماهيره قبل ان يتنازل عن النتيجة جراء ما لقيه من ضغط متواصل أثمر للاتحاديين عن هدفين من نجم خط الوسط محمد نور بينما ساهم مدافع الرياض بتسجيل الهدف الثاني في الربع الأخير من زمن الحصة الثانية بعد فشله في التعامل مع كرة مسفر القحطاني العرضية.. جاء ذلك بعد ان كان الاتحاد قد تجاوز مباراته الأولى أمام الطائي بخماسية لم يستطع ازاءها الطائيون القيام بأي رد، واكتفوا بالحصول على ربع مليون ريال تسلموها مقابل موافقتهم على نقل المباراة من أرضهم إلى عرين الخصوم.
ومن ناحية الجاهزية ترجح الكفة لصالح الاتحاد الذي يحظى بتكامل عناصره بعكس الهلال الذي تعتري صفوفه بعض المشاكل نظراً للغياب المتعدد لظروف تتراوح بين إصابة وايقاف.. ولم يجد الفريق حتى الآن سانحة من الوقت لاستدراك أنفاسه بعد سلسلة من المشاركة المضغوطة التي أثرت كثيراً على النواحي البدنية والنفسية للاعبيه، وربما اليوم يحظى الأزرق بعودة قائده سامي الجابر الذي تتوارد بعض الأخبار عن تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن الفريق فترة طويلة ولو تحقق ذلك فسيكون تعويضاً مناسباً عن فقد زميله المهاجم الموقوف عبدالله الجمعان، في حين يتهيأ للفريق مصدر قوة بالانسجام الذي بدا واضحا في خط الدفاع بقيادة عبدالله شريدة وأحمد خليل بشكل يتوافق مع القدرة الهجومية التي يتمتع بها الاتحاديون، فيما أعاد نواف التمياط ومحمد الشلهوب لخط الوسط جزءاً كبيراً من قوته المعهودة بالتفاهم الواضح مع الأجنبي أندريه والاضافات المتميزة التي يقدمها عبدالعزيز الخثران، ويبقى خط الهجوم رهنا لما سيختاره المدرب من بين الأسماء المتاحة لديه فقد يكون الجابر ركيزة أساسية بانتظار مشاركة أحد الثنائي سوفو أو حسين العلي.
ورغم ان الاتحاد لا يشكو من مشاكل على جانب حضور لاعبيه إلا انه لم يصل إلى مستوى فني يتلاءم ودرجة الإمكانيات المتاحة لديه، ففي خط الوسط والدفاع لا يوجد الترابط الكافي لسد الثغرات التي تظهر واضحة في منطقة العمق وأدت للكثير من الأهداف التي تلقتها الشباك الصفراء هذا الموسم.. ويتميز الرتم الاتحادي بسرعة الانتقال من الجانب الدفاعي إلى الناحية الهجومية بفضل التناغم بين سرعة لاعبي خط الوسط وبالذات محمد نور مع ظهيري الجنب صالح الصقري ومسفر القحطاني، فيما تبقى الخطورة قائمة بالاعتماد على تنوع القدرات التي هيأت للفريق تعدد طرق الوصول لمرمى الخصوم مما يُصعِّب المهمة في التعامل مع المد الهجومي الكاسح الذي يميز الاتحاد ويقيه من الآثار السلبية التي تفرزها مشاكله الدفاعية ويظهر العائد بقوة الحسن اليامي كورقة رابحة فيما سيكون اختيار المهاجم الثاني من بين حمزة إدريس او الغيني كمارا.
عموما تظل نزالات الهلال وشقيقه الاتحاد خاضعة لكل الاحتمالات التي قد لا تظهر ملامحها مسبقا لتحتفظ بمفاجآتها أثناء سير المباراة كعوامل خلاقة للإمتاع.. وهذا ما نتحراه بعيداً عن حسابات الفوز والخسارة.