Saturday 5th april,2003 11146العدد السبت 3 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

معلومات عن السيطرة على 45 بالمائة من العراق معلومات عن السيطرة على 45 بالمائة من العراق
مطار صدام حسين الجائزة الثمينة الأولى
انعكاسات الحرب على الساحة الأمريكية وتبعات الحرب على مواقف المحافظين

* واشنطن - أ.ش.أ:
مع دخول الهجوم العسكري الأمريكي مرحلة حاسمة بعد أن أصبحت القوات الأمريكية على مشارف العاصمة العراقية بغداد والاستيلاء على محيط مطار صدام صباح أمس الجمعة يتعين الاشارة الى انعكاسات الحرب ضد العراق على الساحة الأمريكية الداخلية من خلال دراسة تبعاتها على موقف المحافظين الجدد، كما تناولته بعض الصحف الأمريكية وكما عبّر المحافظون الجدد عنه من خلال منابرهم الاعلامية منذ بداية الحرب على العراق فجر 20 مارس الماضي.واستنادا الى أن قادة اليمين المتشدد وهم مهندسو الحرب الحقيقيون من الضروري التركيز على الجدل الذي أثارته بعض وسائل الاعلام الأمريكي حول تأثير أفكار المحافظين الجدد على خطط الحرب ضد العراق وموقفهم من تطور العمليات العسكرية منذ بداية الحرب وحتى الآن فضلا على إلقاء نظرة تحليلية على تطور موقف المحافظين الجدد تجاه المعارضة الدولية والداخلية للحرب.
فعقب مرور يوم واحد فقط على بداية الحرب ضد العراق أصدر مشروع القرن الأمريكي الجديد «وهو مركز أبحاث أمريكي أسس في عام 1997 ويعد أحد أكبر المعاقل المعبرة عن مواقف وآراء المحافظين الجدد» بيانا بعنوان العراق فيما بعد الحرب، يتحدث عن اختلاف بعض المحافظين الجدد واتفاق بعضهم مع سياسة الادارة الأمريكية الحالية تجاه العراق ولكن البيان أيضا تحدث عن توحد جميع الموقعين على البيان في موقفهم المساند للتدخل العسكري في العراق.
وقد وقع على البيان مجموعة من رموز المحافظين الجدد في دوائر الاعلام والسياسة الأمريكية مثل ويليام كريستول محرر مجلة ويكلي ستاندارد وجاري شميت المدير التنفيذي للمشروع وروبرت كاجان أحد مؤسسي المشروع وأحد محرري مجلة ويكلي ستاندارد وجيمس ووسلي المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية ولكن البيان خلا من توقيع بعض مؤسسي مركز مشروع القرن الأمريكي الجديد ورموز المحافظين الجدد في الادارة الأمريكية الحالية مثل نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد وونائب وزير الدفاع بول ولفوويتز.
وقال بيان مجموعة من رموز المحافظين الجدد إن الاطاحة بالنظام القائم في العراق هو وسيلة وليس غاية في حد ذاتها وأنه يمثل أساسا لتحقيق أهداف ثلاثة أساسية وهي نزع أسلحة الدمار الشامل من العراق وتأسيس حكومة موالية لأمريكا واستقرار وديمقراطية في العراق والمساهمة في التطور الديمقراطي للشرق الأوسط.
وذكر البيان أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب من الولايات المتحدة القيام بعدة خطوات أهمها المساعدة في بناء عراق ديمقراطي يعمل كقوة لدعم الاستقرار والتطور الديمقراطي في الشرق الأوسط وضرورة استثمار الادارة الأمريكية الوقت والموارد اللازمة لتحقيق الهدف السابق وأن تعلن أمريكا للجميع التزامها بتحقيق ذلك ونيتها البقاء في العراق حتى تحقيق هذا الهدف وأن يتحمل الجيش الأمريكي المسئولية الأساسية في الحفاظ على أمن واستقرار العراق ووحدة أراضيه في المستقبل المنظور وهو العام المقبل أو أكثر.
ويمضي قادة اليمين المحافظ في نصائحهم الى القول إنه كلما سمح الوضع الأمني في العراق يجب أن يقوم الجيش الأمريكي بنقل السلطة الى مؤسسات مدنية والى الشعب العراقي نفسه، كما يجب أن تعتمد أمريكا على حلفائها في أوروبا والعالم في تحمل تكاليف إعادة بناء العراق وحماية أمنه مع اقتراح أن تزيد الولايات المتحدة من دور حلف الناتو والمؤسسات الدولية في التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب.وقد عاد الموقعون على بيان العشرين من مارس ونشروا بيانا آخر في الثامن والعشرين من مارس ركزوا فيه بالأساس على أهمية رأب الصدع في العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا ونادوا بالبدء في بناء عصر جديد من التعاون عبر الأطلنطي «بين أمريكا وحلفائها في أوروبا» ونقطة البداية هي عراق ما بعد الحرب وقالوا ان إعادة بناء العراق يجب أن تقوي الروابط العابرة للأطلنطي ولا تضعفها وطالب البيان على وجه الخصوص باشراك حلف الناتو في أسرع وقت في جهود ما بعد الحرب.
كما طالبوا بأن تحتوي الهيئة التي ستدير عراق ما بعد الحرب منذ البداية على مسئولين من البلاد المخلصة لهدف «أمريكا» من الحرب.
وقال الموقعون على البيان ان المساندة لجهود أمريكا في العراق بعد الحرب يمكن أن تسهل الجهود الأمريكية ولذا طالبوا بأن تسعى الولايات المتحدة «في وقت لم يحددوه» الى استصدار قرار من مجلس الأمن يؤيد إنشاء ادارة مدنية في العراق ويسمح بمشاركة وكالات الاغاثة واعادة البناء الخاصة بالأمم المتحدة ويرحب بنشر قوات الناتو لحفظ الأمن والاستقرار ويرفع جميع العقوبات المفروضة على العراق.
ان نقد المحافظين الجدد للاتجاهات المعارضة للحرب لم يتوقف على الليبراليين وانما امتد الى بعض المحافظين الذين انتقدوا الحرب وقد وصف مقال للكاتب هاورد كيرتز نشرته جريدة واشنطن بوست الصراع الداخلي بين المحافظين بأنه حرب غير حضارية للمحافظين بخصوص العراق ويتحول الى «جدل» مر وانتقامي.
وقد تحدث المقال عن هجوم صقور المحافظين الموجودين في أماكن مثل مجلة ويكلي ستاندارد ومجلة كومنتاري ومجلة نيو ربابليك ومجلة ناشيونال ريفيو وصفحات الرأي بجريدة وال ستريت جورنال على بعض المحافظين الذين اتخذوا مواقف معارضة وناقدة لسياسة الادارة الأمريكية الحالية تجاه العراق.
فقد كتب ديفيد فروم مقالا نشرته مجلة ناشيونال ريفيو بعنوان «محافظون غير وطنيين مع حرب ضد أمريكا» ينتقد فيه المعارضة المتزايدة للحرب ويقول إن آخر شيء كان يتصوره هو أن يطلق بعض من يقودون حركة المعارضة للحرب على أنفسهم صفة المحافظين.وانتقد فروم على وجه الخصوص الكاتب بات بوكانان والكاتب روبرت نوفاك لكونهم أشهر المحافظين المعارضين للحرب وقال إن هناك الكثيرين غيرهم غير المشهورين مثل صموائيل فرانسيس وجاستين ريماندو وتوماس فليمنج.
وسارعت وسائل الاعلام الأمريكية أمس الى الترحيب بالتقدم الذي حققته القوات الأمريكية خلال الساعات الاولى من صباح أمس الجمعة وهو اليوم السادس عشر من الحرب على العراق.. وخاصة تمكن هذه القوات من الوصول الى مطار بغداد وبدء العمليات للسيطرة عليه تدريجيا.
وقالت شبكة «ايه بي سي» التليفزيونية ان القوات الأمريكية توشك بعد ساعات من القتال الى احراز ما وصفته بانه «أول جائزة كبيرة» في الحرب وهو مطار صدام الدولي.
ولكن الشبكة اضافت انه على الرغم من تحقيق هذا التقدم السريع فإن مصادر البنتاجون «وزارة الدفاع الأمريكية» أبلغت المراسل العسكري للشبكة بأن قوات التحالف لا تخطط لدخول بغداد على نحو سريع.
وذكرت محطة التليفزيون «إن بي سي» من جانبها ان القوات الأمريكية قد تمكنت بالفعل من احتلال «معظم» مطار صدام الدولي.. وانها أصبحت بذلك على بعد نحو عشرة أميال فقط الى الجنوب الغربي من وسط العاصمة العراقية.
وألمحت المحطة الأمريكية الى ان القوات المتقدمة نحو مطار بغداد لم تواجه إلا مقاومة ضئيلة من جانب القوات العراقية التي تكبدت خسائر بشرية ثقيلة.
أما الشبكة الأمريكية الرئيسية الثالثة.. وهي شبكة «سي بي إس» فذكرت ان الدبابات الأمريكية أصبحت.. مع الساعات الأولى من صباح أمس .. تتخذ مواقع لها على أرض ساحة مطار بغداد.. وان كانت لم تسيطر عليه بالكامل بعد.
وأوردت الشبكة معلومات أخرى.. نقلا عن مصادر عسكرية أمريكية.. تفيد بأن التقديرات الميدانية للقادة الأمريكيين تشير الى ان قوات التحالف أصبحت تسيطر على 45 في المائة من الأراضي العراقية.. في الجنوب والوسط والشمال.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved