* جدة - خالد الفاضلي:
تكهن محلل سابق للحرب الإيرانية العراقية في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وبحاث حالي في مؤسسة بروكنغز الفكرية أن غزو العراق سيستغرق ما بين اربعة وعشرة اسابيع، وقال كينيث بولاك، وهو مدير قسم الأبحاث في مركز صبان لسياسة الشرق الأوسط في مؤسسة بروكنغز، في جلسة إعلامية اسبوعية حول العراق في 27 مارس بواشنطن، وأشار الى ان احتمال توقف الحرب قبل اربعة اسابيع وارد.
وصف بولاك الوضع في الميدان العسكري في الأيام الأخيرة الماضية بالمبهم، وأصر على ان صدام حسين هو الذي حقق أكثر من المتوقع بنجاح قواته غير النظامية في تبطئة تقدم قوات التحالف نحو بغداد، التي يشكل الدفاع عنها همه الرئيسي، والواضح ان العراق تعلم درسه من حرب الخليج في عام 1991م، ولكن الأهم من ذلك هو ان صدام حسين قد رأى ما حدث للقوات الأمريكية في الصومال، حيث استخدم المدنيين كدروع بشرية لاحباط هجمات العدو، وفي سياق أسلحة الدمار الشامل قال بولاك: من غير المرجح ان يستخدم صدام حسين اسلحة كيميائية قبل فرض أي حصار على بغداد لان الأنباء الميدانية الواردة من الصحفيين الغربيين قد شجعته حينما اشارت الى وقوع اصابات جسيمة، وأضاف ان صدام حسين ما زال يعتقد ان الولايات المتحدة قد تتخلى عن هدفها اذا ما استمر عدد الاصابات في الارتفاع.
وأشار بولاك ان القوات غير النظامية، او الفدائيين، قد عطلت خطوط التموين في جنوب العراق إلا انها لم توقع اصابات محسوبة بين قوات الائتلاف، كما ان استخدام الفدائيين للرشاشات او المدافع المضادة للطائرات المحمولة على الشحانات الصغيرة قد يؤدي الي اصابتهم بنيران قوات الائتلاف بسهولة.
وأشار بولاك الى ان الفدائيين الأفراد المزودين بقنابل تطلقها الصواريخ المحمولة على الاكتاف يستطيعون في احيان كثيرة تفادي هجمات قوات الائتلاف، وان استراتيجية الائتلاف ارتكزت على «تجنب» المخاطرة ولم توضع أي تدابير احتياطية لحماية خطوط التموين التي قد تمتد مسافة «خمسمائة كيلومتر».
وأضاف ان التأكيد كان على القوة الجوية لاحداث الصدمة والترويع والانبهار بين القوات العراقية ودفعها الى استسلام مبكر. أما الخطأ الثاني بحسب رؤية بولاك، فكان عدم اخذ اسرى حرب عراقيين، فقد سُمح لمعظهم بترك أسلحتهم والعودة الى منازلهم، ملمحا الى احتمال قيام الموالين لحزب البعث العراقي والفدائيين باجبارهم على العودة لساحات القتال مجدداً.
من ناحية ثانية، شدد بولاك على ان اضخم مشكلة بالنسبة لطيران قوات الائتلاف هي تشقق التضاريس الأرضية الذي حال دون اطلاق مروحيات الاباتشي صواريخ هيلفاير على الدبابات من ارتفاعات شاهقة، عن بعد كيلومترين او ثلاثة كيلو مترات، كما فعلت في الارض الأكثر انبساطا في الكويت خلال حرب الخليج. وقال ان الطائرات المروحية اضطرت بدلا من ذلك الى التحليق على ارتفاعات منخفضة في العراق وعلى مواجهة النيران من كل زاوية، وان قوات الائتلاف فقدت بعض الزخم بصورة مؤقتة نتيجة لذلك.
|