* بغداد رويترز:
فر سكان من الضواحي القريبة من مطار بغداد الدولي الى وسط المدينة أمس الجمعة بعد ما وصف بليلة «من الجحيم» اثر اطباق القوات الأمريكية على العاصمة.
وشاهدت مراسلة رويترز سامية نخول سيارات محملة بالأمتعة والاغطية تنطلق بسرعة كبيرة على الطريق السريع القادم من المطار باتجاه وسط المدينة الذي بدا مهجورا. وقالت نخول «هناك شعور بأن الحرب وصلت الى بغداد. كل شيء يبدو مهجورا».
ولم تظهر دلائل تذكر على ان هناك تحضيرات عسكرية باستثناء مجموعات من رجال الميليشيات المسلحين ببنادق آلية تتخذ مواقعها عند حواجز في مختلف أرجاء المدينة.
وأغلقت أغلب المتاجر ولم يبرح السكان منازلهم وأقلقتهم شائعات لم تنقلها وسائل الاعلام الحكومية عن ان القوات الأمريكية استولت على مطار صدام الدولي.
وأبلغ قادة أمريكيون رويترز خارج المدينة ان المطار أصبح تحت سيطرتهم بالفعل .
وقالت امرأة وقد بدا عليها الانزعاج الشديد لدى وصولها الى وسط العاصمة «ظلت الانفجارات تدوي طوال الليل. كانت ليلة من الجحيم. ظننا أنهم قد دخلوا الى بغداد. كانت الطائرات تسقط القنابل طوال الليل واستمرت القذائف تسقط طول الليل أيضا».
وكانت قد توقفت لشراء الخبز من احد المتاجر القليلة المفتوحة صباح الجمعة. وأضافت ان القصف كان مروعا «ليس فقط بالنسبة للأطفال لكن بالنسبة لنا نحن الكبار».
وتابعت ان العديد من جيرانها في ضاحية الرضوانية القريبة من المطار فروا كذلك لاجئين الى أصدقاء أو أقارب أقرب الى وسط المدينة.
وكانت السيارات التي تتجه الى بغداد قادمة من طريق المطار كلها تسير بسرعة عالية خوفا من التعرض للقصف. ورأت نخول حطاما حديثا لسيارة على طريق المطار.
وقال عبد الكريم الذي يعمل في مخبز على طريق المطار «كانت ليلة من أسوأ ليالي القصف».
وفي مناطق أخرى اصطفت بعض الطوابير عند محطات البنزين القليلة المفتوحة اذ أغلقت غالبية المحطات بسبب انقطاع التيار الكهربائي في العاصمة طوال الليل. لكن بعض المحطات كانت تضخ البنزين باستخدام مولدات كهرباء خاصة.
وقالت نخول انه من الصعب تحديد أماكن القصف الجديد. فقد بدأ ان مقر قيادة السلاح الجوي الذي قصف قبل ثلاثة أيام قد تعرض لضربات جديدة. وقالت القوات التي تقودها الولايات المتحدة انها استهدفت المبنى الواقع في وسط بغداد.
ولم يتضح ما اذا كان انقطاع الكهرباء الذي استمر صباح أمس نتج عن قصف أم ان السلطات العراقية هي التي قطعت التيار.
ويشير الانقطاع الكامل الى احتمال ان يكون مقصودا لإخفاء تحركات القوات العراقية أثناء الليل.
وكان الجو حارا ومازال الدخان الأسود يتصاعد فوق المدينة من خنادق مليئة بالنفط يشعل العراقيون النار فيها على مشارف المدينة في محاولة لتضليل الطائرات المغيرة عن أهدافها.
ومع انقطاع الكهرباء انقطع ارسال التلفزيون لكن الاذاعة الحكومة ظلت تبث الأغاني الوطنية ونشرات الأخبار .
|