* مطار صدام الدولي بغداد الوكالات:
لا تزال القوات الامريكية والبريطانية تواصل صباح أمس الجمعة معركتها من أجل السيطرة على مطار صدام حسين الدولي في بغداد في أول هجوم بري على مشارف العاصمة العراقية.
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس أن معارك طاحنة لا تزال مستمرة صباح أمس الجمعة بين القوات الامريكية ومقاتلين عراقيين في مطار صدام الواقع على بعد 20 كلم جنوب غرب بغداد.
وقد بدأت الاشتباكات الجديدة بعيد الساعة 30 ،7(30 ،3تغ) في وقت أكدت فيه القوات الامريكية بأنها تسيطر «على الأرجح على 80%» من المطار، كما أعلن الجنرال جون ألتمان من اللواء الأول لفرقة المشاة الثالثة.
وأوضح ان القوات العراقية تطلق النار على المواقع الامريكية داخل محيط المطار، بينما أكد الكولونيل ويل غريمسلي قائد اللواء الأول في فرقة المشاة الثالثة ان القوات الامريكية أسرت 40 عراقياً خلال المعارك.
أوضح ان القوات الامريكية سيطرت على القسم المخصص للشخصيات الرسمية في المطار وأسرت 40 عراقياً «جميعهم عناصر من الحرس الجمهوري»، قوات النخبة في الجيش العراقي، ومن القوات الخاصة العراقية.
وشارك أكثر من ألف جندي امريكي في عملية السيطرة على المطار، وفق ما ذكر الكومندان موريس غوينز من اللواء الأول في الفرقة الثالثة.
وكانت القوات الامريكية اقتربت من المطار مساء الخميس، وأعلنت بعد ساعات السيطرة الجزئية عليه.
وأفاد شهود قرابة الساعة 45 ،21 بالتوقيت المحلي عن تعرض المطار لنيران المدفعية الامريكية ومقتل وجرح عشرات الأشخاص.
وذكر ضابط امريكي ان مدرعات من طراز برادلي ودبابات من طراز «ابرامز» أحدثت ثغرة كبيرة في سور المطار قرابة الساعة 30 ،16 بتوقيت غرينتش للسماح بمرور الآليات الضخمة.
وقال راس كاربنتر ضابط اتصال امريكي ان مقاتلات امريكية من طراز اف-15 اي واف-18 ألقت «قنابل ذكية» لدعم اللواء الأول على الأرض أثناء قيامه بالهجوم على المطار.
وصرح وزير الدفاع البريطاني جيف هون ان سيطرة القوات الغربية على مطار صدام الدولي يشكل «ضربة نفسية هائلة لنظام» الرئيس العراقي صدام حسين. وأضاف «ان القنابل العنقودية أسلحة شرعية ولها دور عسكري شرعي تماماً».
وسمع دوي انفجارات متقطعة صباح أمس الجمعة في بغداد التي باتت محرومة من المياه والكهرباء، وحلقت في أجواء العاصمة العراقية طائرات التحالف الامريكي البريطاني فيما بدأ دوي الانفجارات يسمع بوضوح منذ الساعة 00 ،08 بالتوقيت المحلي «00 ،04 ت غ» في وسط بغداد بعد هدوء نسبي دام بضع ساعات.
وكانت حركة المرور خفيفة جدا في وسط العاصمة العراقية، حيث بدا الوضع هادئاً نسبياً صباح أمس الجمعة في وسط العاصمة العراقية، وشوهدت حافلات للنقل العام تجوب شوارع المدينة. وقال نائب رئيس الحكومة العراقية طارق عزيز ان القوات الغربية لن تتمكن من السيطرة على بغداد وتوعد بأنها ستدفع ثمناً «باهظاً» في الأرواح البشرية.
وفي واشنطن اعتبر رئيس هيئة أركان الجيوش الامريكية الجنرال ريتشارد مايرز ان معركة بغداد لا تشبه أي حصار تقليدي وقال ان «نظرية الحصار ليست باعتقادي الصورة الجيدة التي يجب استخدامها» لوصف المعركة.
وأكد ان «الوقت لمصلحة» القوات الامريكية والبريطانية في العراق، داعياً إلى التحلي ب «الصبر» للسيطرة على بغداد.
وأكد مايرز ان «بغداد تقل أهميتها تدريجياً، في داخلها نظام لا يستطيع التواصل مع شعبه، ويحاول الاختباء من أجل البقاء» وان وزارة الدفاع الامريكية تراهن على مساعدة نصف سكان العاصمة من الشيعة الذين تعرضوا، كما قال، للاضطهاد من قبل نظام الرئيس صدام حسين.
من ناحية أخرى قال وزير الدفاع البريطاني جيف هون أمس الجمعة ان قوات الحرس الجمهوري العراقية ربما تكون قد تقهقرت إلى بغداد لإعادة تجميع صفوفها بعد ان استولت القوات الامريكية على المطار الدولي ببغداد.
وقال هون في حديثه الى هيئة الاذاعة البريطانية ان الاستيلاء على المطار سيوجه «ضربة نفسية هائلة» للرئيس العراقي صدام حسين.
ومع إطباق القوات الامريكية على بغداد حذّر رئيس هيئة الأركان الامريكية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز من الركون إلى الراحة في الحرب على العراق وقال إن كثيراً من المعارك الضارية تنتظرهم.
وقال مايرز أيضا ان القوات التي تقودها الولايات المتحدة قد لا تكون في عجلة لاجتياح بغداد إذا تم عزلها ولم يعد الرئيس صدام حسين يسيطر على باقي البلاد.
وقال مايزر في مقابلة مع قناة فوكس نيوز التلفزيونية الاخبارية «رأيي هو انه تنتظرنا معارك صعبة كثيرة».
وقال «لا ينبغي لأحد ان يركن إلى الراحة الآن وقد أصبحنا على مشارف بغداد ويظن ان هذا الأمر قد انتهى فهذا غير صحيح».
وقال مايرز انه لا داعي للتعجل بدخول بغداد بعد ان تم بالفعل اجتياح كثير من باقي أنحاء البلاد ووضعت خطط لحكومة عراقية انتقالية لتتولى السلطة من صدام.
وأعلن ناطق باسم القيادة الوسطى الامريكية في قطر ان القوات الامريكية المشاركة في الهجوم على مطار صدام حسين الدولي منتشرة على المدارج وليس داخل المباني.
وقال الكابتن فانك ثورب لوكالة فرانس برس «ليس لدينا معلومات عن وجود قوات داخل المباني، قواتنا موجودة على أرض المطار وعلى المدارج».
كما زعم متحدث باسم القيادة الوسطى الامريكية أمس الجمعة ان حوالي 2500 جندي عراقي استسلموا لقوات مشاة البحرية الامريكية «المارينز» الزاحفة نحو الكوت.
من جهته قال الجيش الامريكي أمس الجمعة ان 320 جندياً عراقياً قتلوا حتى الآن في معركة السيطرة على مطار صدام الدولي.
واشتبكت قوات امريكية مع جنود عراقيين مساء الخميس في أول هجوم بري على بغداد منذ ان بدأت الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في العراق في العشرين من مارس آذار. وكان القتال مستمراً عند فجر الجمعة.
وقال الجيش الامريكي في تقرير لتقديرات خسائر المعركة ان القتلى الثلاثمائة والعشرين كانوا جنوداً مسلحين مترجلين.
وقال مسؤولون عسكريون امريكيون ان القوات الامريكية دمرت أو استولت على 31 مدفعاً مضاداً للطائرات وثلاث ناقلات جند مدرعة و23 شاحنة وإحدى قطع مدفعية الميدان وشاحنة للذخيرة أثناء القتال.وقد قال مسؤولون عراقيون ان القوات العراقية استولت على خمس دبابات امريكية وطائرة هليكوبتر وأسّرت أو قتلت أفراد أطقمها خلال قتال قرب مطار بغداد مساء الخميس.وقال المسؤولون العراقيون ان العراقيين حققوا هذه المكاسب قرب قرية الرضوانية القريبة من المطار حيث تهاجم القوات الامريكية المواقع العراقية.
|