«يقولون ليلى في العراق مريضة
ألا ليتني كنتُ الطبيب المداويا...»
يقولون إنَّ الجراح تمادت توغلاً...
وإنَّ الأسى بات لقمة...
وإنَّ النَّار صارت أتوناً...
وإنَّ الدموع لم تعد تغسل المحزونا...
وإنَّ «الجنون» سمة اللَّوحةِ...، وصورة الفناء...،
ليلى...
وذلك القمر...
وبغدادُ تنوءُ بأزيز الطائرات وألسنة اللَّهب... وطال السهر...
وظلامُ عواصف ضباب النيران... وليلى تحتضر...
والتهام الفجيعة... وأوجه الحيرة وأسئلة المصير؟ والخوف ينتصر...
يقولون ليالٍ في العراق جراحٌ...
ألا ليتني كنتُ الإجابة للسؤال...
نداءٌ يدكُّ الصدور كيف غدت به...
مرامي الصحاري... وأنين القوافل... وحداء العيس؟
وتلك الوِراقُةُ لم تعد مهنَّة الكتَّاب ولا القرَّاء...
ولا القراءةُ والكتابةُ شغفُ الورَّاقين ولا القارئين ولا الكاتبين،
ضاع زَخم الاحساس بالتعبير... والحنين لبغداد ودجلة في هبوب طلاسم الأحلام..
«يقولون ليلى في العراق مريضة..»
يقولون ليلى في العراق جريحة....
يقولون ليلى في العراق أسيرة...
يقولون ليلى في العراق حزينة...
يقولون ليلى في العراق حريقة...
يقولون ليلى في العراق على وجهها كلُّ الذنوب مرايا...
على وجهها تخطو الذنوب عرايا...
على وجهها رسم الزمان بصمات الخفايا...
وحدها الجريحة لا تقدر أن تقرأها... عيون الصغار والكبار والصَّبايا
«أَلا ليتني كنت الطبيب المداويا...»
وأَلا ليت من يكشف النِّقاب عن ثقوب ليلى وجراحها وأنينها وأسئلة المصير كيف جوابها؟!.
|