** رغم أن النظام العراقي يعيش أيامه.. بل ساعاته الأخيرة.. إلا أنه مع الأسف.. لم يستفد من الدروس أبداً أبداً..
** تابعوا الخطاب العراقي وسط هذه الأجواء المعتمة التي يعيشها.. ووسط أجواء الحرب والدمار والقصف الذي يحيط به من كل جانب.. ووسط الحصار الضيِّق الذي جاءه من كل اتجاه.
** هجوم شديد وعنيف على كل جيران العراق.. واتهامهم بأبشع وأسوأ الألفاظ..
** خلافات وخناقات مع كل الجيران دون استثناء.. واتهامات وشتائم توزع عليهم كل يوم.. بمعنى.. أن النظام العراقي يريد أن يسير ويحكم المنطقة حسب هواه.. وحسب عنترياته.. وحسب سياساته الحمقاء..
** ألا يستفيد من الدروس الماضية القاسية طوال ثلاثة عقود؟ كم إنساناً عراقياً مات خلال ثلاثة عقود؟!
** هل نقول: مليون أو أكثر؟!
** كم إنساناً عراقياً معاقاً بسبب نظام صدام وعنترياته وجنونه؟!
** هل نقول: ثلاثة ملايين؟!
** كم إنساناً عراقياً هارباً هائماً على وجهه في هذا الكون؟!
** هل نقول: خمسة ملايين؟
** من المسؤول عن كل ذلك؟
** هذه حرب الخليج الثالثة.. وكل الحروب الخليجية الثلاث.. كان صدام.. الطرف الرئيسي فيها.. وكان محور الحرب.. بل كان هو السبب الرئيسي فيها وهو مشعلها.
** كنا نتوقع أن يستفيد صدام ونظامه من الدروس الماضية.. ويصلح علاقاته على الأقل مع جيرانه.. وسط هذا الهجوم الحاشد عليه.. ولكن المصيبة.. أن سهامه وشتائمه شملت المملكة والكويت والأردن وإيران وتركيا.. وهؤلاء.. هم كل جيرانه.
** نكتب هذه الزاوية وقوات التحالف تطبق على بغداد من كل ناحية.. والمقاومة الدفاعية تتداعى.. ومع ذلك.. فخطاب العراق لا يزال سادراً في غيِّه..
ولا يزال الجيران يسمعون لغة التهديد والوعيد.. ولغة ما قبل ثلاثين سنة.. وكأن النظام في كامل لياقته وقوته وعافيته.
** في كل يوم.. يموت على الأقل.. ألف عراقي.. ويصاب أضعافهم..وتدمر البنية التحتية للعراق.. وتدمر المنازل والمصانع.. ونظام صدام.. لا يزال يتحدى ويستفز الجميع ويستحثهم على المزيد من الضرب والدمار.
** شيء بالفعل.. لا نستطيع فهمه هو.. لماذا هذا الخطاب وهذه اللغة الاستفزازية للجيران بالذات؟
** لماذا في هذا الوقت بالذات.. يتآمر نظام بغداد على تفجير فندق في الأردن وتسميم خزانات مياه شرب في عَمَّان؟
** لماذا فَجَّر أنابيب غاز في مملكة البحرين؟
** لماذا الهجوم المقذع على جيران آخرين؟
** قبل أيام..هاجموا صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. ذلك الرمز العربي العظيم.. وصاحب المواقف العربية المشهودة.. وبالذات وقوف سموه خلال السنوات الماضية بقوة إلى جانب العراق.. وتبني قضاياها في كل مكان.. والدفاع عن شعب العراق وتلمس احتياجاته.. فهل مكافأته.. هو هذا الهجوم العنيف؟!
** نظام العراق.. دمر نفسه بنفسه.. ذهب ولم يُبقِ له صديقاً أو باكياً أو نادماً عليه..!
** أنهى نفسه بنفسه.
| 
