نهارات أخرى
فليحيَ الإنسان
فاطمة العتيبي

** «الحرب على طاولة المطبخ
بانتظار أن تُقرأ
القهوة فاحمة كبناية
تتهدم،
لقمةُ «التوست» بالزبدة
مضغتُ في طريقي قنابل عنقودية
أغرقت عناوين الصحف بمربى التوت
ولم تختفِ
طويت الصفحة حفاظاً على الأرواح
نتائج الهوكي، ومسابقات الرقص على
الجليد
الفائزون والخاسرون
اصطفوا بأعمدة متراصة
ما من استعراض للأرواح المضطربة
تملأ الشوارع المشوهة
يمشون، يتعثرون
يتأخرون كثيراً وقد طويت الصفحة»
* كُتب هذا النص تفاعلاً من الشاعرة العالمية ميرنا غارملس وترجمه للعربية زياد عبدالله تضامناً مع الحملة التي أطلقها الشاعر الأمريكي سام هاميل لمناهضة الحرب على العراق تحت عنوان «عبر عن رأيك» فانهالت ملايين القصائد التي تحمل نفس الغصة والألم العالمي الواحد تجاه القتل والتهديم تحت مجنزرات التحرير الضالة.
* والغريب أن الشاعر العربي لم يستفق اليوم بالصورة التي كانت متوقعة فالشعر علامة واللغة وعاء.
والشاعر هو إعلامي الأمة الأول الذي يعلن مواقفها عبر كلماته المشتعلة صدقاً وموقفاً صامداً.
* وإن كنا نألم لصمت بعض الشعراء فإننا مذهولون تماماً من أولئك الكتاب والمحللين الذين يحاولون أن يمرروا الكذبة الأمريكية عبر سطورهم وزواياهم وتحليلاتهم فيرون أن الفجر القادم سيأتي.
وأن العراقيين في الزمن القادم سيشكرون أمريكا على ما تبذله..
وحتى وإن مات من العراقيين الآلاف.. فالنهار يحتاج إلى ليل ينقشع وليذهب الليل ومن معه من الضحايا..
المهم أن يأتي النهار..
** أي أنانية ونظرة تجعل البعض يقارن بين المليون شهيد الجزائري والمليون شهيد العراقي الذين من المتوقع أن يسقطوا إذا أصرت أمريكا على استمرار الحرب..
** أي ضيق في التفكير والرؤية تجعل الأمرين متساويين..
فشهداء العراق يموتون من أجل أن تتحرر العراق من سلطتها الحكومية والذي سيحررها من ذلك هم الأمريكان والإنجليز..
** والكراهية التي كانت تمنح لفرنسا في حربها مع الجزائر لاتهدى إلى أمريكا لأن أمريكا لها قضية أخرى.
إنها تحرر الشعب من نفسه.. من ظلاميته.. من خنوعه وخضوعه..
هل ترون بالله عليكم أي اختلاف.. أي اختلاف بين صدام وبوش وبلير.. أليسوا جميعاً عملة واحدة تمرر ديكتاتوريتها ورغباتها تجاه البشر؟!..
تحية لجريدة «البيان» الإماراتية التي قدمت عملاً متميزاً عن تفاعل الثقافة مع حرب العراق.. عبر ملحق أشرفت عليه الصحفية عائشة سلطان وجعلت شعاره «فليحيَ الإنسان ولتسقط السياسة».