(1)
«جميلة واقفه عند باب العيادة»..
أغنية جبلية ل«سميرة توفيق» تشق أنفاس الزحام.. صكيك الأحذية السرية يدوس عظامنا حتى النخاع..
وفي الزحام تدوي صافرات من خلف الأسوار ا لممتدة بلا نهاية.. وفي الزحام لا طموح سوى قرص البندول المغشوش.. بين الزحام ضجة.. وفي الزحام قبو قمىء على شاكلة قبر جندي مجهول..
وفي الزحام كل شيء محظور.. عدا الغزو يمشي متجبراً فوق جماجمنا الحليقة.. وفوق الرؤوس قوافل غبن قديم تبني أسواراً وهمية..
(2)
وبين الزحام ثقوب نوافذ.. وبين الثقوب شهيق في لون التفاحة.. وفي الزحام صراخ موعود بالحرية.. ومبنى الأمم المتحدة - من فوقنا - يتجشأ جريمة انسانية..
(3)
وفي الزحام تتساقط الفراشات الهائمة فوق الدروب الضائعة.. وبين دروب الزحام عبق الجميلة الحارق يوقد النار فينا.. ومن خلف ألسنة اللهب.. دخان مدن.. وأزقة مفجوعة.. وبين الزحام والفجيعة تُمسي فتوحاتنا رغبة حقيرة تطفىء طموحاتنا العربية..
(4)
وفي الزحام صافرات.. وطموح.. وقبور.. وانتظار.. واحباط.. وفراشات.. ودروب.. وثقوب.. ودخان.. ودبابات.. وممنوعات.. وارهاصات.. وعاهات.. وغبن.. وجماجم حليقة.. وثرثرة فضائية.. ومراسلون مذعورون.. ورذيلة..
(5)
وبين الزحام والزحام تظل «جميلة» واقفة تحرك أشجاناً قديمة..
|