لا غروَ إن قام الفتى يترنَّمُ
في حق موطنه وراح يُعظِّمُ
فَلَمَسقطُ الرأس الأعزُّ مكانةً
وَلَحُبُّه عما سواه يُقدَّمُ
يا موطن الأمجاد يا دلمَ الوفا
لكَ حبُّنا وفخارُنا بك أعظمُ
يا ديلمَ الخيراتِ كم أنا مُولعٌ
بهواك عشقاً والفؤادُ مُتيّمُ
ما أنتِ إلا نبضُ قلبي خافقاً
بالحب دوما واللسانُ يُترجِمُ
كم كنتِ لي أماً أعيش بحضنها
تحنو عليّ بخيرها أتنعَّمُ
وعلى ثراكِ مشيتُ ألهو ضاحكاً
طفلاً صغيراً شادياً أترنَّمُ
فلأنتِ أرضُ العلم طابت منهلاً
كلُّ لأرضك قاصدٌ ومُيمِّمُ
نهلوا علومَ الشرع فيك عقيدةً
وكذاك في شتى العلوم تَقَدَّمُوا
أنجبتِ أبناءَ سَمَوا في فضلهم
خدموا البلادُ بعلمِهم كم أسهمُوا
في كل ميدانٍ غدالك مَعلمٌ
يحكي الفخارَ لديلمٍ ويُكرِّمُ
هذا طبيبٌ ماهر ومهندسٌ
وهناك قاضِ عادل ومُعلمُ
وكذا خطيبٌ بالمنابر مِصقَعٌ
تلقاهُ لا يعيا ولا يتلعثَمُ
وكذا أديبٌ فاضل وموجِّهٌ
بمدارسٍ أو شاعرٌ لا يُهزمُ
ولأنتِ أرضُ الجودِ دوماً والعَطَا
أَسعدتِ أوطاناً ودامت أََنعُمُ
خيراتُ أرضِك للبلادِ مصادرٌ
للعيشِ في كلِّ البلادِ تُقدَّمُ
منها الحبوبُ كذا التمور مواسماً
وكذا الخضارُ مع الفواكه تُعلَمُ
وبحاضر أزهى بلغتِ حضارةً
وثقافةً نحوَ العلا تتسنَّمُ
في عهد من أرسى قواعدَ نهضةٍ
يوماً لها يبني ويوما يَرسُمُ
ذاك المليكُ الفذُّ حسبُكِ قائداً
فهدٌ وإخوتُه لهم لا نًعِدمُ
فالشكر لله الكريم لفضله
ولموطني طولَ الحياة تقدُّمُ