«تريبيون»
قالت صحيفة «تريبيون» الهندية: إنه من السابق لأوانه أن تهنىء القوات الأمريكية البريطانية نفسها بالنصر في الحرب على العراق وذلك بسبب الحسابات الخاطئة لها والمعارك غير المنتهية في جنوب العراق وفشل حرب الدعاية والمعركة الكبيرة التي لم تحسم.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن الإدارة الأمريكية أعلنت أن الحرب تحولت لصالح القوات الأمريكية البريطانية بفضل تقدمها على عدة جبهات حيث تخطت أولا الخط الأحمر المفترض دون أن تواجه بهجمات بالأسلحة الكيماوية كما أن قسما من الحرس الجمهوري قد تم تحييده عند الكوت وتم الاستيلاء على جسر على نهر دجلة وحاصرت قوات المشاة كربلاء إلا أن العراق نفى من جانبه هذه المزاعم وقالت صحيفة «تريبيون» الهندية: إن من أوضح العلامات على الخطأ في الحسابات الاستراتيجية القول: إن المعركة من أجل بغداد أصبحت الآن معركة من أجل استعادة الهيبة.. فالبصرة ثاني أكبرالمدن العراقية من حيث عدد السكان ما زالت تمثل رمزا لهذه الحرب.
وأوضحت أن الخطة الآن هي بغداد أولا.. ولا يحتاج الأمر إلى كثير من التفكير ان تحقيق تقدم سريع في بغداد أمر صعب المنال فمن الواضح أن العراقيين سوف ينتهجون أساليب الحرب غير التقليدية بما فيها تكتيكات حرب العصابات والأعمال الفدائية وعمليات القنص والعمليات الانتحارية.
وأشارت الصحيفة الهندية إلى أنه في الوقت الذي يحتدم فيه القتال من أجل السيطرة على بغداد فإن القوات الأمريكية البريطانية تغامر بترك أجنحتها مكشوفة طالما أنه لم تسقط القلاع الجنوبية ناهيك عن أن هذه القلاع لم يتم تأمينها مما يجعلها عرضة للهجمات.
وأفادت الصحيفة الهندية بأن الدعاية تحتل جانبا كبيرا في هذه الحرب مثلما اتضح ذلك من الإعلان المبكر عن الأعمال البطولية التي قامت بها القوات الأنجلو أمريكية في الناصرية والنجف والبصرة والحديث عن الانتفاضة الشعبية ضد النظام التي لم تتحقق.
وقالت: إن الأسبوعين الماضيين كشفا عن سلسلة من الأخطاء في الحسابات من جانب القوات الأمريكية البريطانية فقد كان هناك في البداية اعتقاد بأن جهود المخابرات لإقناع القادة العسكريين العراقيين وقادة حزب البعث بالتخلي عن الرئيس العراقي صدام حسين يمكن أن تكون مثمرة وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن.
وأشارت إلى أن من بين الحسابات الخاطئة أيضا أن العداون الأنجلو أمريكي كان يتوقع ألا تواجه قواته مقاومة شديدة وكذلك تجاهل الروح الوطنية للعراقيين التي أغفلتها تماما استراتيجية وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد.
|