ضربت انكلترا عصفورين بحجر واحد عندما هزمت تركيا منافستها الرئيسة على بطاقة التأهل الوحيدة إلى النهائيات 2-صفر وانتزعت منها صدارة المجموعة السابعة في الجولة الخامسة من تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2004، التي شهدت الفوز الخامس على التوالي لفرنسا حاملة اللقب على إسرائيل 2-1، وسقوطا مفاجئا للدنمارك على أرضها أمام البوسنة صفر-2، على ملعب «ستاديوم اوف لايت» في سندرلاند.
قدمت انكلترا عرضا قويا أمحت به نتائجها السلبية في الآونة الأخيرة اثر تعادلها مع مقدونيا 2-2 في التصفيات ذاتها وفوزها المتواضع على ليشتنشتاين المغمورة 2-صفر، وخسارتها وديا أمام أستراليا 1-3، وتنفس مدرب انكلترا السويدي زفن غوران اريكسون الصعداء ومعه اللاعبون والرأي العام المحلي لأن الفوز كان الخيار الوحيد أمام المنتخب الانكليزي لاستعادة توازنه في هذه المجموعة.
وفاجأ اريكسون الجميع بإشراكه المهاجم الناشىء واينروني (17 عاما) أساسيا للمرة الأولى في مباراة رسمية على حساب اميل هيسكي، فلم يخيب الأخير ظنه وكان أحد افضل لاعبي منتخبه وشكل خطورة دائمة على الدفاع التركي بسرعته ومراوغاته الذكية، وسنحت الفرصة الأولى لانكلترا عن طريق روني الذي سدد كرة من مسافة قريبة ارتطمت بأحد المدافعين وتهيأت أمام قائد المنتخب ديفيد بيكهام فأهدر الأخير فرصة لا تهدر والمرمى مشرع أمامه بتسديده الكرة إلى جانب القائم الأيمن للحارس التركي رشدي ريتشبر (11).
وأضاع أوين فرصة ذهبية أيضاً عندما فشل في استغلال كرة عرضية مررها له زميله في ليفربول ستيفن جيرارد (25)، وأخرى اثر تمريرة بينية من روني تدخل رشدي في توقيت مناسب وأبعدها قبل أن يشتتها الدفاع.
وضغط المنتخب الانكليزي في ربع الساعة الأخير لكنه لم ينجح في افتتاح التسجيل.
ونزل المنتخب المضيف بقوة في الشوط الثاني وبدا مصمما على الخروج بثلاث نقاط لكنه اصطدم بالحارس المتألق رشدي الذي أنقذ مرماه من أكثر من هدف أكيد، واصيب أوين في خاصرته وحل مكانه مهاجم استون فيلا السريع داريوش فاسيل.
وبعد أن تصدى الحارس لكرة زاحفة لفاسيل وأبعدها ركلة ركنية، نجح الأخير في افتتاح التسجيل عندما مرر واين بريدج كرة عرضية داخل المنطقة فكسر المدافع ريو فرديناند مصيدة التسلل وسددها على الطاير تصدى لها رشدي لتتهيأ أمام فاسيل فلم يجد صعوبة في إعادتها إلى الشباك (75) وسط فرحة هستيرية في المدرجات.
وكاد الاتراك يدركون التعادل عندما سدد نهاد قهوجي كرة برأسه تعملق الحارس الانكليزي ديفيد جيمس في التصدي لها وأبعدها بأطراف أصابعه ركلة ركنية لم تثمر، وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة تعرض كيرون داير للعرقلة داخل المنطقة فلم يتردد الحكم السويسري اورس ماير في احتساب ركلة جزاء انبرى لها ديفيد بيكهام حاسما النتيجة نهائيا في مصلحة منتخب بلاده.
والخسارة هي الأولى لتركيا، ثالثة بطولة العالم الأخيرة، في التصفيات الأوروبية خارج أرضها منذ عام 1996 عندما سقطت أمام بلجيكا. وفي باليرمو (إيطاليا)، حققت فرنسا فوزها الخامس على التوالي في التصفيات وكان على حساب إسرائيل 2-1، وبات بلوغها النهائيات مسألة وقت ليس إلا، وفوجىء الفرنسيون بهدف مبكر يهز شباكهم عندما نجح عمري افيق في مخادعة الدفاع ليهز الشباك بعد مرور دقيقتين. ونجحت فرنسا في إدراك التعادل بهدف سجله مهاجم يوفنتوس الإيطالي دافيد تريزيغيه برأسه اثر تمريرة من تييري هنري (23)، قبل أن يضيف زين الدين زيدان هدف الفوز في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول اثر تسديدة اصطدمت بأحد المدافعين وتابعت طريقها نحو المرمى. وعانى الفرنسيون كثيرا في الشوط الثاني لكبح جماح الإسرائيليين الذين رموا بثقلهم لانتزاع التعادل لكن على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها ريفيفو وزاندبرغ وبن عيون نجح الدفاع الفرنسي في قيادة المباراة إلى بر الأمان. وفي كوبنهاغن، سقطت الدنمارك سقوطا مفاجئا أمام ضيفتها البوسنة بهدفين نظيفين.
وتأتي الخسارة بعد أربعة أيام فقط على الإنجاز الذي حققه المنتخب الاسكندينافي بفوزه على رومانيا 5-2 في عقر دار الأخيرة.
وحسم المنتخب البوسني المباراة في مصلحته في ست دقائق منتصف الشوط الأول بواسطة سيرغي بارباريز (22) وايلفير باليتش (28). وحققت هولندا فوزا ثمينا خارج أرضها على مولدافيا 2-1، تقدمت مولدافيا عبر فاديم بوريت (16)، لكن مهاجم مانشستر يونايتد الانكليزي رود فان نيستلروي أدرك التعادل للمنتخب «البرتقالي» (37)، قبل أن يخطف مارك فان بوميل النقاط الثلاث قبل ست دقائق من نهاية المباراة.
وفي المجموعة ذاتها حققت تشيكيا فوزا ساحقا على النمسا بأربعة أهداف في براغ وانتزعت الصدارة من هولندا بفارق الأهـداف.
وسجل بافل ندفيد(19) ويان كولر (32 و62) وماريك يانكولوفسكي (57 من ركلة جزاء) الأهداف. وابتعدت إسبانيا في صدارة المجموعة السادسة بفوزها على أرمينيا 3-صفر في ليون أمام 15 ألف متفرج، ورفعت إسبانيا رصيدها إلى 10 نقاط بفارق 4 نقاط أمام اوكرانيا، فيما بقيت أرمينيا رابعة برصيد 4 نقاط.
وصمد المنتخب الأرمنيني 62 دقيقة قبل أن تهتز شباكه بهدف لمهاجم ديبورتيفو كورونا دييغوتريستان، وحرر الهدف لاعبي منتخب إسبانيا الذين أضافوا الهدف الثاني عبرلاعب وسط ريال مدريد ايفان هيلغيرا بضربة رأسية اثر ركلة ركنية. وأضاف خواكين، بديل خوسيبا ايتشيبيريا، الهدف الثالث في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع. وضمن المجموعة ذاتها، منيت جمهورية ايرلندا بخسارة مذلة على أرضها أمام اليونان بهدفين سجلهما انخيلوس خاريستياس في الدقيقتين 4 و56.
وصعدت اليونان إلى المركز الثالث برصيد 6 نقاط بفارق الأهداف خلف اوكرانيا، في حين بقيت ايرلندا الشمالية خامسة وأخيرة برصيد نقطة واحدة، وتنازلت اسكتلندا عن الصدارة أيضاً لمصلحة ألمانيا بفارق الأهداف بخسارتها أمام ليتوانيا صفر-1 في كاوناس سجله توماس رازانوسكاس هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 74 من ركلة جزاء.
|