يبدو أن الموسم الرياضي الحالي هو افضل المواسم بالنسبة لفريق الاتحاد من حيث الدعم المادي الذي حظي به الفريق من أعضاء شرفه الذين اسرفوا في صرف الأموال الطائلة على فريقهم من أجل تمييز عميدهم عن غيره من الفرق ووضعه في القمة ليسحب الضوء والنجومية والبطولات من الآخرين.. ولكن أماني الاتحاديين اندثرت مع الرياح الغابرة هذه الأيام ولم يجلبوا من تلك الملايين المهدرة سوى الاخفاقات المتكررة سواء لناديهم أو الأندية التي أخذت نصيبها من الكرم الاتحادي.. ولأن التخطيط في العميد لم يستند على أسس واقعية وفقدانه الإلمام الكامل بالنواحي الفنية ساهمت وبشكل عاجل في افساد هذه المخططات ومنها على سبيل المثال صفقة «بيبيتو» الذي جيّر الملايين الخمسة في حسابه وتمتع بنزهة قصيرة في شواطئ وكورنيش عروس البحر ثم رحل نتيجة جهل اتحادي بامكانات هذا اللاعب المنتهية صلاحيته منذ عدة سنوات.. وجاء اوسكار ليكون امتداداً لتخبص اصحاب القرار في هذا النادي الكبير حينما عبث بشخصية فريقهم والمشكلة الكبرى انهم يعترفون بذلك كما اعلن رئيسهم المهندس جمجوم بعد لقاء فريقه أمام الهلال في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس سمو ولي العهد والذي خسره الاتحاد «صفر/ 2» حينما قال في حوار تلفزيوني للقناة الرياضية السعودية ان انتصارات الفريق «خدعتنا» ولكن انكشف اوسكار على حقيقته.. اذن كيف يتم السكوت على مدرب تكررت اخطاؤه وتعمد حجب لاعبين محليين لهم وزن ثقيل في خارطة الفريق على حساب لاعبين أجانب لم يقدموا ما يشفع لهم بارتداء شعار الاتحاد.. ومجرد السكوت على تخبيصات هذا المدرب يعد كارثة وهضماً لحقوق هذا النادي العريق وتلاعباً بمشاعر جماهيره التي مازالت مندهشة من ضياع كم من البطولات الهامة التي يبدو أنها لن تتحقق في ظل هذا التخطيط المبني على المادة وليس العوامل الفنية.
إن ما يحتاجه الاتحاديون في هذا الوقت هو ايجاد كفاءات فنية مساندة للجهاز الفني تكون قادرة على استقطاب لاعبين أجانب ومحليين بعد مشاهدة مستوياتهم عن قرب كما تفعل إدارات بعض الأندية.. بدلاً من الاعتماد على مكاتب السماسرة الذين اضاعوا الاتحاد وأهدروا أمواله دون أن يخرج بأي فائدة تذكر.
هذه الأسطر ما هي إلا ملاحظة للاتحاديين والتنبيه بأن ناديهم يُدار بالمادة العشوائية بعيداً عن التخطيط والتركيز.. وحان الوقت لتدارك الوضع قبل أن تنفرط البطولات الواحدة تلو الأخرى.
الهلال الحقيقي ظهر
منذ بداية الموسم الرياضي الحالي لم يقدم الهلال أي مباراة تستحق الذكر أو حافلة بالمتعة.. بل قدم مستويات باهتة ونتائج عادية.. ولكن الهلال الذي اشتاقت الجماهير الزرقاء لرؤيته والاستمتاع بعزفه الكروي هو ذلك الفريق الذي شاهدناه أمام الاتحاد.. حينما قدم قائده سامي الجابر ورفاقه واحدة من أروع وأمتع مبارياتهم وقدموا لشقيقهم الاتحاد درساً مجانياً في فن المهارة والتضحية واستطاع الزعيم ان يفرض حضوره القوي وسط فرحة غامرة من أنصاره وعشاقه وذهول تام من لاعبي الاتحاد الذين وقفوا عاجزين عن صد البراكين الهلالية الهادرة.. فكان الفوز حقاً مشروعاً للزعيم والتأهل لنهائي الكأس أمر اعتاد عليه عشاق هذا الكيان الشامخ الذي دائماً ما يظهر في الوقت المناسب والمناسبات الكبيرة.. وبات الفريق مطمئناً لجماهيره لمواصلة التألق فيما تبقى من مباريات الدوري واعلان التأهل لمربع الذهب من أصعب الطرق.
رسائل سريعة
* المهندس حسن جمجوم صراحتك بخصوص مدرب الفريق اوسكار هوّنت من الصدمة لدى الجماهير الاتحادية التي مازالت مذهولة من ضياع البطولات.. والاعتراف بالاخطاء خير وسيلة للدفاع عن الإدارة وإعلان براءتها.
* اللاعب عبدالعزيز الخثران اثبت في مباراة الاتحاد انك نجم كبير وكان لك دور فعّال في الفوز الهلالي والتأهل للمباراة النهائية من خلال انقاذك للشباك الزرقاء من هدفين محققين نظراً لحضورك الذهني وتمركزك السليم والأهم من ذلك روحك القتالية.
* الحكم الدولي ناصر الحمدان الكل اشاد بما قدمته في اللقاء الجماهيري بين الهلال والاتحاد وكنت نجماً بارزاً من نجوم هذه المباراة وأعدت للتحكيم السعودي هيبته.. فنتمنى ان تواصل التألق لنراك في مقدمة الحكام لأنك جدير بذلك.
* الكابتن ماجد عبدالله لم تؤثر عليه نصراويته حينما اشاد بما قدمه الهلال أمام الاتحاد وامتدح كثيراً طريقة تسجيل الهلال لهدفه الثاني حينما قال نقل الكرة «6» نقلات امتع من تسجيل الهدف.. وكان ماجد صريحاً وواقعياً في تحليله لمباراتي الأهلي والنصر والهلال والاتحاد ولم تمنعه نصراويته من ذكر الحقائق كاملة دون تزييف.
* أوسكار كشف الكيفية التي يُدار بها الاتحاد.. وسيطرة البعض على كل شيء حتى الأمور الفنية يريدون ان يكونوا المسؤولين عليها.. لذلك لا نستغرب إخفاق الفريق في الكثير من البطولات.
* النصر يدرس الانسحاب من الدوري أسطوانة تتكرر كل موسم وبعد الخسارة من الفرق الكبيرة والاخفاق في تحقيق بطولة خاصة بعد ضياع «12» بطولة متتالية.
|