* كتب زبن بن عمير:
ربط الماضي بالحاضر أمر مهم للغاية في تاريخ الأمم والشعوب ولعل الأمة إذا نسيت تاريخها وحضارتها الماضية التي هي أساس لحضارتها الحالية فإنها تكون بذلك قد خطت خطوة كبيرة نحو الهاوية.
يقول جواهر لال نهرو: «إذا أردت أن تعرف مقدار تقدم وحضارة الأمة فانظر الى الاجنبي فيها.. إذا كان يقلد أهل البلد فهذا جيد أما ان كان الشعب يقلد الاجنبي فقل على هذه الأمة السلام..» بما معناه.
ولعل هذا الكلام خطيرجداً لذلك حرصت المملكة بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وباهتمام ومتابعة دائمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله ولي العهد على خروج الجنادرية كل عام في حلل بهية.. وأفكار قوية.. وايصال رسالة ثقافية تاريخية عن الوطن وقد حظيت بالتغطيات والمتابعة.
العاذرية.. نقطة مهمة جداً في هذا الموضوع بل ونافذة قوية على هذا الأمر فنرى رؤساء الدول وضيوف المملكة لا بد وان يزوروا هذا المكان على مدار العام وفي أي ساعة كانت ولعل المتابع للزيارات والتغطيات الإعلامية بعدها لضيوف العاذرية يرى وكأنها قطعة من الماضي وقف عندها الزمن من الكتاتيب.. الى السواني.. الى بيوت الطين.. الى كل تلك الروايات التي سمعناها عن ابائنا واجدادنا.. اختصرت فيها العاذرية الزمان والمكان.. ووقفت على حد ناطحات السحاب في الرياض لتجمع التاريخ.. والأمجاد.. بين الرمال والفياض.
تكاد تحمل في جنباتها رسالة واضحة سياسية.. ثقافية.. اجتماعية فحواها بأن من صنع هذا المجد القائم هم هؤلاء أهل الابل.. والخيل.. وبيوت الطين.
المتمسكين بعاداتهم وتقاليدهم.. ودينهم.
زارها الرؤساء والوزراء والمسؤولون فأبدوا اعجابهم ودهشتهم من ذلك فالحقيقة أن رسالتها سامية جداً وبسيطة غير متكلفة في صياغتها سهلة الوصول للمتلقي وسهل ايضاً تفسيرها.
حافظت على شمولية المكان من شمال المملكة لجنوبها من البحر الى البحر..
وجمعت التاريخ والعادات والموروث الشعري والثقافي لذلك كانت شاملة وافية.
ولعل النقطة المهمة التي زادت شغفي للكتابة عن هذا الموضوع هي «المساجد» المبنية على جنبات العاذرية وبطراز قديم لا تهمني أصول المعمار.. والهندسة فلست أفهمها.. ولكن يهمني ارجاع الفضل لأهله وذكره وهذه ملاحظه اسأل الله ان يجعلها في موازين حسنات فاعلها..
وليس ذلك فقط بل ان أي شخص يخرج للنزهة حولها سيرى تلك المساجد بمرافقها وسيرى مراكز سيارات الاسعاف وسيرى موارد المياه «الشيب» كل تلك الأمور تحوي رسائل لا يمكن اغفالها في حماية التراث وربطه بالحاضر وخروجه من تحت عباءة الإسلام.
العاذرية.. الحلم.. التقاء الماضي بالحاضر.. وتناغم الزمان والمكان..
صنعت بانامل رجل مرهف الاحساس الى ان اشرفت على تلك الرمال الذهبية لتتبادل الحب.. والعشق مع الخضرة.. والماء.. مع التاريخ مع بيوت الطيبن.
أحبها ابن فهد.. سليل المجد.. عبدالعزيز بن فهد..
فجعل منها دانة في الصحراء تسر الناظرين..
ولوحة لتجمع قلوب العاشقين..
جعلها حكاية من التاريخ.. فوصلت بصيتها الى حدود المريخ وجد فيها ذكريات آبائه واجداده..
فدانت له وأعطته أبهى ما أراده..
ليجد فيها راحته.. ولتشرق عليها هامته
بل ولتجعله فخوراً برسالتها.. وهي سعيدة بمحبتها.
في قلب نجد وعلى هامة المجد.. جعل سليل الامجاد كريم الخصال.. طيب الافعال والأقوال العاذرية دانة تسر الناظرين وتبهر الحاضرين.
وتكلمت برسالة سامية لكل من زارها هي تاريخ هذا المجد وصناعه وثقافتهم.. ودينهم.
احاطها بالمساجد والمآذن
فاكمل العقد بأساس الإيمان
شكراً يا طيب السجايا.. وجزيل العطايا..
متفرداً في الشباب.. عديم الغياب عن قلوب من لهجوا لك بالدعاء
شكراً عبدالعزيز بن فهد على هذه الرسالة الثقافية التاريخية الاجتماعية السامية عن هذا الوطن.
حفظ الله لنا.. الفهد.. وادام عز ولي العهد.
zalotaibi@hotmail.ccom
|