وجه العالم السوفياتي المعروف أندري ساخاروف، واثنان من زملائه المتحررين نداء.
ويبلغ ساخاروف الثامنة والأربعين من العمر وهو عالم فيزيائي كبير كان له الفضل الأكبر في تطوير القنبلة الهيدروجية السوفياتية، أما زميلاه فهما الدكتور تورشين عالم الفيزياء في معهد الرياضيات التطبيقية في موسكو والمؤرخ مينريف وقد ساهموا معاً في وضع نص الرسالة التي بعثوا بها إلى زعماء الحزب الشيوعي السوفيتي.
وجاء في الرسالة أنه إذا لم تتحقق الحركة الديمقراطية خلال السنوات الأربع أو الخمس القادمة فإن الاتحاد السوفيتي سيتحول إلى دولة إقليمية من الدرجة الثانية!!
واستشهد العلماء الثلاثة بعدد من الوقائع الاقتصادية التي تشير إلى تدهور الوضع في البلاد منها:
1- تدني معدل الانتاج واتساع الشقة من الانتاج والحاجيات.
2- اتلاف الموارد الطبيعية في البلاد دون مراقبة أو عقاب.
فالأشجار تقطع دون حساب والمياه تلوث باستمرار والمزارع الغنيمة تهدر دون صيانة أو تعويض.
3- زيادة السلع وبوادر تضخم مالي وشيك.
4- زيادة عدد المدمنين على المشروبات الروحية وتضاعف حوادث القتل يقابلها تدن ملحوظ بالمستويات الثقافية والتربوية.
5- التخلف عن الاستحداثات الأمريكية في مجالات انتاج البترول والغاز الطبيعي والطاقة الكهربائية وبنوع خاص في مجالي الكيمياء والتقنية الالكترونية.
وشدد النداء على القول بأن الاتحاد السوفيتي إذا ما قورن بالتطورات الآخذة مجراها في الولايات المتحدة فإنه يبدو وكأنه يعيش في حقبة أخرى من التاريخ.
وقال ساخروف الذي يعتبر نفسه مع زميليه من الشيوعيين المؤمنين برسالتهم أن أسباب تدهور الوضع في الاقتصاد السوفياتي تعود إلى التقاليد والأنظمة المضادة للديمقراطية التي ظهرت خلال حكم ستالين ولم يعمل على تصفيتها تماماً من قبل الحكومات التي توالت على السلطة حتى اليوم.. وعوضاً عن ذلك أصبحت القيود المفروضة على وسائل الإعلام وعلى الحرية الثقافية عقبة أساسية في وجه نمو الاقتصاد السوفيتي.
وقال العلماء الثلاثة إنه من أجل تخطي هذه العقبة يجب على السلطات المسؤولة تحقيق سلسلة من الإصلاحات السياسية الديمقراطية التي تتضمن البعض من الأمور التالية: حرية نقل المعلومات ووضع حد للتشويش على الإذاعات الأجنبية وفك جميع القيود المفروضة على بيع الكتب والمجلات الغربية واطلاق سراح المعتقلين السياسيين والحيلولة دون التدخل السياسي في المجالات المدنية ومنح سلطة أكبر للبرلمان واحياء روح المنافسة للوظائف الحكومية عن طريق الانتخابات المباشرة.
ويقول الاختصاصيون في الشؤون السوفياتية أنه نظراً للتقارير التي وردت إلى موسكو من مصادر مختلفة فإن المسؤولين في الكرملين بدأوا يركزون اهتمامهم أكثر فأكثر على الأسباب التي أدت إلى تدهور أوضاع البلاد الاقتصادية، وقد يكون الدكتور ساخروف على حق عندما قال بأن الحركة الديمقراطية قد حان وقتها بالفعل لتنفذ في الاتحاد السوفيتي.
|