|
لا احد يستطيع ان ينكر ان «الحرب» تسللت عبر شاشات التلفزيون وساحات الانترنت الى وجوهنا، بل قفزت الى عيوننا، وساهمت بكل جرأة في تشكيل شيء من ابعادنا النفسية «وتضاريسنا» البدنية، دون سابق انذار كأننا خضعنا الى عمليات تجميل قسرية سعت الى تغيير خارطة حياتنا، ولا ادل علي ذلك من نظرة ثاقبة الى المرآة صباح كل يوم من ايام الحرب التي بدأنا نعدها نزولاً عند الاكتساح الاعلامي الذي يلفنا من كل جهة، فلم يترك لنا «فرصة» لممارسة حياتنا بعيداً عن ضغوطه الاقتصادية وبراكينه النفسية حتى، وصلنا الى درجة «التشبع» من جراء مصائبنا المتجددة، فمجرد استيقاظك في «الصباح الباكر»، هذا اذا افلحت في سرقة «لحظة» نوم هانئة من فم «الحرب» في هذه الليالي المشعة بألسنة اللهب والمدوية بمدافع «المؤتمرات الاعلامية»، اقول بمجرد استيقاظك، ستجد افطارك ممزوجاً بنكهة الحرب اما بقية يومك، فان ساعاته بلا شك ستولد من رحم «المؤامرة» ممهورة بالسؤال المر: اين الخلل؟ ولماذا نحن دون غيرنا في العالم؟؟، اما اطفالنا الابرياء، فهم «الاسرى» القادمون لهذا «الحصار» الشامل عبر شاشات التلفزة والانترنت، وهم ضحايا - بلا شك - لدوائر عولمة «الظلم» وتكريس «الانكسار» وفلسفة غياب المؤسسة العادلة، عندما تتقاطع تلك الدوائر مشيرة الى موقعهم الحضاري، في عالم مازال يعزف الحان «الحرب» في «امسيات» صاخبة، امام «جماهير» تملك كل شيء الا صناعة «القرار»!! |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |