* البصرة - الموصل - الوكالات:
بعد 18 يوماً من الحصار والقصف . . سيطرت القوات البريطانية أمس الأحد على مدينة البصرة ثاني أكبر مدينة في العراق وأكد مسؤولون عسكريون بريطانيون ان الدبابات البريطانية دخلت وسط مدينة البصرة أمس الاحد وحاصرت مقر حزب البعث في المدينة.
وقال الكولونيل كريس فيرنون المتحدث باسم القوات البريطانية في البصرة: لقد سيطرنا على الغالبية العظمى من المدينة . . ولكن هناك بعض الاماكن التي لا نسيطر عليها مثل البلدة القديمة.
وقال فيرنون للصحافيين ان الدبابات البريطانية دخلت وسط المدينة وجنوبها وشمالها وقال ضابط بريطاني كبير ان حوالي 300 من فدائيي صدام قتلوا في اشتباكات أمس وأمس الأول مع تقدم القوات البريطانية.
وقال الكولونيل هيو بلاكمان من قوات رويال سكوتس دراجون جاردس: ان حوالي 150 عراقيا قتلوا يوم السبت الماضي خلال تبادل عنيف لاطلاق النار وان عددا مماثلا قتل خلال الهجوم الذي شنته القوات البريطانية أمس الاحد مضيفا انه تم اسر حوالي 24 شخصا.
وفيما تقدمت القوات والدبابات البريطانية باتجاه وسط المدينة تدفق السكان إلى الشوارع لتحية الجنود البريطانيين ولوح العديد منهم بأيديهم وتعالت اصواتهم بالهتاف بينما وقف اخرون بصمت على الارصفة وهم يرقبون الدبابات تمر ورفعت العديد من المنازل الاعلام البيضاء.
وذكر متحدث بريطاني ان ثلاثة جنود بريطانيين قتلوا أمس الاحد في الهجوم الكبير على وسط مدينةالبصرة جنوب العراق.
وبحلول مساء أمس حاصرت القوات البريطانية مقر حزب البعث في البصرة وسط المدينة طبقا لما افاد به مراسل قناة الجزيرة الفضائية القطرية.
ولم تلاحظ مؤشرات على وجود مقاومة اذ ان مقاتلي المليشيات العراقية الذين كانوا يسيطرون على المنطقة قد اختفوا على ما يبدو مع تقدم القوات البريطانية.
واقر القادة البريطانيون انهم كانوا يتوقعون قدرا اكبر من المقاومة من العراقيين الا ان معظمهم فر عبر جسر قرمت علي طلبا للنجاة.
وقال بلاكمان: لقد اتكأنا على الباب فانفتح على مصراعيه لقد كان هذا يوما حاسما.
واضاف: ان العراقيون يستسلمون باعداد كبيرة وقد بدأت الغارة البريطانية عندما تقدمت القوات المعروفة بجرذان الصحراء من اللواء المدرع السابع إلى المدينة مدعومة بمروحيات الكوبرا والمدفعية واغارت على مقر لفدائيي صدام عند الفجر.
وبانتشار انباء نجاح الغارة البريطانية خرجت مجموعة من حوالي 200 من الرجال والنساء والاطفال من سكان البصرة إلى الشوارع وقاموا لاول مرة بالارشاد إلى المواقع العراقية.
وقال بلاكمان ان القوات الموالية لصدام قاتلت بشراسة وكانت ماكرة وصلبة في وجه قوة نيران متفوقة.
واضاف: لقد استخدموا مجموعة من الخدع ولكنها فشلت في ايقاع الاصابات بين صفوف قواتنا.
وتابع: في بعض الحالات كان الفدائيون الذين يرتدون الزي الاسود وغطاء الرأس الاحمر يقومون باصطحاب اطفال لتغطية انفسهم بعد اطلاق النار علينا.
وقال: وبينما كنا نتقدم داخل البصرة ( أمس ) فضلوا اللجوء إلى تكتيك آخر . . وهو التظاهر بأنهم اموات.
واضاف: في حالات عديدة كنا نمر بما يبدو وكانه جثث ملقاة في خنادق ثم يقوم هؤلاء ويهاجموننا بعد ان نمر وقال ان ذلك جعلنا لا نخاطر خلال النهار عندما كنا نواجه مثل هذه المواقف وكانت القوات البريطانية التي تطوق البصرة ثاني اكبر مدن العراق قد تقدمت عدة كيلومترات بالدبابات وحاملات الجند امس الاحد لتصل إلى ما قالت انه ابواب المدينة وسط قتال شرس.
وقال الكابتن اليكس كوسبي من القوات البريطانية لمراسلة رويترز روزاليند راسل عل مشارف المدينة وصلنا إلى ملتقى الطرق الذي يمثل بوابات البصرة.
واضاف: واجهنا مقاومة لكن دمرنا الكثير. دمرنا بعض المدرعات ونتعامل الآن مع مواقع خنادق.
وقال مدنيون عراقيون ان افراد ميليشيا موالية للرئيس العراقي صدام حسين فتحوا النيران على شاحنة بها اربعة مدنيين عراقيين امس الاحد مما اسفر عن اصابة واحد منهم اثناء مغادرتهم للبصرة.
وقال مراسل رويترز مايكل جورجي ان وليد جويل راقد الآن في مؤخرة الشاحنة بعد ان أصيب برصاصة من نيران رجال ميليشيا أمروا الاربعة ان يعودوا إلى المدينة «للمحاربة».
ويقول العراقيون من البصرة أن افراد ميليشيا تابعة لحزب البعث يشنون «حملة ترويع» لاجبارهم على القتال ضد القوات الأمريكية والبريطانية.
وقال آخر: يتمركز افراد الميليشيات في الشارع وعندما تمر السيارات التي تخرج من البصرة يفتحون النيران عليها ويأمرون من فيها بالعودة للمحاربة.
وكان الاربعة في البصرة في متجر وكانوا في طريقهم إلى محل اقامتهم.
وبدأت القوات البريطانية التي تحيط بمدينة البصرة بجنوب العراق في الزحف عدة كيلومترات بالدبابات وحاملات الجند المدرعة أمس لتصل إلى ما يسمونه بوابة المدينة وسط قتال ضار.
|