بعد أكثر من أسبوعين من اندلاع الحرب الأنجلوأمريكية ضد العراق، والتي حرّف هدفها الرئيسي والمتجلي في السيطرة على النفط العراقي، وما يتبعه من انتعاش اقتصادي أمريكي،فقد ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الخميس ان البنتاغون يضع اللمسات الاخيرة على مشاريع لادارة قطاع النفط العراقي «بصورة مؤقتة» في مرحلة ما بعد الحرب رغم اعتراضات حلفاء الولايات المتحدة في اوروبا والشرق الاوسط.
وقالت الصحيفة ان ادارة الرئيس الامريكي التي تعتبر ان عائدات النفط ضرورية لاعادة بناء العراق وأنها تنوي تعيين مسؤول امريكي معروف في الاوساط النفطية لادارة قطاع التنقيب والانتاج النفطي في حين ان عراقيين يقيمون الآن في المنفى سيتولون المبيعات.
وتحدثت الصحيفة عن احتمال ان يكون هذا المسؤول رئيس مجلس ادارة فرع «شل» في الولايات المتحدة سابقا فيليب كارول.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على الملف قولها ان الولايات المتحدة ستبرر ادارتها لحقول النفط بضرورة توفير العائدات للعراق. لكن مسؤولين بريطانيين وآخرين في الامم المتحدة يقولون ان الولايات المتحدة غير مخولة ببيع النفط العراقي حتى بصفة مؤقتة وان قرارا من مجلس الامن سيكون ضروريا في هذا الخصوص.
وكان النفط العراقي حتى بدء الحرب الاخيرة يخضع لاحكام برنامج «النفط في مقابل الغذاء» الذي تديره الامم المتحدة. وتستخدم عائدات هذا البرنامج لتمويل شراء سلع اساسية للشعب العراقي الذي يخضع منذ عام 1990 لحظر دولي.
وذكرت «واشنطن بوست» ان المشاريع الامريكية تصطدم بمعارضة عدة دول وان روسيا وفرنسا والمانيا فضلا عن دول اخرى في مجلس الامن شددت على ان الامم المتحدة يجب ان تدير قطاع النفط العراقي.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس الامن حاليا سفير المكسيك ادولفو اغيلار سينسير قوله ايضا ان «نفط العراق ملك للعراقيين».
وقد نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الخميس عن جنرال امريكي قوله ان صادرات النفط العراقي قد لا تستأنف قبل اشهر عدة. واوضح الجنرال روبرت كرير قائد الفرقة الجنوبية الغربية في سلاح الهندسة في الجيش الامريكي الموجود في الرميلة في جنوب العراق ان الانتاج سيكون عند استئنافه اقل من المستويات الطبيعية بسبب المشاكل التي تعاني منها المنشآت مثل النقص في قطع الغيار.
ويقول الجنرال كرير ان ترميم آبار النفط العراقية قد يستغرق ستة اشهر. واشارت الصحيفة المتخصصة بأوساط المال والاعمال الى ان ضابطا بريطانيا برتبة قومندان قال الاسبوع الماضي ان استئناف صادرات النفط من جنوب العراق يحتاج الى ثلاثة اشهر والى مليار دولار.
وقد اظهر مسح اجرته وكالة رويترز لانتاج اوبك ان المصدرين في المنظمة خفضوا تكلفة حرب العراق على الغرب بضخ كميات اضافية من النفط في الشهر الماضي للحيلولة دون ارتفاع الاسعار.ورفعت السعودية و الكويت الحليفان الرئيسيان ان للولايات المتحدة في الخليج الانتاج بشدة، وبلغ انتاج السعودية اعلى مستوى في 12 عاما حسبما اظهر المسح. وحتى ايران الخصم التقليدي للولايات المتحدة رفعت امداداتها رغم معارضتها علنا لاي زيادة في الصادرات بدعوى انها ستكون بمثابة ضوء اخضر للولايات المتحدة لشن حرب على العراق.
وفي لندن تراجع مزيج برنت في العقود الآجلة في بورصة البترول الدولية في جلسة المعاملات الالكترونية امس مواصلا الهبوط الذي بدأ امس بعد الغاء اضراب في نيجيريا و انباء عن تقدم القوات الامريكية في العراق.
وقال جيف باين المستشار في سمبرا انرجي تريدنج ان الحافز الاقتصادي للاستفادة من الأسعار المرتفعة اثبت انه اقوى من الدوافع السياسية.
ويظهر مسح رويترز ان انتاج اوبك زاد في مارس (اذار) الماضي 440 الف برميل يوميا ليصل الى 65 ،27 مليون برميل يوميا في المتوسط حسبما اظهر المسح الذي شمل مسؤولين و استشاريين في صناعة النفط ويقول محللون في صناعة النفط ان اعضاء آخرين في اوبك زادوا انتاجهم لتعويض توقف الصادرات العراقية وان انتاج السعودية وصل في مارس (اذار) الى اعلى مستوياته في 21 عاما.
وجددت تعليقات صدرت عن البيت الأبيض اول امس بأنه لا يرى اي دليل على اضطراب حاد في امدادات النفط يستوجب السحب من الاحتياطي البترولي للولايات المتحدة.
ويحث اعضاء في الكونغرس و جماعات للمستهلكين ادارة الرئيس جورج بوش على استخدام احتياطي الطوارئ الذي يحتوي على 600 مليون برميل.
واضاف نحن مستعدون لاستخدام الاحتياطيات الاستراتيجية عندما نكون في حاجة اليها. ولقد استأنفت شركة شل النفطية البريطانية الهولندية الخميس انتاجها في جنوب نيجيريا حسبما اعلنت الجمعة ناطقة باسم المجموعة.
وقالت الناطقة لوكالة فرانس برس انه «بعد عودة الهدوء النسبي الى منطقة اسكرافوس استأنفت شل أمس (الخميس) انتاجها في محطة الضخ.
واضافت ان تحضيرات جارية لفتح محطات ضخ اخرى في جنوب البلاد في الايام المقبلة. ومضت تقول: مع اعادة فتح المحطة تم انتاج مجددا نحو 18 الف برميل يوميا مشيرة الى ان انتاج الشركة المعهود في هذه المنطقة يصل الى 320 الف برميل يوميا.
وتحتل نيجيريا المرتبة السادسة بين الدول المصدرة للنفط في العالم بحصة انتاج حددتها منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) ب «018 ،2» مليون برميل يوميا.
وللمعلومية افاد مصدر رسمي الجمعة في تونس ان الحكومة التونسية قررت رفع اسعار المنتجات النفطية لمواجهة «التكاليف الاضافية» الناجمة عن زيادة اسعار النفط ومشتقاته دوليا و سوف يتبعها كثير من الدول.
وقد سجل البرنت الخام في نهاية الأسبوع الأول من ابريل لعام 2003، انخفاضا بلغ 3 ،90 دولارات للبرميل الواحد، بنسبة 13 ،56% وقد أقفل البرنت على سعر 24 ،86 دولارا للبرميل الواحد.
|