المرأة السعودية.. صارت اليوم في مستوى ثقافي وفكري عالٍ.. جعلها تزاحم أي امرأة مثقفة.. بل وتفوقت عليها في هذا العالم.
* كم سعودية تحمل الدكتوراه؟ وكم سعودية بلغت أعلى الدرجات في مجال الطب والمجالات العلمية الأخرى؟
* وكم سعودية حققت أبحاثها العلمية نجاحات منقطعة النظير؟ وكم سعودية بلغت أرقى الدرجات العلمية ووصلت الى درجة برفسور؟
* المرأة السعودية بفضل الله.. حققت نجاحات علمية وعملية في مجالات مختلفة شتى.. وأثبتت كفاءتها وأثبتت قدراتها ووجودها.. وكشاهد حي على ذلك.. انظروا الى الجامعات والكليات.. مَنْ الذي يتولى اليوم.. التدريس فيها.. إنهن الأكاديميات السعوديات المؤهلات.. وقد كنا الى وقت قريب نفرح ونستبشر عندما يتعين معيدة أو محاضرة سعودية واحدة في أحد الأقسام العلمية في جامعاتنا..
* واليوم.. الأكاديميات السعوديات في المجالات العلمية صرن بالمئات.. بل بالآلاف في سائر جامعاتنا.
* وتفوق ونجاح المرأة السعودية في المجالات العلمية والعملية.. ليس موضوعي هنا.. لأن ذلك موضوع مشاهد ونعايشه ونتعامل معه يومياً.. بل إن موضوعي ينحصر في المرأة السعودية المثقفة أو الأكاديمية أو العملية عموماً ومشوارها الزوجي.. كزوجة وربة بيت.
* ومن المعلوم سلفاً.. ان المرأة المثقفة أياً كانت.. هي الأقدر والأعرف والأميز في حياتها الزوجية.. وهي بدون شك.. قادرة على العطاء والابداع في سائر المجالات.. وثقافتها ووعيها وعقليتها كفيل بهذا النجاح.. سواء في مجالها العملي أو في منزلها.. ولا يمكن لانسانة ناجحة متفوقة ذكية واعية مثقفة ان تفشل في حياتها الزوجية.. إلا إذا كان الطرف الآخر.. هو الذي جرها الى هذا الفشل.. وهذا هو محور كلامي هنا.
* إنهم بعض أزواج المثقفات والأكاديميات والطبيبات وسائر المبدعات عموما وإن كن قلة ولله الحمد.
* هل تصدقون أن بعض هؤلاء المبدعات متزوجات من أناس بسطاء للغاية.. ونصيبهم من التعليم والثقافة والوعي محدود جداً؟
* لقد قيل لي.. بل وأكد ذلك كثير.. أن هناك نسبة وإن كانت بسيطة من الأكاديميات السعوديات بدرجة «دكتوراه» متزوجات من شباب أو شيّاب لا يحملون أكثر من الابتدائية وان بعضهم يعمل في وظيفة متواضعة من حيث المسؤوليات والرتب.
* مثل هؤلاء.. كيف ستتعامل معه.. هذه الإنسانة المثقفة؟ وكيف سيتعامل معها؟
* كيف سيكون شكل الحياة الزوجية؟ كيف هي الحوارات = إن وُجدت؟!!. وماهو أسلوب النقاش؟
* ثم كيف يمكن محاورة أو مناقشة هؤلاء الأزواج؟
* هذه الفجوة الفكرية الثقافية تحت سقف واحد من يردمها؟
* عندما تعود هذه الانسانة المثقفة المبدعة الى منزلها بعد جهد عملي وعلمي طويل.. وبعد يوم عمل شاق مضنٍ مجهد فكرياً. يستقبلها هذا «الزوج» و«يعل قلبها» ويحول نجاحاتها وسعادتها بهذا النجاح الى كوابيس مزعجة.
* يعاملها بقسوة ويسيء لها ويجرح كرامتها ويفت في عضدها.. وبعضهن تضطر لترك وظيفتها.. وتجلس تخدم هذا الزوج الذي غالباً ما يتركها «يطلقها» في نصف المشوار نظراً للبون والفجوة الثقافية الكبيرة بين الاثنين التي لا يمكن ردمها أو حتى تضييقها مهما كانت المحاولات والتنازلات.
* بعض ولا نقول كل المثقفات لديهن معاناة شديدة.. ليس من المختبرات ولا من أقسام الجامعة.. ولا من المكتبات.. ولا من نظام الجامعة.. ولا من المواصلات.. ولا من أي شيء آخر.. غير سعادة الزوج.. الذي لا يفهم أي شيء..
* مثل هؤلاء.. كيف يتزوجون دكتورة إذا لم يدرك ابعاد هذا الزواج.. وكيف سيتعامل مع امرأة مثقفة ثقافة عالية؟
* ولهذا.. لا تستغرب إذا عرفت ان أكثر المثقفات والمبدعات مصابات بالسكر والضغط وأمراض أخرى.. ليس بسبب العمل أو الجهد العملي أو ضغوطات ومستلزمات الحياة.. بل بسبب مكابدة السيد الزوج.. وهي مكابدة ليست هينة.. بل هي معاناة وجهاد ومعارك وخناقات وملاسنات وبشكل يومي.. حتى تركت هذه الآثار الصحية الصعبة.
|