ثمة أناس يعايشون حرب أخرى لكنها مع أحلامهم.. مع طموحاتهم مع خيبات الأمل التي يهديها لهم الزمن المالح.. المعبأة عروقه بالطمع والرغبة المستشرية في الكسب على حساب تكدسات الأحلام الميتة...
** هكذا أحسست وأنا أطالع عبر بريدي الألكتروني استغاثة شابين لهما ذات المشكلة لكن مع جهات مختلفة.. يقول أولهما:
** أختي فاطمة..
عندي مشكلة وأشعر أن قلمك سيساعدني في حلها..
تخرجت في الثانوية واطلعت على إعلان من أحد المعاهد عن دورات في السفر والسياحة والحاسب.. ترددت أولاً في الالتحاق وبعد تشجيع الأهل واستعدادهم للدفع.. التحقت في آواخر شهر 3 من عام 1423هـ وتخرجت في شهر 7 ونجحت في دورة السفر والسياحة وتطبيق برنامج جاليلو...
وضعت أحلامي وآمالي بالعمل وتركت الجامعة التي قبلتني من أجل المعهد والتعيين بعد التخرج.
سلمونا خطابات لمكتب.. للسفر والسياحة قدمنا أوراقنا..
وبعد مواعيد واختبارات باللغة الانجليزية.. ومقابلات شخصية أجتزتها كلها والحمد لله.. وقالوا التعيين بعد أسبوع..
كان ذلك في مطلع شهر 8 وراح رمضان وقالوا إن المسئول من الموظفين مريض.. ثم راح شوال وأعطونا عذراً أن صاحب المكتب.. خارج الوطن.. ثم بعد أسبوعين.. ثم بعد ثلاثة.. وفي أواخر ذي القعدة اتصلوا علينا وقالوا تعالوا...
جئنا راكضين.. كلنا لهفة بتحقيق أحلامنا بعد انتظار طويل ونفاجأ بعد ذلك بتسليمنا خطابات اعتذار عن قبولنا دون إبداء الأسباب مع أننا كلنا قد اجتزنا الاختبارات.
** عدنا للمعهد الذي أعطانا الدورات وحصل على أموالنا..
وقالوا لنا انتظروا السنة الجديدة..
فقلنا: «خلا.. ص.». نحن فقط نريد «فلوسنا» وحتى شهاداتكم سنعيدها لكم.. بس عطونا «فلوسنا».
... وأنا التحقت بالجامعة لكن زملائي.. وهذه المعاهد التي تبيع الأحلام للناس وتأخذ فلوسهم وتعدهم بأن السوق يطلبهم بعد التخرج بل انها ملتزمة مع بعض الشركات لتوظيفهم..
من يعطي هذه المعاهد الفسح لتسرق الناس.. ومن يعطيها الاذن لتقدم وعوداً كاذبة وتعلن وتخدع الناس.
عبدالله من الرياض
** الشاب أسمى المعهد وحدد موقعه وأسمى المكتب الذي وعد ثم اعتذر دون سبب.
كل هذا لا يهم... القضية الأكبر...
حروب الشباب ومعاركهم مع أحلامهم حتى تنتهي وكيف تقضي على الأساليب غير المشروعة التي تمارس من قبل ضعاف النفوس استغلالاً واستثماراً لهذه المعركة.
** الرسالة الثانية أنشرها لاحقاً...
FATMAOTAIBI@HOTMAIL.COM
|