* جدة - نانا السقا:
اكد معالي وزير الصحة الدكتور اسامة بن عبدالمجيد شبكشي ان الاهتمام بصحة البيئة والطفل خطوة اساسية ونقطة استراتيجية في مجال التنمية، باعتبار الاطفال هم مستقبل الامة، والاهتمام بالطفل وصحته وبيئته هو الاستثمار الواعد نحو تحقيق التنمية، وان بيئة الطفل تنعكس سلبياً وايجابياً على صحته ونموه الجسدي والعقلي.
وقال في حفل افتتاح فعاليات الاحتفال بيوم الصحة العالمي وندوة نحو بيئة صحية للاطفال الذي تنظمه وزارة الصحة بالتعاون مع شركة المنتجات الحديثة:« ان المملكة العربية السعودية تولي اهتماما متزايدا بقضايا البيئة، من خلال انتهاج سياسات متوازنة تكفل التنمية والمحافظة على البيئة ومواردها».
واشار الى انه تم وضع السياسات الوطنية في هذا الاطار ومن ابرزها ما ورد في النظام الاساسي للحكم في المادة «31» بالعناية بالصحة العامة، والمادة «32» التي تؤكد على اهتمام الدولة بالمحافظة على البيئة وحمايتها، وصدور النظام العام للبيئة الذي يشكل اطاراً عاماً تندرج تحته السياسات الوطنية المتعلقة بالبيئة.
واوضح ان وزارة الصحة اهتمت بالبرامج الوقائية كماً وكيفا، وان المملكة العربية السعودية اصبحت خالية من بعض الامراض مثل شلل الاطفال كما حققت ازالة الكزاز الوليدي وبدأت مراحل ازالة الحصبة، والحصبة الالمانية، والنكاف.
واضاف معالي الوزير بأن وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية اهتمت ببيئة الطفل بمفهومها الشامل وهي البيئة الطبيعية والنفسية والاجتماعية، وبالمفهوم الواسع للصحة الذي لا يعني غياب المرض وانما يعني حالة من التكامل البدني والعقلي والاجتماعي.
الفحص قبل الزواج
واعلن الدكتور اسامة بن عبدالمجيد شبكشي ان الوزارة ستبدأ حملة مكثفة للتوعية بأهمية الفحص ما قبل الزواج الذي اعتمد بقرار مجلس الوزراء ومما يعكس مدى الاهمية الكبيرة للتكامل البدني والعقلي والاجتماعي.
واضاف ان الوزارة وضعت برامج دقيقة لمكافحة الامراض المستوطنة مثل الملاريا والبلهارسيا، مؤكداً على انه تم القضاء على هذه الامراض فيما عدا بعض البؤر الصغيرة في مناطق محدودة من المملكة العربية السعودية.
واوضح ان وزارة الصحة السعودية لم تكن بعيدة عن المستجدات العالمية في مجال الصحة العامة واثر البيئة عليها، مشيرا الى الجهود التي قامت بها للتخلص من النفايات الطبية، والتعليمات والانظمة الصارمة لتطبيقها في كافة المنشآت الطبية الحكومية او الخاصة.
وثمن جهود وتشجيع اللجنة الوزارية للبيئة التي يترأسها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في هذا المجال، موضحاً انه تم اعداد الاستراتيجية الوطنية للصحة والبيئة بالتعاون مع فريق حكومي من 13 جهة حكومية وهي الاستراتيجية التي وافقت عليها اللجنة الوزارية للبيئة.
واشار معاليه الى ان الاهتمام ببيئة الطفل ليس عملية احادية الجانب بل تستلزم تضافر جهود القطاعات الدولية المختلفة لتتمكن من تشكيل منظومة متكاملة تعمل على تحسين البيئة وحمايتها، مشيداً باعتماد الوقود الخالي من الرصاص الذي ساهم في تحسين بيئة الطفل صحياً، عن طريق المساهمة في خفض معدلات الرصاص في البيئة وبالتالي الوقاية من الاثار السلبية له.
ونوه الى ان مشاركة وزارة الصحة في الاحتفال بيوم الصحة العالمي بأنه استمرار للسياسة التي تتبعها المملكة العربية السعودية مع المبادرات المحلية والعالمية مؤكدة الدور الاجتماعي والانساني الذي يطلع به القطاع الخاص السعودي في هذا المجال.
وشدد د. شبكشي على ان الاهتمام العالمي بالبيئة والصحة ترجمة عملية لما صدر من توجيهات عن اجتماعات الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية والتوصيات التي صدرت للاهتمام بحماية البيئة باعتبارها اساساً للتنمية المستدامة للدول والتي تعير صحة الانسان محور التنمية واساسها، مشيراً الى ان التقدم الصناعي والمشاريع ادى الى تلوث للبيئة من انبعاث غازات المصانع ومخلفاتها الخطرة وتلوث مصادر المياه والانهار والشواطئ والاستخدام الكثيف للمبيدات الحشرية والمخصبات الزراعية، مما يهدد حياة وصحة الانسان.
واعرب عن شكره للجهود الجبارة التي تبذلها الوكالة المساعدة للطب الوقائي على تحقيق مبدأ الوقاية خير من العلاج وجعله واقعاً ملموساً وليس شعاراً فقط، كما وجه الشكر لشركة المنتجات الحديثة التي ساهمت في تنظيم احتفالات المملكة بيوم الصحة العالمي مؤكدة الدور الاجتماعي والانساني الذي يطلع به القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية.
بيئة اكثر صحة للاطفال
من جانبه اوضح وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية الدكتور قاسم بن عثمان القصبي في كلمته بهذه المناسبة ان اكثر من 7 ،4 ملايين طفل اقل من خمس سنوات لقوا حتفهم سنوياً نتيجة حالتهم المرضية جراء بيئة غير صحية، وان نصف سكان العالم بما في ذلك الاطفال يعاني من الامراض المرتبطة بشح المياه والمياه الملوثة.
واشار الى ان مليار شخص معظمهم من الاطفال يتعرضون الى اخطار امراض الاسهال المنقولة بالمياه والطعام، كما يتعرض سكان المدن لمستويات عالية من التلوث الذي يؤدي الى آثار صحية سيئة.
واستعرض في كلمته الامراض السارية ذات العلاقة المباشرة بالبيئة مثل البلهارسيا والاسهال، والالتهاب الكبدي الوبائي، والكوليرا، وان الاطفال يمثلون الشريحة الاكبر من ضحايا هذه الامراض.
واوضح ان التقارير الصحية بالمملكة العربية السعودية تشير الى ان معدل الاصابة بالامراض التي لها علاقة بالبيئة لكل 000 ،100 نسمة قد انخفض بشكل كبير خلال الاعوام من 91 الى 98م.
واكد ان المملكة حققت نتائج ناجحة في مجال التحصينات ساعدت على الوقاية من الامراض السارية التي كانت تشكل خطراً خلال العشرين عاماً الماضية.
واشار الى اهمية الاستراتيجية الوطنية للصحة والبيئة في رسم السياسة المستقبلية التي تعنى بكافة الجوانب والقضايا ذات العلاقة بالصحة والبيئة.
ونوه الدكتور القصبي الى اهمية الاعلام البيئي ودوره في ارساء مفهوم التربية البيئية وحمايتها وصيانتها، وتعليم الاطفال اهمية الحفاظ على البيئة والذي يلعب دورا هاما في غرس المفهوم في عقول اطفالنا.
دور القطاع الخاص
وفي السياق نفسه اكد احمد اللنجاوي مدير عام شركة المنتجات الحديثة في كلمته باسم الشركة الراعية للحفل على اهمية تخصيص منظمة الصحة العالمية لاحتفالاتها هذا العام موضوع «نحو بيئة صحية للاطفال» مشيراً الى اثر البيئة على الطفل نظراً لقابلية الاطفال للتعرض لمخاطر التلوث البيئي في مراحل نموهم المختلفة.
واشار الى اهمية زيادة الوعي الاجتماعي بمخاطر البيئة على اطفالنا، منوهاً الى خبرة شركة المنتجات الحديثة كشركة لها علاقة بمنتجات الاطفال حيث تقوم بعدة برامج توعوية، في المستشفيات، والمدارس وعبر وسائل الاعلام، لايصال رسالتها الى 2 مليون طفل في المملكة وبتكلفة تصل الى 8 ملايين ريال.
كلمة للطفل
وتطرق للطفل في كلمته بالمناسبة الى البيئة وما يتعرض له الاطفال من التلوث الغذائي والهوائي وحوادث السيارات وعوادمها والتدخين واهمال قواعد النظافة واثر ذلك السلبي على صحتهم، ودعا لتكاتف الجهود من اجل توفير البيئة المناسبة للطفل لينمو ويعيش بعيداً عن سلبياتها.
|