* إعداد فهد الغريري :
عادة ما يتسارع ايقاع الحياة عندما تقع الحروب، فالمدن الهادئة الهانئة تختل موازينها ويبدأ الناس في القلق حيال أمور المعيشة فما بين خائف على حياته وحياة أولاده وأحبابه وبين آخر يفكر في احتمالات الخطر المعيشي الأخرى كافتقاد الغذاء والمسكن وغير ذلك مما يؤدي بالأفراد والمؤسسات إلى تغيير مخططاتهم وارباك نظام حياتهم الذي يسيرون عليه بانتظام في الأيام العادية فيتوجه الأفراد إلى تخزين الغذاء الأمر الذي قد يتسبب في ارتفاع الأسعار فيما تتوجه بعض المؤسسات التجارية إلى أساليب دنيئة للكسب غير المشروع كالاحتكار مثلاً، هذا عدا بعض ضعاف النفوس الذين يبدأون في بث الفرقة في المجتمع عن طريق نشر الاشاعات والفتن. الرياض تلك اللؤلؤة القابعة وسط الصحراء مدينة كغيرها من مدن العالم ولكنها وعبر حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت لم تشهد هذه المظاهر وكان ذلك بسبب اتخاذ الحكومة الرشيدة لقرارات من شأنها القضاء على أي بادرة للاخلال بالأمن سواء الاجتماعي أو الاقتصادي، وفي هذه الأيام نعيش حرب الخليج الثالثة بعد مرور ما يقارب الأسبوعين عليها فهل ارتبك ايقاع الحياة في مدينة الرياض؟ للجواب على هذا السؤال قامت «الجزيرة» بجولة في بعض الأسواق والمحلات وأجرت استطلاعاً للرأي شمل بعض المسؤولين والمواطنين والمقيمين فلنتابع معاً ما قالوه بهذا الخصوص..
ننام ومنازلنا مفتوحة
في أحد الأسواق، تحدث إلينا خالد العتيبي قائلاً: ليس هناك أي خوف. نحن في أمان وبعيدون عن أجواء الحرب فالسلطات بذلت كل الجهود للمحافظة على الأجواء الآمنة التي اعتدنا عليها، ننام ونستيقظ دون ان نحس بأي قلق بل اننا قد ننام ومنازلنا مفتوحة دون إحساس وهذا بفضل الله أولاً ثم بفضل موقف حكومتنا الرشيدة من هذه الحرب فنحن نساند قيادتنا ونقف معها قلبا وقالبا وخاصة في رفضها للاعتداء على المسلمين في العراق والذين ندعو لهم دائماً بأن ينصرهم الله ويعينهم في هذه الظروف التي يمرون بها. ومن بين المتسوقين شاهدنا المواطن حمد التويجري يتسوق برفقة أولاده في مشهد عائلي جميل، وعندما سألناه عن أحاسيسه في ظل الحرب القائمة الآن قال: أعتقد ان تجربتنا في الحرب السابقة أعطتنا شيئا من المناعة، كما ان موقف حكومتنا وموقفنا هو الرفض للحرب وبالتالي نحن غير مهددين، ولذلك تشاهد ان الأوضاع طبيعية جداً فليس هناك أي زيادة في التخزين بالعكس الحركة طبيعية في السوق ثم لماذا اندفع في تخزين المواد الغذائية التي قد تفسد بينما هي متوفرة والحمد لله في الأسواق وبأسعارها العادية؟ وعندما سألنا ابنه مشعل «6 سنوات» عن الحرب وشعوره نحوها أجاب بكل براءة الأطفال قائلاً: أشوف التلفزيون وأشوف فيه الحرب بس أنا ما أخاف لأن الله معنا ولأني في السعودية والسعودية ما فيها حرب. أما المواطن منصور العتيبي فقد عاد بذاكرته إلى حرب تحرير الكويت حيث قال: الحمد لله ليس هناك أي خوف ولا أي شعور بالقلق من جميع النواحي اللهم إلا شعورنا بالحزن على ما يصيب اخواننا في العراق، أما بالنسبة للوضع الداخلي فأعتقد ان حكومتنا الرشيدة عودتنا على المواقف الحكيمة في الأزمات ورأينا كيف كان موقف الحكومة الحازم أيام حرب الكويت في التسعينيات وبالتالي فهذا يعطينا احساسا بالأمان والثقة أكثر في ظل الظروف الراهنة ومثل ما ترى أمارس الآن حياتي الطبيعية بدون أي خوف.
الأوضاع مطمئنة جداً
والتقينا بمدير السوق عوض الكريم مكي «سوداني الجنسية» فقال: الحمد لله الأوضاع وخاصة الاقتصادية مطمئنة جداً فكل الأصناف متوفرة وبكميات كبيرة جداً.. صحيح انه قبل الحرب كان هناك سحب على بعض المواد الغذائية الأساسية ولكن بمرور أيام الحرب أصبح الوضع طبيعيا ومطمئنا جداً فالزبائن يتسوقون براحة وبدون أي إحساس بالخوف كما ان الأسعار لم ترتفع عما كانت عليه قبل الحرب أبداً، وأنا مقيم في المملكة منذ زمن ولم ألحظ أي تغير في حركة الشارع السعودي بل هو في غاية الاستقرار والأمان. وفي أحد محلات الملابس والمستلزمات الرجالية تحدث إلينا حمد القحطاني قائلاً: لا أخفيك انه في البداية كان هناك نوع من القلق بسبب عدم وضوح الرؤية ولكن بمرور أيام الحرب أصبحنا نحس بالأمان وتحول تفكيرنا إلى مأساة اخواننا في العراق الذين ندعو لهم دائماً، وأنا بوصفي رب أسرة فإني أتحرك بصفة طبيعية وبدون أي احساس بأي خوف أو قلق على زوجتي وأولادي ولله الحمد.
موقف حكومتنا واضح وثابت
أما عادل الجعيدان فقد أشاد بموقف المملكة الرسمي حيث قال: مثل ما تشاهد الأمور مستقرة والأمن مستتب ولله الحمد وهذا ما تعودنا عليه في مملكتنا الغالية وبالتأكيد هذا بفضل الله ثم بفضل سياسة حكومتنا التي عودتنا على الحكمة في اتخاذ القرارات والوقوف من الأزمات مواقف واضحة وثابتة تسهم في استقرار الأوضاع الداخلية وخاصة اقتصادنا مما ينعكس بالتالي على المواطنين الذين يعيشون حياتهم الطبيعية دون أي تغيير في خططهم أو في برنامجهم. وفي أحد المطاعم شاهدنا بعض الشباب يتناولون الطعام ويتبادلون الأحاديث وقد توجه لنا بالكلام السيد ماجد الجلاجل حيث قال: أنا أدرس في المنطقة الشرقية وتعودت ان آتي للرياض بين فترة وأخرى لزيارة الأهل والأحباب ومثلما تشاهد ها أنا قد أتيت كما تعودت في إجازة نهاية الأسبوع دون أي إحساس بالخوف من السفر في مثل هذه الظروف كما انني أنا وزملاء الدراسة في المنطقة الشرقية لم نحس بأي قلق وارتباك فالأوضاع طبيعية ومستقرة في جميع مدن المملكة وهذا واضح لدينا من خلال قراءة التقارير التي تنشرها جريدة «الجزيرة» عن الأوضاع في المناطق الحدودية الشمالية فما بالك بالرياض؟
|