|
|
الحمد لله القائل في محكم التنزيل {الّذٌينّ إذّا أّّصّابّتًهٍم مٍَصٌيبّةِ قّالٍوا إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} الآية.. الهي مفرج الهموم، ومنفس الكروب، ومبدد الأحزان، اشرح صدورنا وأعنا على مصابنا فما أصعب الفراق وما اشد ألمه حين يعتصر الفؤاد، فحمداً لك يا الله على كل حال وحمداً لك يا من قدرت لكل شيء، وجعلت الموت سنة في خلقك وراحةً لعبادك الأبرار، ولعلي بدأت بهذه السطور لأخفف وطأة الحزن وعظم المصاب الجلل الذي خيّم علينا بشكل خاص وعلى الوسط الدبلوماسي بشكل عام، فقلوب ملؤها الأسى والحزن، ومشاعر ينهشها صدى الرحيل ودعت بلادنا أحد رجالاتها المخلصين والأوفياء الذين آثروا على أنفسهم خدمة البلاد في الخارج متحملين في ذلك الغربة والبعد عن الأهل والبلاد ذلكم هو سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ساحل العاج محمد بن أحمد الرشيد رحمه الله الذي وافته المنية صباح يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر محرم من هذا العام، فكان لزاماً علينا أن نقف على محاسن هذا الرجل الفذ بالرغم من الصعوبة التي واجهتها وأنا اكتب هذه السطور المتواضعة والتي لن تفي الفقيد حقه لأن من يريد أن يرثي شخصاً عزيزاً عليه خاصة وقت الصدمة يكون فيها اللسان عاجزاً عن التعبير وتسجيل المشاعر ولاشك أن هذا بدوره يؤثر على ما يكنه الشخص من مشاعر ومآثر للفقيد إلا أني قررت الكتابة مهما وقفت الكلمات ومهما سقطت العبرات فالفقيد يستحق منا الكثير ويحتاج منا لرد الجميل بالدعاء والذكر الطيب فالذكرُ للإنسان عمرُ ثانٍ، فقد ترك فقيدنا تاريخاً حافلاً بالوقفات الصادقة والمواقف الجليلة متوجة بالخلق الرفيع والتواضع الجم وقد كان مخلصا في عمله ينبض بالحيوية والنشاط وكان محل تقدير الجميع ومثالاً للدبلوماسي المخلص ولا أدل على ذلك من تفانيه وتنقله بين العديد من الدول في استراليا وتايلند والهند وكان ملاذاً لكل سعودي يحتاج للمساعدة ويسعى لتسهيل أمور من يراجعه وكان يشمل الجميع بلطفه وكرمه ورحابة صدره وكانت معاملته الطيبة حديث الجميع والعائدين للبلاد والذين تربطهم بالفقيد علاقات عمل أو رعاية، وفوق كل ذلك نال ثقة القيادة الحكيمة وعُين سفيراً للمملكة لدى ساحل العاج. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |