لا يخفى على كل ذي لب ناضج أن هذه الدنيا دار عبور وليست دار قرار. ومن أنكر ذلك فقد كذب بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
والمتعين على من آمن بأن الموت قادم وأن الله تعالى يبعث من في القبور ويسألهم عن كل صغيرة وكبيرة أن يجدوا ويجتهدوا في تحصيل الأعمال الصالحة ويؤهل نفسه لدخول جنة عرضها السموات والأرض ولا يشغل نفسه بسفاسف الأمور لكن فهمها ومن نعم الله عز وجل علينا ان يسر لنا أسباب العلم الشرعي والعمل الصالح في هذا البلد الأمين بالمقارنة مع ما يعيشه إخواننا المسلمون في البلاد الأخرى تكفي لإداراك مدى النعمة التي نحن فيها وما يؤسفنا هذه الأيام هو وجود فئات مرجفة من الناس تتملكهم نزعات الهوى والتعصب للمصالح الشخصية تتبع الزلات وتعظم الهفوات كأنهم أسراب الذباب لا يقع إلا على النجاسات، يتملكهم الغلو والتطرف عن تعذر تمام ما يصبون إليه من مصالح شخصية صرفة وينسفون كل حسنات ومثالب من يخالف رأيهم {هٍمٍ العّدٍوٍَ فّاحًذّرًهٍمً} .. خالفوا منهج الدين الذي ينتسبون اليه فالمسلم بطبعه محب للقسط قائل لكلمة الحق ولو على نفسه.
فأوصي نفسي المقصرة وجميع اخواني المسلمين بالجد والاجتهاد في تحصيل اسباب الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة وإحسان الظن بأهل الخير والصلاح والسعي لإعانتهم في كل مكان وابراز حسناتهم فان القدح فيهم نقيصة عظيمة وبلية جسيمة، ولا يعرف قدر المرء الا بعد ذهابه وكفى بالمرء نبلاً ان تعد معايبه.
|