كنتُ يوماً من الأيام أعمل في إحدى المطبوعات الأسبوعية الدولية وكنتُ اتلقى سيلاً من الاقترحات وسيلا من أسماء فاعلي الخير الذين بذلوا.. ولم يسمع أحد عن بذلهم، بل إن بعض العامة يتهمهم بالتقصير وعدم القيام بالواجب تجاه الوطن والأهل، ونتيجة لذلك وضعنا زاوية تحت مسمى (فاعل خير) ننشر كل اسبوع فعل خير بُذل من شخصية لمواطن أو للوطن، وقد كانت قائمة فاعلي الخير طويلة جداً والحمد لله.
أعتقد أن هذه الفكرة رغم تحفظ البعض كانت جيدة جدا مع إيماني التام بأن من يفعل الخير من أبناء هذا الوطن يفعله إرضاء لله لا يبتغي بذلك ثناء من احد، ولكن من منطلق من لا يشكر الناس لا يشكر الله ومن باب حث الآخرين على المسابقة في هذا الميدان كانت تلك الزاوية. ومنذ أيام سمعت عن (فاعل خير) رأيت من واجبي الاشادة بما قدم انه المواطن الصالح الأستاذ محمد عبداللطيف جميل الذي تبرع بطائرتي إسعاف لجمعية الهلال الأحمر السعودي بتكلفة تزيد عن العشرة ملايين دولار.. تبرع دون أي ضجة إعلامية قاصداً بذلك وجه الله، وإن من عرف أعمال هذه الشركة التي اسسها عبداللطيف جميل رحمه الله في مجال الخير لا يستغرب هذا التبرع السخي من لدن الأستاذ محمد فأعمالهم المنتشرة في أنحاء من عالمنا الإسلامي تدل على أن هؤلاء الرجال يعملون لهدف سام نبيل وهو خدمة المسلم أينما كان؛ عشرة ملايين دولار يقدمها هذا الرجل الشهم لوطنه لا تعتبر رقماً بمقياس الشعور بالمسؤولية والوطنية ولكنها رقماً كبيراً إذا قيست بالفائدة التي ستكون من ورائها بإذن الله .
إنني عندما أحيي محمد عبداللطيف جميل أحيي الوطنية الصادقة والجود العربي الأصيل والشعور الإسلامي النبيل تحية إكبار وإجلال لمحمد عبداللطيف جميل قدوة لفعل الخير وأنموذجاً وطنياً أصيلاً.
|