تعليقاً على الأحداث الراهنة أقول: لقد تعرضت الشخصية الإسلامية لكثير من التحديات التي راحت تهز كيانها في الوقت الحاضر مثلما تعرض الإسلام منذ
أول أيامه للعديد من المصادمات.
واتخذت التحديات في هذا العصر مجالاً واسعاً في الصمود في وجه الحضارة العربية والإسلامية كما برزت أمام العقيدة الإسلامية بالمواجهات الساخنة والعسكرية في معظم بلاد الغرب مروراً بالغزو الفكري، والثقافي، وغير ذلك من أساليب المواجهات التي تعددت صورها ونتائجها والتي لم تزل حية في أذهان المسلمين في كل بقاع الأرض.
وقد استطاع الإسلام عقيدة وشريعة بعلمائه ومفكريه، وبعقيدته الصحيحة أن ينتضر على تلك المواجهات وأن يصرعها في أكثر من موقعة. ويسعى أعداء الإسلام اليوم وبعد أحداث «11» أيلول/ سبتمبر في الغرب إلى محاولة إنزال الهزيمة بالإسلام ديناً، ورسالة، وحضارة، وفكراً إنسانياً وأن يثبتوا عجزه وفشله في معالجة أمور الإنسان في مواجهة الحياة المعاصرة وتحدياتها، وتعقيداتها الكثيرة، ومن ثم الإعلان عن القضاء على الإسلام قضاء مبرماً، عن طريق الهيمنة والقوة الفكرية والحضارية والثقافية الواحدة التي يمثلها الغرب بشعاراته وفضائياته الوضيعة اليوم.
وأنا أرى أنه من المفيد هنا والواجب علينا تجاه التحديات الحاضرة ومحاولات التصدي والتشكيك التي حيكت وما تزال تحاك ضد الإسلام وضد الشخصية الإسلامية أن نستنفر القدرات الكامنة في عقيدتنا الإسلامية والقوى الذاتية في ديننا الحنيف، وفكرنا الرشيد وأن نعلن ذلك أمام الساحة الغربية مبرزين عزيمتنا في الدعوة إلى الإصلاح والمجادلة بالتي هي أحسن والمواجهة مع الآخر بالحوار والمصارحة دون الصدام بل علينا البناء والتنمية وإعداد القوة بكل أشكالها ذلك أنه من الضروري أن نتعرف على مواضع أقدامنا في عصر سبق، وإن أسميناه عصر الصراع الإيديولوجي، لأن أخطر ما يواجهه، ويعانيه الإسلام اليوم هذه الانعكاسات التي ترد إلينا من الغرب متمثلة في الأفكار والفلسفات التي تعمل على أن تميت روح هذا المجتمع فتجتث كل ارتباط بينه وبين عقيدته وأصالته وقيمه، وتحاول أن تدفع به ليسير في الطريق المادي الذي سار عليه الغرب، لذا كان لزاماً علينا أن نبحث في ذواتنا عن شخصيتنا الإسلامية المستهدفة والتي ما فتئ الغرب ومن والاه في التعريض بها والحط من قدرها واستثارتها من آن لآخر سعياً نحو الإيقاع بها، واحتوائها وإحلال البديل الغربي عنها، ولكن هيهات هيهات للبديل الغربي أن يزعزع قيمنا وعقيدتنا أويسلب قوانا وشخصيتنا الإسلامية فهي محور رسالة الإسلام والعقيدة، ومحور توجيهات الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
إن هذا الكيد الذي بدأ ضد الإسلام قديما، وما زال ، والذي تصاعدت حدته الآن مع أحداث الساعة في واقعنا المعاصر على وجه الخصوص ما وقع إلا بعد أن أدرك أعداء الإسلام مدى الخطر الذي أصبح يمثله الإسلام عليهم، وعلى مصالحهم لما يبثه ديننا من العزة والقوة في النفوس.
فالأيام تمر مر السحاب بما تحمله من المتغيرات، والأحداث والنكبات، حافلة في الوقت نفسه بالمزيد من التحديات والمواجهة. إن الشخصية الإسلامية اليوم تتهددها أخطار الاستشراق والتنصير ومزالق العلمانية الحديثة وموجات الغزو الفكري الوافد وأحداث الساعة الآن ومحاولات جر العالم الإسلامي إلى العديد من المواجهات العسكرية، والتي قد تنتهي بالاستعداد والاستنفار العدواني للغرب ضد أمتنا العربية الإسلامية.
فهد سليمان العتيق/ جدة
|