«تليجراف»
ذكرت الصحيفة حول الوضع ما بعد الحرب وقالت :انه في الوقت الذي تأكد فيه صحة التوقعات بأن الحملة العسكرية للاطاحة بصدام حسين ستنطوي على سلسلة من المناوشات أكثر من خوض معارك واسعة النطاق فانه تبقى حقيقة أن تحقيق السلام سوف يمثل صعوبة أكبر من الحرب.
وأنه مع تضييق الخناق على بغداد يجب عدم اغفال السلام في العراق.
وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي انه حتى قبل أن تسقط أول قنبلة على العاصمة العراقية فان مسألة اعادة بناء العراق بعد الحرب كانت سببا في خلافات داخل واشنطن وبينها و بين لندن.
كما انها ستتصدر المحادثات بين رئيس الوزراء توني بلير والرئيس الأمريكي جورج بوش في بلفاست.
واشارت تليجراف الى أن النقطة الأساسية في هذا الخلاف تكمن في الدور المحدد الذي يجب على الأمم المتحدة أن تلعبه في العراق اذا ما سقط صدام.
وقالت انه على الرغم من أن الرئيس بوش قد وافق خلال قمته مع بلير قبل الحرب في جزر الازور من أن التحالف سوف يعمل في شراكة وثيقة مع المؤسسات الدولية بما فيها الأمم المتحدة فانه لا توجد أدنى فرصة للأمم المتحدة لتولي الاشراف الكامل على العراق .
واضافت ان بلير صرح بأنه سيكون هناك وضع مؤقت ستشرف عليه قوات الانجلو أمريكية بحكم الأمر الواقع وان التركيز بعد ذلك سينتقل سريعا الى سلطة مؤقتة عراقية يديرها العراقيون.
مضيفة ان هذا الوضع الانتقالي سوف يشرف عليه الجنرال الأمريكي المتقاعد جاي جارنر من خلال العمل مع مسؤولي التحالف و العراقيين في المنفي.
غير انها استبعدت في الوقت ذاته قيام الأمم المتحدة بالدور كله مشيرة الى اعدم وجود سابقة في تاريخ المنظمة الدولية للقيام بمثل هذه المهمة.
«صانداى تايمز»
ألمحت الصحيفة الى السيطرة الأمريكية المطلق على العمليات وقالت ان القوات البريطانية على استعداد الآن للتقدم والاستيلاء على مدينة البصرة جنوبي العراق، لكنها تحتاج الى تفويض من القيادة العليا الأمريكية للقيام بذلك.
ونقلت عن الليفتنانت كولونيل مايكل رايدل- وبستر قائد مجموعة بلاك واتش القتالية أن الهجوم الاخير سيحتاج الى لواء من القوات على الاقل.
وأوضح وبستر أن توقيت الهجوم الاخير على مدينة البصرة سيعتمد على تقديرات استخباراتية بشأن مستوى المقاومة العراقية والتقدم الذي أحرزته القوات الامريكية الموجودة الآن على مشارف العاصمة العراقية بغداد.
وأعرب وبستر عن اعتقاده بان مجموعته القتالية قادرة على التقدم تجاه البصرة والاستيلاء عليها و لكنه أشار الى أن قواته تعد ترسا صغيرا في آلة حرب كبيرة تقودها الولايات المتحدة.
وأضاف القائد البريطاني أنه لا يرغب في ظهور ستالينجراد أخرى، منوها الى أن الاولوية هي لتجنب الوفيات التي لاداعي لها بين المدنيين والتورط في حرب الشوارع.
وأشارت الصحيفة الى أن القوات البريطانية تخوض معارك على جبهتين مختلفتين لتأمين مدينة البصرة حيث أنها ما زالت تقاتل القوات المسلحة العراقية فضلا عن الميليشيات غير النظامية لافتة الى أنه ما زالت بالبصرة قوات ميليشيا يقدر قوامها بألف رجل.
«الاوبزيرفر»
كغيرها من الصحف البريطانية تحدثت بنشوة المنتصر قائلة :أنه في الوقت الذي أصبحت فيه أيام الرئيس العراقي صدام حسين معدودة فقد بدأ الكثير من المواطنين العراقيين التحدث بصوت عال نسبيا.. مع استمرار وجود أجهزة الامن المخيفة في مواقعها.. وهو أمر لم يكن يفكر فيه احد قبل بضعة اسابيع فقط.
وقالت في افتتاحية العدد أنه من الطبيعي أن تتجه الافكار نحو مستقبل العراق بعد صدام مع تدفق المعونات الانسانية التي بدأت في الوصول الى ام قصر.. ولا يعنى هذا ان الحملة العسكرية قد اتمت نجاحها او أن هذا النجاح قد اصبح محتوما.
وأشارت الى ان استخدام الاسلحة الكيماوية على سبيل المثال او وقوع مزيد من الضحايا من المدنيين يمكن ان يغير من طبيعة و شكل الصراع، وحتى الآن فقد تحقق الكثير من اهداف الحملة العسكرية في اسبوعين فقط وكان التقدم نحو بغداد سريعا ولم تتحقق الكثير من المخاوف بشأن الشرعية ولم يحدث ما كان يخشى من أن يفعله اولئك الذين يعارضون الحرب اخلاقيا.
واعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن التحديات السياسية التي لا يزال يتعين مواجهتها ربما تكون هي البرهان على انها هي الاصعب من العمليات العسكرية التي جاءت قبلها، لان شرعية و قانونية هذه الحرب كانتا موضع تساؤل واسع الامر الذي دعا الولايات المتحدة وبريطانيا ان تعلنا التزامهما بتقديم المعونات الانسانية وبمستقبل العراق والبحث عن اطار عمل جماعي لاعادة بناء العراق على ان تشارك الامم المتحدة بفاعلية فيه.
وكشفت الصحيفة في مقالها الافتتاحي عن ان بريطانيا سوف تلعب دورا رئيسيا في الفترة التالية لما بعد صدام حسين وهي خطوة ربما تكون اولى الخطوات على الطريق. وقالت انه عندما يلتقي الرئيس بوش ورئيس الوزراء توني بلير في بلفاست هذا الاسبوع فلابد لهما أن يعلنا بوضوح أن هدفهما هو تمهيد الطريق امام حكومة واسعة يقودها العراقيون انفسهم.
واختتمت الصحيفة بالقول إن هذا ليس وقت السلام على الطريقة الامريكية مهما كان ما يفكر فيه البنتاجون.. ولا هو وقت التهديد بشن حروب اخرى ضد سوريا او ايران وبدلا من ذلك فيتعين القول أن هذا هو وقت التخطيط ووضع هدف واحد هو منح الشعب العراقي الكثير مما خسره على مدى الاسابيع التي اشتعلت فيها العمليات العسكرية .
|