«اللوموند»
ركزت على تضارب الأنباء حول سقوط مطار صدام الدولي و تحت عنوان:«سقط ..لم يسقط !» كتبت تقول: «لم يسقط المطار، العراقيون يعلنون ذلك، الأمريكيون والبريطانيون يعلنون عكس ذلك، هذه الصورة الأوضح لحرب الأخبار، و سياسة«التشهير» التي يريد كل طرف امتلاكها، أمريكا بكل أيديولوجية الحرب التي أحضرتها إلى المنطقة عجزت عن فرض «إعلامها» المطلق، ليس لأن التغطية الإخبارية «المحايدة» تقول الحقيقة، بل لأن التلفزيون العراقي بقي مشتغلاً في قمة القصف الذي لم يترك جهة إلا و دمرها، ربما التلفزيون العراقي هو الذي أحدث حالة من «الفوبيا الإعلامية» لدى الأمريكيين والبريطانيين لأنه، و بوسائل بدائية تحدى إعلام أمريكا بكل تكنولوجياتها.. هذه هي الصدمة !«و تضيف الصحيفة:»ان تضارب الأخبار حول مطار صدام الدولي، يمثل صورة أخرى عن الحرب كلها، للأخبار سوف يحدد بلا شك مستقبل الحرب برمتها، بدليل أن ظهور الرئيس العراقي في شوارع العاصمة العراقية أحبط من معنويات الأمريكيين، إلى درجة الشحوب.. هذه هي المخاوف التي طالما عرفت أمريكا أنها ستواجهها إن آجلا أو عاجلا.. مخاوف الحرب الإعلامية، بكل ما تمثله من صور، والتي لوحدها تستطيع تغيير مسار حرب.. هذا حدث في فيتنام، و هذا الذي سيحدث في بغداد..»
«لوفيغارو»
كتبت هي الأخرى عن المطار الذي قيل إن الجنود الأمريكيين استولوا عليه، وذلك تحت عنوان«أين الحقيقة من كل هذا؟»وتابعت تقول:«لا شك أن الحرب الأخرى أشد قسوة من الحرب العسكرية، ثمة أخبار يجب أن يراد منها إسقاط معنويات الخصم، لكن الخصم اليوم ليس عراقيا واحدا، إنه شعب بأكمله، بل أكثر من شعب إنه أمة بعينها، تعرف أنها تدافع عن أرضها، وعن نفسها.. وعن كبريائها.. لهذا يمكن فهم أن ردة الفعل إزاء خبر الاستيلاء على أكبر مطارات البلاد كانت بهذا الشكل،«وتضيف الصحيفة:» العملية الانتحارية التي قامت بها امرأتان عراقيتان تعكس فظاعة الحرب، أن تسعى امرأة إلى تفجير نفسها ليس بالأمر الهين أو البسيط، لكن المسألة صارت مسألة شرف أيضا، ولهذا يمكن النظر قبالة «مشروع الحرب الاستشهادية» أن الدفاع عن العراق لم يعد مقتصرا على العسكريين فقط، بل على الشعب أيضا..وعلى كل الذين يتكلمون اليوم عن أمريكا بعبارة «المحتلة والغازية»و«ما لم تقله أمريكا للعالم هو «الإنقاذ» الذي تمنحه للذين تقول إنها«حررتهم» من النظام العراقي في مناطق من البصرة والنجف، والناصرية، ما شاهده العالم هو الحالة المأساوية التي يعانيها الناس هناك..لا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا طعام.. حتى مخازن الأغذية الوحيدة في المنطقة فجرتها القنابل الأمريكية والبريطانية.. فكيف يجب علينا أن نفهم كل هذه المأساة كي لا تتهمنا أمريكا بأننا «قرود أوروبا»؟
«فرانس سوار»
تحت عنوان:«ألم يحن الوقت بعد؟» كتبت الصحيفة تقول»: كلنا أصبحنا نشعربالتعب من هذه الحرب، وكلنا نشعر أننا نتحمل مسؤولية ما يجري، لأن الذين يموتون ليسوا أعداءنا، بل أطفال ونساء لم يرتكبوا أكثر من كونهم عراقيين في المكان والزمان الخطأ.. فأن تشاهد جثة طفل عراقي مشوهة أو مفحمة فهذا انكسار إنساني حقيقي لا يمكن ترجمته بغير الخجل..«و تضيف :» ما كان يجب أن تفعله الدول الرافضة للحرب أكبر من مجرد رفضها، بل كان عليها أن تضغط صحافة العالم صحافة الفرنسية على الأمريكيين بكل الطرق، بما في ذلك التهديد بالدخول إلى الحرب المضادة..
لكن المصالح تبقى دوما أكبر بكثير من مصائر الشعوب..»
«لومانيتي»
تناولت الحرب من زاوية «حقوق الإنسان وتحت عنوان كذبة كبيرة» كتبت تقول:«حين بث التلفزيون العراقي صور الأسرى الأمريكيين ثارت ثائرة الأمريكيين،«دونالد رمسفيلد» اعتبر المسألة «دليلا قاطعا على أن العراقيين ليسوا أكثر من مجرمين !» و اعتبر العالم أن ما فعله العراق« مخالف للقوانين الدولية وأهمها اتفاقية جنيف»وقالت: ان العراقيين بثوا صورا أخرى لأسرى أمريكيين آخرين يتناولون الشاي!» اليوم، لا يتذكر أحد من هؤلاء المتباكين عن «حقوق الأسرى» لأن الأمر يتعلق بالعراقيين الذين لم يحملوا الورود لاستقبال القوى الإنجلو أمريكية ولأنهم في النهاية لم يقفوا ضد بلادهم «..الأسرى العراقيون يضربون أمام الكاميرا، تساء معاملتهم أمام الكاميرا..
ولم ينطق أحد من «الإنسانيين»دفاعا عن اتفاقية ما، أو عن حق ما في الكرامة..لا أحد قال لهؤلاء الجنود: اسمعوا أنتم مجرمون أيضا لأنكم تسيؤون معاملة الأسرى! «وتتساءل الصحيفة:» كيف يمكن استغلال اتفاقية بهذا الشكل لأغراض سياسية شخصية؟ كيف يرفض الأمريكيون ما يفرضونه على الآخرين.؟
أمريكا«الحريات» تخيط القوانين دائما وفق مقاسها هي، لأن اتفاقية جنيف ليست أكثر من «مزبلة قوانين» حين يتعلق الأمر بحقوق شعوب أخرى أو أسرى آخرين، فهذه هي أمريكا وعليكم احترامها !».
|