الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة البسيطة.
هكذا ينظر إليها معظم الأطباء فهي عبارة عن زيادة في قشور الجلد لا تسبب آلاماً ولا قروحاً جلدية وليس لها أي توابع داخل الجسم عدا احتمالية تصاحبها مع آلام في المفاصل.
إذاً هي بسيطة في نظرهم مما حدا بشركات التأمين بل الحكومات تفضيلها بنفس النظرة وقررت أن علاجها يجب أن يكون بأرخص الأسعار وأسرع الأوقات بل أن بعض الحكومات حينما أرادت الترشيد في الإنفاق الصحي بدأت تبحث عن الأمراض غير الخطيرة وتتخلى عن علاجها وبدأت ببعض الأمراض الجلدية مثل الثآليل والبهاق وكذلك الصدفية.
السؤال هو: ما هي نظرة مريض الصدفية لهذا المرض؟ وهذا هو المهم.
إن ما يصاحب هذا المرض أحياناً من تبعات نفسية واجتماعية قد يتسبب في شلل اجتماعي لمجموعة من مرضى الصدفية.
لذلك عملت أبحاث دقيقة عن مدى تأثير الصدفية في حياة المريض وسميت بأبحاث «Quality of Life» جودة نوعية الحياة.
وتم مقارنتها بأمراض أخرى مثل القلب والصدر وغيرها. كانت هناك بعض الأسئلة التي يتم سؤال المريض بنوعية أدائه الوظيفي والمنزلي والاجتماعي وغيرها.
وكانت النتيجة مذهلة حيث أظهرت الدراسة أن الجودة النوعية لمرضى الصدفية أسوأ من مرضى القلب والصدر والسكري ولسبب ليس عضوياً فقط وإنما هو بسبب تأثيره الاجتماعي والنفسي. فإنتاجية مرضى الصدفية وتفاعلهم اجتماعياً أقل بكثير من غيرهم من المرضى ومعاناتهم النفسية كذلك كانت أعلى من غيرها.
لذلك استنتج من البحث أنهم يحتاجون عناية طبية أكثر، ولا بد من علاج الصدفية من جميع النواحي العضوية، النفسية والاجتماعية.
(*)استشاري الأمراض الجلدية وجراحة الجلد
|