أكثرنا سمع أو عرف عن الحرب النفسية والدعاية وألوانها الثلاثة وكذلك عن مفعولها القوي في الحروب ولعل حرب هتلر وحرب الخليج الثانية كانتا الأكثر انتصاراً بها.
في حرب الخليج الثانية كان البون شاسعاً بين إعلامنا العربي والإعلام الغربي وذلك ربما يعود الى عدم الاهتمام به في ظل تحكم كامل في تلك الحرب من قبل المحطات الاجنبية فنقلت ما تريد هي ان نراه فقط وكيف نراه ايضاً وكنا نرى اعلامهم بالمعجزة.
أما في هذه الحرب اختلف الوضع تماماً فأخذت القنوات العربية في سباق مع الزمن وآخر الاخبار تاركة القنوات الغربية لمجرد ناقل عنها بل رأينا كيف اعتمد العراق على الحرب النفسية من خلال إعلام حربي قوي وكيف كان تركيز الغرب على حرب المنافسة الإعلامية مع القنوات الأخرى رأينا كيف كان الإعلام العربي متوتراً في بداية الحرب مع تصعيد كامل في الإعلام الغربي بان الحرب نزهة اسبوعية وبأن العراق اصبح منتهياً تماماً وان الشعب العراقي سيستقبلهم بالاحضان والورود.
الصدمة هي ما بدأت تنقله وسائل الإعلام العربية من حقائق أخذت تكشف تباعاً تنفي كل ما قيل ولعل الخطوة العراقية في طرد القنوات الأجنبية كانت صائبة لجعل الغرب يستقي المعلومة من الإعلام العربي الذي غير مجرى الحرب عندما بث صور الاسرى وشارك في نفي العديد من التصاريح الغربية التي اوهمتنا بأن الإعلام العراقي كاذب وان كل ما يطلقه العراق يذهب تحت مظلة الحرب الإعلامية القديمة ضد قوات التحالف «كما اسموها»
zalotaibi@hotmail.ocm
|