لأول مرة في تاريخه يدخل الإعلام العربي معترك حرب حقيقية ويثبت فيها قدرته على المشاركة والصمود كطرف ثابت ومتفاعل وليس متلقيا فحسب كما جرت عليه العادة.
فخلال الحرب الانجلو أمريكية الحالية على العراق تدخل الإعلام العربي وبقوة كمصدر أساسي للمعلومة والخبر والصورة ووقف موقف الند للند مع الإعلام الغربي المتمرس والمهيمن على الساحة الإعلامية.إلا أن إعلامنا العربي قد بدأ بالفعل ومنذ يوم أمس بالتحديد في دفع فاتورة وثمن ذلك التفوق والتميز غير المعهود وذلك حينما بدأ مسلسل قتل مراسلي ومصوري القنوات العربية في أرض المعركة ببغداد بدءاً بمراسل قناة الجزيرة طارق أيوب وما سيتلوه من عمليات تصفية وإبعادات لكل صوت خرج على المألوف وأخرج معه المشاهد العربي من مجرد متلق تصله من المعلومات والصور ما يراد له أن يسمعه ويراه إلى مشارك حقيقي في رواية الأحداث وتصويرها كما هي وبلا تشويه أو تحوير تقوده الأهواء والمصالح.. إلا أن المؤكد أيضاً أن الإعلام الفضائي العربي انطلق ليبقى وثمن ذلك البقاء لن يكون سهلاً أو ميسوراً وهذا ما يجب أن ندركه جميعاً سواء منا العاملون في الميدان الإعلامي أو جمهور المتلقين.. ووفاة مراسل أو مصور هي الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل للتحرر من قيود سيطرة الإعلام الآخر على عقولنا وثقافتنا وحياتنا.
| 
