* رام الله نائل نخلة:
كانت الصدمة هي العلامة البارزة على وجوه أهالي بلدة ياسوف، القرية الفلسطينية الوادعة في سهول شمال فلسطين المحتلة، وهم يتابعون نبأ استشهاد ابن قريتهم الصحفي طارق ايوب الذي سقط في قصف امريكي بربري لمكتب قناة الجزيرة في العاصمة العراقية بغداد.
وتحدث مراسل صحيفة الجزيرة السعودية في فلسطين مع عم الصحفي القتيل طارق الذي يقيم في بلدة ياسوف 17 كلم الى الجنوب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
لم يستطع عم الشهيد سامي ايوب ان يكمل حديثه عندما اخبرناه اننا صحفيون فلسطينيون نود الحديث معه حول ابن اخيه طارق الذي لقي حتفه في بغداد، الذي انهمرت الدموع من عينيه الحزينتين على شخص عزيز عليه.وقال سامي الذي يعيش مع اسرته في القرية ان آخر مرة التقى بها ابن اخيه طارق كانت قبل ثلاث سنوات عندما ذهب الى عمان لكي يحضر حفل زفافه.ويصفه قائلا: اقول لك بكل صدق ودون اي مجاملة والله ان طارق اعز على قلبي من ابني، ربما يكون هذا شعوراً غريباً أن يحس به الاب ان شخصاً آخر اعز على قلبه من فلذة كبده ولكنها الحقيقة، فطارق رحمة الله عليه هو انسان من نوع آخر.
يقول سامي ان ابن اخيه وفقه الله العام الماضي بزيارة بيت الله الحرام مع زوجته ووالدته ووالده حيث حجوا الى بيت الله.
ويتابع حديثه وقد بدا صوته خافتا وحزينا للغاية (لقد كان رحمه الله ذا اخلاق عالية، طيب القلب، لا يسيء الى احد، رجل واثق من نفسه، متواضع، يحب الخير للجميع، احاسيسه كلها مع شعبه ومتضامن مع قضية شعبه بعقله ووجدانه ومشاعره.
الصحفي طارق نعيم خليل ايوب، من اسرة فلسطينية خرجت قسرا من فلسطين عام 1967 متوجهة الى الاردن ومنها الى الكويت وفي عام 1968 ولد في مدينة الكويت التي نشأ وترعرع فيها.ثم انتقل الشهيد طارق بعد ان انهى تعليمه الثانوي في الكويت الى الهند ليحصل على شهادة البكالوريوس عام 1990 ليعود الى الكويت.وبعد حرب الخليج الثانية رحل مع عائلته الى الاردن ليستقر فيها حتى آخر ايامه، ويعمل في حقل الاعلام.
بدأ حياته الصحفية بالعمل في صحيفة جوردان تايمز، وهي صحيفة يومية اردنية باللغة الانجليزية، ولم تنقطع علاقته بها، وعمل كذلك من خلال موقعه بالاردن مع وكالة WTN وهي وكالة أنباء مصورة مقرها باريس، كما اشتغل ايضا منتجا ومراسلا من عمان لوكالة أسوشيتد برس APTN وانضم اخيرا للجزيرة عام 1998.
تزوج طارق حديثا، قبل ثلاث سنوات تقريبا، من كريمة نقيب الأطباء الأردني السابق طارق طهبوب، ورزق منها بطفلتين توأم، توفيت إحداهما وبقيت الثانية فاطمة وعمرها الآن سنة وشهران.
عوض عوض، مصور فلسطيني يعمل لحساب وكالة الانباء الفرنسية في بغداد، والذي تعرف على طارق ايوب في العاصمة العراقية يصف لنا في اتصال هاتفي معه من بغداد علاقته بالشهيد قائلاً:(تعرفت الى الزميل طارق ايوب من فترة بسيطة جداً، عندما التقيت به في منطقة الرويشيد على الحدود الاردنية العراقية ثم في العاصمة العراقية بغداد.
|