* بغداد الوكالات:
السؤال الذي طاف برؤوس معظم العراقيين أمس دار حول
عمن يدير دفة الأمور في بلدهم بعدما اجتاحت القوات الأمريكية شمال شرق بغداد دون مقاومة تذكر باتجاه قلب العاصمة فيما أخذ بعض الناس ينهبون المتاجروالمكاتب.
ولم يكن هناك ما يدل على وجود شرطة أو سلطة حكومية في الشوارع بوسط بغداد، ولم ير أحد أمس الاربعاء أيا من مسؤولي وزارة الإعلام الذين كانوا يرافقون الصحفيين الأجانب طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية تقريبا.
وقال التاجر عمار موسى فيما كان يزور ابنه الجريح بأحد مستشفيات بغداد «أنت صحفي، من فضلك قل لي ماذا يجري، أين حكومتنا، إلى من ننتمي الآن، أنا لا أعرف».
وسأل سرمد شاكر عامل النظافة بالمستشفى «أريد أن أعرف متى تنتهي كل تلك الفوضى، ليس هناك راديو ولا تلفزيون، هل مازالت حكومتنا تسيطرعلى الأمور أم لا».
ويمكن سماع تردد إرسال راديو بغداد الذي كان قد انقطع منذ اجتاحت دبابات أمريكية النصف الغربي من وسط بغداد يوم الثلاثاء ضعيفا للغاية أمس، ولا يبث الراديو سوى الأناشيد الوطنية، ومازال الإرسال التلفزيوني متوقفا.
وقال شون ماجواير مراسل رويترز إن مئات العراقيين رحبوا بمشاة البحرية الأمريكية في شوارع شرق بغداد أثناء تقدمها نحو وسط العاصمة أمس الاربعاء وأخذوا يهللون ويرقصون ويلقون بالورود على الجنود.
وفي أماكن أخرى من العاصمة قال شهود عيان إن البعض نهبوا مقر الأمم المتحدة في بغداد، ولم يكن ثمة أثر للشرطة العراقية.
واجتاح النهابون المتاجر في منطقة المباني التي تضم مقر اللجنة الاوليمبية العراقية التي يرأسها عدي النجل الأكبر لصدام حسين والتي كانت تعرضت لقصف كثيف.
وكانت القوات الأمريكية التي تقدمت على عدة محاور وسط بغداد على وشك الالتقاء أمس في قلب العاصمة العراقية بعد ثلاثة أسابيع من المعارك.
وسجلت عند الصباح معارك متقطعة لدى تقدم الوحدات الأمريكية في العاصمة ويبدو أن مقاومة العناصر المخلصة للرئيس العراقي صدام حسين بدأت تخبو.
ولم تتوفر أي معلومات عن مصير الرئيس العراقي صدام حسين والمكان الذي قد يكون تحصن فيه.
وسادت «مشاهد ابتهاج» صباح الاربعاء شرق وشمال شرق بغداد ما يدل ربما على «بداية نهاية» نظام الرئيس العراقي صدام حسين.
وبدت المدينة التي شهدت 48 ساعة من المعارك الضارية للسيطرة على الضفة الغربية من نهر دجلة من قبل الوحدات الأمريكية، تتأهب للعودة إلى الحياة الطبيعية وشهدت شوارع المنطقة الشرقية نشاطا بعد أن كانت خالية تماما يوم الثلاثاء.
وحلقت طائرات أمريكية بريطانية في سماء بغداد على علو منخفض لدعم تقدم القوات الأمريكية في الأحياء الشمالية والشرقية في المدينة حيث انتشرت.
وشوهدت عدة وحدات أمريكية في حي الشعب على بعد ثلاثة كيلو مترات من وسط المدينة وفي حي الكندي على بعد ستة كلم من قلب بغداد.
وبحسب شهود فإن هذا التقدم الأمريكي حدث من دون مقاومة بعد أن غادر المقاتلون العراقيون مواقعهم في الشوارع.
غير أن الشهود ذاتهم أشاروا إلى أن القوات الأمريكية ردت على نيران قادمة من نوافذ مستشفى الكندي.
ويأتي هذا التقدم بعد أن تم طرد عناصر ميليشيا حزب البعث و«فدائيي صدام» من هذه الضاحية الشيعية الكبرى في بغداد «مدينة صدام» حيث سجلت عمليات نهب.
وفي الصباح الباكر من أمس الاربعاء تبادلت القوات الأمريكية التي تسيطر على المدخل الغربي لجسر الجمهورية والمقاتلين العراقيين المتحصنين على الطرف الآخر من الجسر القصف بمدافع الدبابات والمدفعية والأسلحة الآلية.
وتصاعد الدخان من مواقع في محيط الجسر أصيبت في القصف الذي تواصل متقطعا بعد ساعات من اندلاعه في الساعة 00:07 بالتوقيت المحلي (0300 ت غ).
وحلقت طائرات مقاتلة أمريكية بشكل متقطع في سماء العاصمة لتقديم دعم حاسم للقوات الموجودة على الأرض في تقدمها نحو وسط بغداد، وتراجع اطلاق نار الدفاعات العراقية غير المنتظم بمرور أيام الحرب التي اندلعت في 20 آذار/مارس الماضي.
ونشطت الحركة صباح الاربعاء في شوارع بغداد واختلطت أصوات منبهات السيارات مع انفجارات متفرقة تترجم على ما يبدو الحلقة الأخيرة في معركة السيطرة على بغداد.
وكانت بغداد الثلاثاء أشبه بمدينة أموات وغاب عن شوارع أغلب أحيائها المسلحون.
وعلى رغم من هذه التطورات فقد قال متحدث عسكري أمريكي أمس الاربعاء إنه من السابق لأوانه الحديث عن انتهاء معركة بغداد وانتهاء الحرب التي تقودها الولايات المتحدة للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
وقال الكابتن فرانك ثورب لرويترز من مقر القيادة المركزية الأمريكية في قطر «من السابق لأوانه الحديث عن انتهاء هذه العملية.
«قد نشهد أيام قتال أعنف بكثير بالعراق مع تقدم قوات التحالف داخل بغداد وداخل البلاد».
وقبل ذلك أعلن ناطق عسكري أمريكي إصابة ستة من عناصر مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) في معارك مع القوات العراقية في حي مدينة صدام الواقع شرق بغداد.
|