Thursday 10th april,2003 11151العدد الخميس 8 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

النظام العراقي ينهار والبنتاغون أمام معضلة إعلان السيطرة على العراق!! النظام العراقي ينهار والبنتاغون أمام معضلة إعلان السيطرة على العراق!!
القوات الأمريكية تدخل بغداد دون مقاومة بعد تفكيك الجيش العراقي

* بغداد - جاك شارملو - واشنطن - فرانسيس تيمان - اف ب :
انحلت بسرعة عقدة الألسن ضد الرئيس العراقي مع دخول القوات الأمريكية إلى بغداد رغم أن مجرد ذكر اسم صدام حسين حتى يوم الثلاثاء الماضي كان يزرع الرعب في قلوب الناس الذين نعتوه أمس الاربعاء بكل النعوت من «ديكتاتور» إلى «خائن» إلى «طاغية».. وذلك بعد أن دخلت القوات الأمريكية بغداد بسهولة غير متوقعة وسط مظاهر من الفرح طغت على معظم العراقيين في مشهد شبهه وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بذكرى سقوط جدار برلين وجاء هذا الحدث المثير في حين كان المسؤولون العراقيون يتعهدون بمقاومة شرسة في العاصمة لم تتحقق حتى الآن.
فخلال بضعة ايام سيطرت الدبابات الأمريكية على المحاورالكبرى في العاصمة لتستقر اخيرا على ضفتي نهر دجلة أمس الاربعاء بعد ثلاثة اسابيع من بدء عملية «حرية العراق».
وتم دخول بغداد على ثلاث مراحل مع السيطرة اولا على المطار قبل اسبوع وقد اثارت هذه العملية السريعة التي نفذت ليلا الدهشة للسرعة التي تمت بها فقبل ساعات من حصولها كان المسؤولون العراقيون نظموا زيارة للصحافيين إلى مطار صدام الدولي.
ثم تمت السيطرة على الضفة الغربية من نهر دجلة التي يوجد عليها القصر الجمهوري القصر الاهم بين قصور صدام حسين وتلت السيطرة على القصر الذي يعتبر رمزا مهما جدا للسيطرة على المحاور الرئيسية في الحي المجاور الذي تقع فيه المباني الادارية. ونفذت المرحلة الثالثة أمس الاربعاء مع تقدم القوات الأمريكية إلى الاحياء الشمالية والشرقية من المدينة انتهى في شارع ابو النواس الذي يمتد بمحاذاة دجلة تحت نوافذ فندق فلسطين حيث ينزل الصحافيون الاجانب.وكان العراقيون اعلنوا منذ بداية الحرب في 20 آذار - مارس ومع تقدم القوات الأمريكية والبريطانية بتغطية جوية كثيفة داخل العراق انهم يعتمدون استراتيجية تقضي باستدراج «القوات الأمريكية البريطانية» إلى المدن وفرض معركة شوارع مكلفة جدا عليهم. واعطى العراقيون من اجل تحقيق هذا الهدف الانطباع بأنهم اعطوا الكثير من المرونة لجيشهم المبني وفق النموذج السوفياتي الصارم وقد تسبب فقدان المرونة هذا والتسلسل القيادي المتشدد في التعجيل بهزيمة الجيش العراقي خلال حرب الخليج عام 1991.
وقد اعلن الرئيس العراقي صدام حسين عزمه على تحقيق اللامركزية في القيادة عبر تقسيم البلاد إلى اربع مناطق كبرى اوكل الدفاع عنها إلى ضباطه المقربين.
وشدد الضباط العراقيون ايضا على الاهمية الاستراتيجية للتعبئة الشعبية عن طريق وحدات عسكرية غير الجيش النظامي مثل «فدائيي صدام» الذين تم اعدادهم ليموتوا فداء للنظام.
وكان الخبراء الدوليون يحذرون من الخطر الذي يمثله الحرس الجمهوري قوات النخبة في الجيش العراقي التي يرأسها قصي الابن الاصغر للرئيس العراقي. وذكر الخبراء أن هذه القوات ستكون رأس الحربة في الدفاع عن النظام العراقي مؤكدين انها يمكن أن تنافس القوات الخاصة في اكبر دول العالم.
واعلن المسؤولون العراقيون في محاولة لتعزيز الانطباع بحصول تغيير في صفوف الجيش العراقي وللتأكيد انه اصبح قادرا على التكيف مع متطلبات الحركة والمبادرة المطلوبة في الحروب الحديثة عن عمليات غير تقليدية اقلها على حد ما اعلنوا العمليات الفدائية.
الا أن شيئا من كل هذا لم يتحقق حتى الساعة في معركة بغداد.
ولم تتدخل اي وحدة من قوات النخبة في معارك العاصمة ولم تشاهد اي دبابة لا من ال «تي -72» التابعة للحرس الجمهوري ولا من ال « تي - 55» التابعة للجيش في الشوارع.
حيث أكد ضابط اميركي كبير أمس الاربعاء أن القوات الأمريكية هزمت الجيش العراقي وبسطت سيطرتها على القسم الاكبر من بغداد رغم استمرار المعارك. وقال اللفتنانت جنرال بافورد بلاونت قائد الفرقة الثالثة في سلاح المشاة الأمريكي «اننا نسيطر على الجزء الاكبر من المدينة الا أن هناك معارك لا تزال جارية».واضاف أن قوات غير نظامية لا تزال تقاتل في الجانب العراقي مسميا في هذا الاطار فدائيي صدام التي يرأسها عدي النجل الاكبر للرئيس العراقي ومسلحي حزب البعث.
ويعطي هذا الغياب مصداقية للتأكيدات الأمريكية بأنه تم القضاء على فرقتين على الاقل من الحرس الجمهوري. كما يمكن أن يكون هذا الغياب ناتجا عن أن هذه الوحدات لاسباب تبقى غامضة لم تتدخل في معركة بغداد.و مع سقوط بغداد وفقدان النظام العراقي السيطرة على زمام الامور على ما يبدو قد يعلن البنتاغون قريبا النصر من دون انتظار نهاية العمليات العسكرية بغية القضاء على جيوب المقاومة الاخيرة في البلاد.
ومع تطورات الوضع تكمن المعضلة التي يقف أمامها المسؤولون العسكريون الأمريكيون في القيام بافضل تقييم ممكن لسير الاحداث وتحديد الوقت المناسب للطلب من السلطات المدنية اعلان النصر في العراق.
واوضحت الصحيفة أن الخبراء في الاستراتيجية في البنتاغون اعتمدوا عدة معايير لتقييم النصر العسكري على الارض بينها: سيطرة القوات الأمريكية والبريطانية على جزء كبير من البلاد والقضاء بشكل كبير على مقاومة الجيش العراقي واقامة قاعدة عمليات حليفة في العراق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved