* بغداد - العواصم - الوكالات:
سأل مواطن عراقي أحد الصحفيين في يوم الانهيارالكبير في بغداد أمس: مَنْ يحكمنا الآن؟؟
وبينما انهارت بغداد سريعا تحت تقدم المارينز فقد اعترف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مجلس العموم أمس ان القوات البريطانية لم تحكم سيطرتها بعد على مدينة البصرة جنوب العراق.
ولم تكن العاصمة العراقية نهار أمس تحت أي سلطة محلية أو أجنبية بعد اختفاء الشرطة وقوات صدام حسين من الطرقات بينما كانت القوات الأمريكية تتقدم بحذر باتجاه القسم الشرقي منها، وعندما وصلت طلائعها الى الشرق لقيت ترحيباً من السكان عكس حقيقة العلاقة بين الشعب والسلطة المنهارة.
فقد غرقت بغداد أمس في فوضى لم تعرفها طوال تاريخها ونهبت الكثير من الوزارات والهيئات الحكومية والدولية، وراقبت عواصم العالم ما يحدث بحذر وقال مسؤول أمريكي ان الجيش الأمريكي لم يكسب الحرب بعد مشيرا الى انه يتوقع معارك أعنف في بحر الأيام المقبلة، بينما أعلن ناطق بريطاني ان «بنى القيادة التابعة للنظام العراقي انهارت على ما يبدو».
وقال مسؤول أمريكي بارز ان رجال مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) انتهوا من القتال في المنطقة الشرقية من بغداد رغم ان القناصة العراقيين ما زالوا يتسببون في متاعب. واقترب مئات العراقيين في حي الحبيبية شمال بغداد من ناقلات الجنود الأمريكية وهم يصفقون ويهتفون «جيد بوش» بالانكليزية.
ولم يكن هناك ما يدل على وجود شرطة أو سلطة حكومية في الشوارع بوسط بغداد.ولم ير أحد أمس أيا من مسؤولي وزارة الإعلام الذين كانوا يرافقون الصحفيين الأجانب طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية تقريبا.
وقال التاجر عمار موسى فيما كان يزور ابنه الجريح بأحد مستشفيات بغداد «أنت صحفي. من فضلك قل لي ماذا يجري. أين حكومتنا. الى مَنْ ننتمي الآن. أنا لا أعرف».
وسأل سرمد شاكر عامل النظافة بالمستشفى «أريد ان أعرف متى تنتهي كل تلك الفوضى. ليس هناك راديو ولا تلفزيون. هل مازالت حكومتنا تسيطرعلى الأمور أم لا».
ونقلت محطة فضائية لقاءات قالت انها مع ضباط من الحرس الجمهوري يعلنون فيها استسلامهم في شمال البلاد.
وكانت القوات الأمريكية التي تقدمت على عدة محاور وسط بغداد على وشك الالتقاء أمس في قلب العاصمة العراقية بعد ثلاثة أسابيع من المعارك.
وسجلت عند الصباح معارك متقطعة لدى تقدم الوحدات الأمريكية في العاصمة ويبدو ان مقاومة العناصر المخلصة للرئيس العراقي صدام حسين بدأت تخبو.
ولم تتوفر أي معلومات عن مصير الرئيس العراقي صدام حسين والمكان الذي قد يكون تحصّن فيه.
وقال مسؤول من وكالة المخابرات المركزية الامريكية «سي. اي. ايه» أمس الاربعاء ان الوكالة لا تعلم ان كان الرئيس العراقي صدام حسين وابناه قد قتلوا او نجوا من قصف امريكي في وقت سابق هذا الاسبوع.
وابلغ المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه رويترز«ليس معروفا ان كان صدام وابناه كانوا موجودين وما اذا كانوا نجوا من الهجوم».
ونقلت صحف بريطانية أمس عن مصادر لم تحدد هويتها من المخابرات البريطانية قولها ان صدام نجا على الارجح من الغارة الجوية.
وقال مسؤولون امريكيون مرارا انهم لا يعلمون نتائج الغارة وإن الامر يحتاج لمزيد من الوقت لتحديد مصير الرئيس العراقي.
ويضيف المسؤولون الامريكيون انه اذا كان صدام قد نجا فإنه سيظهر في مرحلة ما او ان مقربين منه سيتحدثون سواء عن موته او نجاته وستلتقط المخابرات الغربية هذه المعلومات.
ولكنهم اشاروا الى ان الامر الاكثر صعوبة سيكون العثور على رفات بين الانقاض يمكن التعرف عليه نظرا لشدة القصف وحقيقة ان القوات الامريكية لم تسيطر على هذا الحي على الفور بعد الغارة.
وكانت هذه ثاني غارة تستهدف صدام وابنيه بعد قصف مجمع سكني على مشارف بغداد يوم 19 مارس اذار.
وبدت المدينة التي شهدت 48 ساعة من المعارك الضارية للسيطرة على الضفة الغربية من نهر دجلة من قبل الوحدات الأمريكية. تتأهب للعودة الى الحياة الطبيعية وشهدت شوارع المنطقة الشرقية نشاطاً بعد ان كانت خالية تماماً يوم الثلاثاء.
وحلقت طائرات أمريكية بريطانية في سماء بغداد على علو منخفض لدعم تقدم القوات الأمريكية في الأحياء الشمالية والشرقية في المدينة حيث انتشرت.
وشوهدت عدة وحدات أمريكية في حي الشعب على بعد ثلاثة كيلومترات من وسط المدينة وفي حي الكندي على بعد ستة كلم من قلب بغداد.
غير ان شهود عيان أشاروا الى ان القوات الأمريكية ردت على نيران قادمة من نوافذ مستشفى الكندي.
وبحسب شهود فان سكان «مدينة صدام» طردوا المقاتلين الموالين للنظام قبل ان تدخل القوات الأمريكية المنطقة ليل الثلاثاء الاربعاء.
وخارج العاصمة بغداد كانت القوات الأمريكية ما زالت تقصف تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين ومدنا أخرى في الشمال.
على صعيد آخر قالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون ان طيارين أمريكيين أدرجا في عداد المفقودين يوم الثلاثاء بعد ان سقطت طائرتهما الحربية وهي من طراز أف/15 في العراق يوم الاحد.
وأعلن ناطق عسكري أمريكي أمس اصابة ستة من عناصر مشاة البحرية الأمريكية في معارك مع القوات العراقية في حي مدينة صدام الواقع شرق بغداد.
من جانب آخر قال مستشار رئيس وزراء العدو الإسرائيلي شارون: ان على الفلسطينيين أن يأخذوا العبرة مما يشاهدونه في العراق.
|