* الرياض - بغداد - العواصم - الوكالات:
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بأن المملكة ستعترف وستتعامل مع الحكومة التي سيختارها الشعب العراقي بنفسه جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الدوري لسموه، والذي أكد فيه ضرورة الحفاظ على حياة المدنيين الابرياء والحفاظ على المعالم الحضارية والتاريخية لمدينة بغداد لما تمثله من مكانة تاريخية على المستوى العربي والإسلامي.
هذه المدينة التي أنهارت سريعا تحت تقدم المارينز فقد اعترف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مجلس العموم أمس ان القوات البريطانية لم تحكم سيطرتها بعد على مدينة البصرة جنوب العراق.
ولم تكن بغداد نهار أمس تحت أي سلطة محلية أو أجنبية بعد اختفاء الشرطة وقوات صدام حسين من الطرقات بينما كانت القوات الأمريكية تتقدم بحذر باتجاه القسم الشرقي منها، وعندما وصلت طلائعها إلى الشرق لقيت ترحيبا من السكان عكس حقيقة العلاقة بين الشعب والسلطة المنهارة.فقد غرقت بغداد أمس في فوضى لم تعرفها طوال تاريخها ونهبت الكثير من الوزارات والهيئات الحكومية والدولية، وراقبت عواصم العالم ما يحدث بحذر وقال مسؤول أمريكي: إن الجيش الأمريكي لم يكسب الحرب بعد مشيرا إلى أنه يتوقع معارك أعنف في بحر الأيام المقبلة، بينما أعلن ناطق بريطاني ان «بنى القيادة التابعة للنظام العراقي انهارت على ما يبدو»، واقترب مئات العراقيين في حي الحبيبية شمال بغداد من ناقلات الجنود الأمريكية وهم يصفقون ويهتفون « جيد بوش» بالإنكليزية.ولم يكن هناك ما يدل على وجود شرطة أو سلطة حكومية في الشوارع بوسط بغداد.
ولم ير أحد أمس أيا من مسؤولي وزارة الإعلام الذين كانوا يرافقون الصحفيين الأجانب طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية تقريبا.
وقال الجنرال بفورد بلونت قائد فرقة المشاة الأمريكية الثالثة أمس: إن القوات الأمريكية أمنت وسط بغداد وأن مرحلة القتال في حرب العراق ستنتهي خلال بضعة أيام. وأضاف ليست كل المناطق في بغداد آمنة لكن المنطقة المركزية من المدينة.. قلب المدينة آمن.
وقد أسقطت القوات الأمريكية تمثالا ضخما يبلغ ارتفاعه ستة أمتار للرئيس العراقي صدام حسين في وسط بغداد أمس ورقص العراقيون فوق التمثال في ازدراء للرجل الذي حكمهم بقبضة من حديد على مدى 24 عاما.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: إنها علقت عملياتها الإنسانية في بغداد مؤقتا لأن الموقف في المدينة مضطرب، ولا يمكن التنبؤ به كما أعلنت اللجنة عن مقتل أحد أفراد طاقمها وهو كندي الجنسية الذي تم فقدانه يوم الثلاثاء وتم العثور على جثته أمس.
وكانت القوات الأمريكية التي تقدمت على عدة محاور وسط بغداد على وشك الالتقاء أمس في قلب العاصمة العراقية بعد ثلاثة أسابيع من المعارك.
وسجلت عند الصباح معارك متقطعة لدى تقدم الوحدات الأمريكية في العاصمة ويبدو أن مقاومة العناصر المخلصة للرئيس العراقي صدام حسين بدأت تخبو.
ولم تتوفر أي معلومات عن مصير الرئيس العراقي صدام حسين والمكان الذي قد يكون تحصن فيه.
وقال مسؤول من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي.اي.ايه» أمس الاربعاء، إن الوكالة لا تعلم إن كان الرئيس العراقي صدام حسين وابنيه قد قتلوا أو نجوا من قصف أمريكي في وقت سابق هذا الأسبوع.
وأبلغ المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه رويترز «ليس معروفا إن كان صدام وابنيه كانوا موجودين وما إذا كانوا نجوا من الهجوم».
ونقلت صحف بريطانية أمس عن مصادر لم تحدد هويتها من المخابرات البريطانية قولها: إن صدام نجا على الأرجح من الغارة الجوية.
وقال مسؤولون أمريكيون مرارا: إنهم لا يعلمون نتائج الغارة وأن الأمر يحتاج لمزيد من الوقت لتحديد مصير الرئيس العراقي.
ويضيف المسؤولون الأمريكيون انه إذا كان صدام قد نجا فإنه سيظهر في مرحلة ما أو أن مقربين منه سيتحدثون سواء عن موته أو نجاته وستلتقط المخابرات الغربية هذه المعلومات. ولكنهم أشاروا إلى أن الأمر الأكثر صعوبة سيكون العثور على رفات بين الأنقاض يمكن التعرف عليها نظرا لشدة القصف وحقيقة أن القوات الأمريكية لم تسيطر على هذا الحي على الفور بعد الغارة.
وكانت هذه ثاني غارة تستهدف صدام وابنيه بعد قصف مجمع سكني على مشارف بغداد يوم 19 مارس/آذار.
وبدت المدينة التي شهدت 48 ساعة من المعارك الضارية للسيطرة على الضفة الغربية من نهر دجلة من قبل الوحدات الأمريكية، تتأهب للعودة إلى الحياة الطبيعية وشهدت شوارع المنطقة الشرقية نشاطا بعد أن كانت خالية تماما يوم الثلاثاء.وحلقت طائرات أمريكية بريطانية في سماء بغداد على علو منخفض لدعم تقدم القوات الأمريكية في الأحياء الشمالية والشرقية في المدينة حيث انتشرت. وشوهدت عدة وحدات أمريكية في حي الشعب على بعد ثلاثة كيلو مترات من وسط المدينة وفي حي الكندي على بعد ستة كلم من قلب بغداد.
وبحسب شهود فإن سكان «مدينة صدام» طردوا المقاتلين الموالين للنظام قبل أن تدخل القوات الأمريكية المنطقة ليل الثلاثاء/الاربعاء.
على صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إن طيارين أمريكيين أدرجا في عداد المفقودين يوم الثلاثاء بعد أن سقطت طائرتهما الحربية وهي من طراز اف/15 في العراق يوم الاحد.وأعلن ناطق عسكري أمريكي أمس إصابة ستة من عناصر مشاة البحرية الأمريكية في معارك مع القوات العراقية في حي مدينة صدام الواقع شرق بغداد.
من جهة أخرى قال نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني أمس إن مسؤولين امريكيين وعراقيين سيجتمعون يوم السبت في جنوب العراق لبدء التخطيط لتشكيل حكومة عراقية مؤقتة.
وقال تشيني أمام اعضاء الجمعية الامريكية لرؤساء تحرير الصحف «سنجمع ممثلين عن كل الجماعات من جميع أنحاء العراق للجلوس والحديث عن التخطيط لمستقبل هذه السلطة العراقية المؤقتة وتهيئتها للعمل. وقال: ان الاجتماع سيعقد قرب الناصرية في جنوب العراق.
|